التفاوض بالنار في "جنيف 5" يلقي بظلاله على آمال السلام!

التفاوض بالنار في "جنيف 5" يلقي بظلاله على آمال السلام!

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٤ مارس ٢٠١٧

 انتقلت الخلافات من الميدان إلى اجتماعات جنيف5، بعدما بدأت المحادثات على وقع التفاوض بالنار في دمشق وحماة وانهيار الثقة بمصير تفاهمات"السلال الأربع".
وتتزامن اجتماعات جنيف 5 مع اشتعال جبهات واسعة في الميدان، خلافاً لما شهدته الجولة الماضية التي ترافقت مع هدوء نسبي ضَمِنه وقف إطلاق النار المعدّ في أستانا. وفيما توصلت الجولة الماضية إلى تفاهم على "السلال الأربعة" بصفتها محوراً لمحادثات الجولة الحالية، بدا طرفا الحوار السوريان، الحكومي والمعارض، بعيدين عن تحقيق تقدم ملحوظ على مسار بحث تلك "السلال".

ومن المقرر أن يلتقي وفدا النظام والمعارضة بصورة منفصلة مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الجمعة في مقر الأمم المتحدة، بعد عودته من جولة إقليمية.

وفيما يصرّ وفد "الهيئة العليا" المعارض على بحث قضية الانتقال السياسي، أولاً، باعتباره "مفتاحاً" لباقي المحاور و" شرطاً" لتحقيقها. ويراهن على فكرة  تقديم ملف الانتقال السياسي "لخروج" الرئيس السوري بشار الأسد من الحكم،  يعلن وفد الحكومة السورية، أنه لن يقبل بشروط مسبقة حول منصب الرئاسة، لبدء الحوار مع المعارضة التي تحاول إحباط المحادثات عبر تسعير الميدان في ريفي دمشق وحماة ومناطق أخرى، ويصر على أولوية مناقشة بند مكافحة الإرهاب قبل غيره من البنود .

ووصلت المعارضة الى المدينة السويسرية في ثلاثة وفود تختلف أجنداتها وأهدافها أيضاً، ولا يزال الفريقان يرفضان عقد أي محادثات مباشرة ويكتفيان بالتواصل عبر وسيط.

وما يميّز الجولة الخامسة أنها تأتي على وقع انهيار واضح لوقف النار الهش اصلاً، وسط هجوم جديد لفصائل جهادية معارضة على العاصمة للمرة الاولى منذ سنتين، إضافة الى تقدم لفصائل أخرى في محافظة حماة.
وليس متوقعاً أن تؤثر هذه الهجمات على المكاسب العسكرية المضطردة التي حققها  الجيش السوري منذ ثمانية أشهر والتي بلغت ذروتها بالسيطرة على حلب الشرقية.
وأياً تكن الفصائل التي تشن الهجمات في ريفي دمشق وحماة، فإنه من الطبيعي أن يشكل أي تغيير على الأرض دافعا لتحسين شروط التفاوض في جنيف، بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها المعارضة المسلحة، إثر تراجع الدعم الاقليمي لها.

موسكو من جهتها أعلنت دعمها لرؤية دمشق، وأعربت في هذا السياق، على لسان المتحدثة باسمها، ماريا زخاروفا، عن اقتناعها بأن التطورات الأخيرة في محيط دمشق وحماة أظهرت أن "الإرهاب يشكل العقبة الأساسية أمام التسوية السياسية"، داعية المعارضة السورية إلى إبداء "القدرة على التفاوض".

وفي هذا الاطار، قال الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ ل"وكالة الصحافة الفرنسية" ان هذه الهجمات "هي على الأرجح مجرد شكل من التفاوض بالنار في وقت يسعى النظام الى اخضاع المعارضة عبر ما يسمى باتفاقات المصالحة" التي يعقدها تدريجياً في محيط العاصمة، و"ربما تكون أيضاً وسيلة لدعم هامش المناورة لدى المعارضة في ظل الدبلوماسية المعقدة المحيطة بمحادثات جنيف".
ومع ذلك، يقر صايغ ب"افتقار الفصائل للقدرة على مواصلة هذا الهجوم في دمشق وكذلك تحقيق مكاسب استراتيجية".

الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الاستشراق لدى الأكاديمية الروسية للعلوم، بوريس دولغوف، قال: "ليس هناك ما يشير إلى أن الجولة الخامسة في جنيف سوف تتمخض عن نتائج جذرية هامة. لأن هناك مشاكل عدة، في مقدمتها عدم وحدة المعارضة السياسية، حيث يتمسك ممثلوها بوجهات نظر مختلفة بشأن تسوية الأزمة. أي أن الجولة الجديدة تُجرى عبر الوسيط الأممي. كما أن هناك مشاكل مع المعارضة المسلحة، التي بدل أن تشارك في هذه المفاوضات، تشن هجمات على الأرض من أجل إفشالها".