البهلول رجب طيب أردوغان

البهلول رجب طيب أردوغان

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٩ مارس ٢٠١٧

تقول برلين إن زمن التراخي مع تركيا قد انتهى، ويقول رجب طيب أردوغان إن أنجيلا ميركل تدعم الإرهاب وتقوم بتغذيته، ميركل تنظر إلى الرئيس التركي باستخفاف، وتسمي تصريحاته بالسخيفة التي لا يجب أن تكون، كاستفزازات موجبة لدخول هذه اللعبة، إلى هذا المستوى هبطت صورة تركيا دفعة واحدة خلال أيام.
ينظر الأوروبيون من أكثر من جهة إلى تركيا على أنها حالة صبيانية بدأت تتطاول وتصرخ في وجوه الجميع وتفتعل مشكلات جمة وتساهم في تعقيدها، أي أن ما تريده أنقرة ولا تناله أصبحت تحاول الحصول عليه ليس من خلال العنتريات كما في الفترة الماضية بل من خلال، سلوك سياسي غير ناضج يقوم على توسيع دائرة التوتر إلى أقصى حد ممكن، هذا ما لم يعد يستطيعه الأوروبيون ليسكتوا عليه.
من بيان برلين حول التراخي الذي انتهت صلاحيته مع أنقرة يتضح أن أوروبا فعلاً، قامت بتغطية تركيا كثيراً وتدليلها على حساب الكثير من الملفات، حتى أفسدها "الدلع" الأوروبي الذي لا تراه أنقرة كافياً طالما أنها ما زالت خارج البيت الأوروبي رسمياً، الأمر الذي نحا بالعاصمة التركية إلى عقوق الوالدة العجوز التي تبنت تركيا منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية لتكون إحدى المدللات والموعودات بهدايا مثيرة فيما لو نجحت باختبارات الثقة التي كان الغرب يطلبها.
لا يهم، بالنسبة لأوروبا إذا ما كانت تركيا إخوانية متشددة أم علمانية، ولا يهم مستويات القمع الموجودة في الداخل التركي بل ما يهم قدرة أنقرة على الانسجام مع السياسة الأوروبية إلى أبعد حد، وهو ما لم تستطعه الدولة التركية التي كان لديها طموحات خارج السرب يبدو أنها مغصت بطن أوروبا المتقلقلة سياسياً واقتصادياً وأمنياً، إلى أن سنحت فرصة انقلاب الصيف الفاشل لبدء عمليات التأديب و"التربية" التي تحتاجها أنقرة بحسب وجهة النظر الغربية.
في غضون أقل من أسبوع انفجرت العلاقات التركية الهولندية وكذلك التركية الألمانية، في برلين لا يتعلق الأمر بصحفي معتقل وحسب، القضية أن الغرب لا ينوي تمرير أفعال أنقرة بأي شكل، وتركيا متورطة وتخشى تماماً من تسرب أي معلومة يمكن أن تكون وثيقة حول علاقتها بالإرهاب، داعش تحديداً، لذلك اعتقلت الصحفي دينيز يوسل ذو العلاقة الوثيقة بوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي بيرات البيراق، الذي بدوره لديه علاقة وثيقة بداعش وتهريب النفط السوري إلى الأراضي التركية.
هذا يؤدي إلى ذاك، وما لدى يوسل يمكن أن يثبت التهمة على أنقرة، هذا الأمر جعل من رجب طيب أردوغان بهلولاً في توجهاته السياسية، فقد كل عقل دبلوماسي على دفعات وبات يصرخ، زماً لدى يوسل تريده ألمانيا لتربية تركيا من جهة، وإعادتها إلى الحظيرة وجعلها تجلس بهدوء هناك، لذلك تبرز الأحاديث بضراوة، في تركيا، عن القانون الذي يجيز حبسه 5 سنوات قيد التحقيق، وإلى ذلك الحين، كما يتمنى النظام التركي، قد يموت الملك الأوروبي أو يموت الحمار التركي أو "جحا".