فحيح السعودية باتجاه بيروت: لعيون تل أبيب

فحيح السعودية باتجاه بيروت: لعيون تل أبيب

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٨ مارس ٢٠١٧

 رائحة "التكتل" السعودي – الإماراتي تحت الظل الإسرائيلي، فاحت، الرياض لم تعد تستطع كتم حقدها ساعة واحدة فتحفظت السعودية والإمارات على "البديهي"، بند تقليدي عادة ما يرد في بيانات مجلس جامعة الدول العربية ولو من زاوية رفع العتب، لدعم لبنان في مواجهته "إسرائيل"، أما الموقف البحريني فكان تحصيل حاصل وأكثر قليلاً، ربما للإشارة أنهم ما زالوا موجودين ولو كبقعة صغيرة على خارطة دعم تل أبيب، بكل ما استطاعته المنامة من مقدرات.
هذه المرة غير كل مرة، لم تتمكن الرياض من هضم وبلع البند التقليدي، تنفيذياً هي تقوم بكل ما يلزم عكس اتجاه البند، حالياً هي تريد من لبنان أن يتخذ من الكيان الصهيوني قبلة يصلي إليه الفرائض كلها، وإن لم يفعل فهو كافر يجب الاقتصاص منه بهذا الشكل وربما بأشكال أخرى ما زالت في أجندة أعمال الرياض، أما أبو ظبي المتجهمة في وجه الرياض بخصوص اليمن، حلت "تكشيرتها" فيما يخص صراع لبنان مع إسرائيل.
مشكلة السعودية في المقاومة، هذه المادة لا يمكن أن تقرأها أو أن تتخيلها مجرد تخيل منذ حرب تموز 2006 وبشكل علني، هذا ما يكشف الميثاق الغليظ الذي يجمع بين الرياض وتل أبيب، وكيف وضعت الأولى العصمة بيد الثانية ومضت معها على السراء والضراء حتى آخر الطريق.
المشكلة الأكبر هي أن السعودية والإمارات تعلمان يقيناً، أن موقفهما من هذا العيار لا يقدم ولا يؤخر، فلماذا كل هذا الفحيح؟.
ارتفعت منذ أسابيع وتيرة الخطاب الملتهب حول ترجيحات وقوع عدوان إسرائيلي على لبنان، خطاب المقاومة الذي جاء صلباً هز الجبهة الداخلية في الكيان الصهيوني إلى حد بعيد، هناك من هو متأكد للغاية في حكومة تل أبيب أن الميزان لن يكون راجحاً لجهته، وهؤلاء المتأكدون يزدادون يوماً بعد يوم، لذلك فإن التهديد الإسرائيلي ارتد كهاجس لا يمكن تجاهله ولا التأقلم معه، ومن الطبيعي في هذا الوقت أن يصل تكتيك تل أبيب إلى درجة بعث رسائل من هذا النوع، أي أن دولاً خليجية ستكون إلى جانب تل أبيب وبشكل علني، ليس على غرار ما كان يتم في المرات الماضية.
أما اللهجة السعودية والإماراتية للرسالة، فهي لا تخالف الفحوى الإسرائيلية ولا تخرج عن سياقها البتة، بل تؤكد ما جاء في توصية تل أبيب على رؤوس الأشهاد في جامعة الدول العربية، هو تحديد للمكان والجهة في حال اندلاع مواجهة، وهذا بمجمله إشارة بالغة على وهن معسكر "إسرائيل" إذ، لم يكن من عادتها إعلان مثل هذا النوع من العلاقات أو حتى الاتجاه بخفية إلى هذا الصوب، فالأكيد أن تعاني قلة في الخيول، حتى أسرجت على هذا النوع من "الأنعام".