6 سنوات من "الخريف العربي".. الهدف: دمار الأمة

6 سنوات من "الخريف العربي".. الهدف: دمار الأمة

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٥ مارس ٢٠١٧

تبدأ السنة السابعة من أكذوبة "الربيع العربي"، وهي تحمل معها مزيداً من الضحايا والدماء العربية، والخراب والدمار للأوطان، وتعمل لمدّها إلى بلدان أخرى،

خصوصاً في المغرب العربي، بحيث يكاد لا يمرّ يوم إلا ونسمع عن كشف خلية إرهابية تكفيرية أو إحباط عملية إرهابية في تونس أو الجزائر أو المغرب.

 

بيد أنه لا بد من التذكير أن هذا الخريف العربي البشع لم يبدأ قبل ست سنوات، فالكارثة التي حلّت باسم "الربيع العربي" بدأت مع العدوان الأميركي - البريطاني على العراق وغزوه في نيسان عام 2003، فهذا الغزو لم يُنهِ أو يدمر نظام صدام حسين وحسب، بل دمّر العراق كدولة، ويحاول أن ينهيها ككيان واحد مستقل، ورسائل الغزو هذا أُبلغت إلى الرئيسين السوري بشار الأسد واللبناني إميل لحود، بواسطة ناظر الخارجية الأميركية الأسبق كولن باول، والتي وصلت إلى التهديد بأن قوات الغزو الاميركي صارت على حدود سورية، وما عليهما سوى الانخراط بالمشروع الأميركي - الصهيوني، وفي طليعة مهامه محاصرة المقاومة وضربها، لكنهما رفضا شروطه جملة وتفصيلا.. فكانت في البداية الحرب على لبنان سواء في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، ثم في الحرب الصهيونية على لبنان في تموز - آب 2006، تمهيداً للوصول إلى قلب العروبة النابض؛ سورية.

لقد أوجدت ظروف غزو العراق عام 2003، الأجواء الملائمة لولادة الحركات الإرهابية التكفيرية، سواء على مستوى تنظيم "القاعدة" وظاهرة أبو مصعب الزرقاوي سابقاً، أو على مستوى التنظيمات الإرهابية التكفيرية الأخرى، كـ"داعش" و"جبهة النصرة" وأمثالهما من التنظيمات الإرهابية التكفيرية، بالإضافة طبعاً إلى استغلال جماعة "الإخوان المسلمين"، الجاهزة منذ نشوئها في كل آن وحين لتكون حصان طراودة ضد الأمة وفق أجندة تأسيسها من قبَل المخابرات البريطانية عام 1928، ولعل شهادة غولدا مائير في هذا الصدد ما يغني، حيث تقول: "يجب مساعدة ما يسمى الإسلام السياسي حتى نقضي على القومية العربية وتنتشر الفوضى والانقسامات والحروب الطائفية".

بأي حال، فقد يكون ضرورياً الاستفادة من معلومات توفرها وسائل إعلام أميركية وغربية عن هذا الخريف المقيت، إذ أصدرت صحيفة "نيويورك تايمز" عدداً خاصاً بموضوع واحد هو الكارثة التي حلّت بالعالم العربي منذ 14 عاماً، حيث تمّ تقديم حصيلة بالأرقام الموثِّقة للخسائر البشرية والمالية التي سبّبها العدوان الأميركي على العراق بحجة كاذبة، فقد قُتل من العراقيين مليون و455 ألفاً و590 شخصاً، ومن العسكريين الأميركيين 4801 جندي وضابط ، ومن حلفاء العدوان الآخرين 3487 عسكرياً، ويضيف الموقع أن الكلفة المالية للحرب على الغالب والمغلوب بلغت تريليون و705 مليارات و856 مليون دولار.

وتقدّر مصادر دولية أن خسائر الوطن العربي بلغت 830 مليار دولار ، فضلاً عن الدمار الحاصل في تونس وليبيا ومصر واليمن والعراق وسورية.

هناك مرحلة من التاريخ العربي وُصفت بعصر الانحطاط، لكن الانحطاط الذي يشهده الوطن العربي اليوم غير مسبوق في التاريخ، خصوصاً أنه يحدث في عصر تُحرز فيه الشعوب مزيداً من التقدّم والارتقاء.

ثمة كشف للحقيقة المُرّة قُدِّمت في هذا التحقيق، وهي أن العرب يحاربون العرب في اليمن ويدمرون البلاد، والعرب يحاربون العرب في سورية ويدمرون سورية، والعرب يحاربون العرب في ليبيا ويدمرون ليبيا، والعرب يحاربون العرب في العراق ويدمرون العراق، ومع أن الإرهابيين يشنون حربهم على الإنسانية باسم الإسلام، فإن 70% من ضحاياهم مسلمون.

لا توجد أية مؤشرات على أن هناك مستقبلاً عربياً أفضل، فمعظم الجروح العربية نازفة وملتهبة وتستعصي على الشفاء، وأي مستقبل لمجتمعات لم تعد تعتبر نفسها مجتمعات وطنية بل مكونات اجتماعية، تنقسم على أساس الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق.

باختصار، العدو "الإسرائيلي" مرتاح لنتائج هذه الأكذوبة الربيعية الكبرى، لأن فيها تدمير ممنهج للطاقات والموارد العربية، وللإنسان العربي، في وقت يزحف أعراب الكاز نحو العدو ويطبّعون معه ويتصالحون وينسقّون معه شؤونهم الأمنية، والسياسية والاقتصادية، محوّلين كل عدائهم نحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي لا ترى عدواً سوى العدو الصهيوني، الذي يحتل ويدنّس الأرض التي باركنا حولها.

أحمد زين الدين