أردوغان استحضر ملف الانقلاب الفاشل … سخونة الميدان الشمالي ستطغى على محطة تيلرسون التركية

أردوغان استحضر ملف الانقلاب الفاشل … سخونة الميدان الشمالي ستطغى على محطة تيلرسون التركية

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٩ مارس ٢٠١٧

بينما يرجح أن يطغى الوضع الشمالي السوري على زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى تركيا، ويأمل الأخير بالتركيز على مناقشة ملف مكافحة الإرهاب كان النظام التركي يحضر له ملفات تتعلق بالانقلاب الفاشل الذي نجا منه الرئيس رجب طيب أردوغان منتصف تموز من العام الماضي.
وأفادت وكالة «الأناضول» بأن وزير الخارجية الأميركي سيزور تركيا الأربعاء، في حين نقلت المواقع التركية والتلفزيون التركي أن الزيارة ستتم اليوم الخميس لمناقشة الوضع السوري، بما في ذلك عملية تحرير الرقة من تنظيم داعش الإرهابي.
وتركيا هي الوجهة السادسة لتيلرسون منذ استلامه منصبه، حيث زار قبلها المكسيك، وألمانيا، والصين، وكوريا الجنوبية، واليابان، كما أنه المسؤول الأميركي الأرفع الذي يزور تركيا، منذ تسلم دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة.
وتأتي الزيارة في وقت يشهد فيه الميدان السوري شمالاً تقدماً لافتا لقوات تدعمها واشنطن وهي «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المشكلة من قوات عربية وكردية إذ تحقق هذه القوات انتصارات لافتة على حساب تنظيم داعش لاسيما بريف الرقة الجنوبي الشرقي واقترابها من السيطرة على سد الفرات الإستراتيجي في مدينة الثورة بالتزامن مع تمكنها أمس من قطع الطريق بين الثورة والرقة.
بدورها لا تزال أنقرة تعلق أملاً بعد أن بدا أن واشنطن اختارت الاعتماد على (قسد) في تحرير الرقة على إمكانية أن تسمح لها واشنطن بالمشاركة في عملية استعادة الرقة إذ يرى النظام التركي «وحدات حماية الشعب» التابعة لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي والتي تقود (قسد) «منظمة إرهابية».
وكان الجيش العربي السوري قطع آمال مشاركة تركيا في تحرير الرقة عندما دخلت قواته قرى بريف منبج وتقدمت على حساب داعش وصولاً إلى دير حافر بريف حلب الشرقي لتحصر بذلك قوات «درع الفرات» التي تتشكل من ميليشيات مسلحة وقوات تركية في جيب في مدينة الباب وشمالها وصولاً إلى الحدود التركية.
وحسب «الأناضول»، فإن محادثات تيلرسون مع مسؤولين أتراك، ومن ضمنهم الرئيس أردوغان، ستتركز على ثلاثة مواضيع، وهي عملية تحرير الرقة من تنظيم داعش وتأييد واشنطن لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تعتبره تركيا إرهابيا، وكذلك تسليم الولايات المتحدة رجل الدين التركي فتح اللـه غولن المقيم حالياً في بنسلفانيا الأميركية إلى أنقرة، الأمر الذي تصر عليه أنقرة منذ وقت طويل.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أكد في مقابلة مع قناة (تي. أر. تي خبر) التركية قبل يوم من وصول تيلرسون أنه سيبحث معه ملفات «سورية وترحيل رجل الدين التركي فتح اللـه كولن» والذي يُلقى باللوم عليه في محاولة الانقلاب الفاشل في تموز الماضي عندما يزور تيلرسون أنقرة.
وأضاف أيضا: إنه سيتم بحث القبض على مسؤول تنفيذي ببنك خلق الحكومي التركي في نيويورك بتهم تتعلق بخرق العقوبات الأميركية على إيران.
وفي واشنطن شدد مسؤولان في الخارجية الأميركية، لم يتم الكشف عن اسميهما، قبل يوم من الزيارة على أهميتها وقالا «إنه من المنتظر أن تتصدر أجندة زيارة تيلرسون، مكافحة تنظيم داعش، وخاصة عملية تحرير مدينة الرقة من قبضته.
وأوضحا أن «الزيارة ستناقش أيضاً مرحلة ما بعد طرد داعش من المنطقة وضمان استقرارها بما يسمح للسكان بالعودة إلى منازلهم»، معتبرين أن الزيارة «ستستكمل ما بحثه رئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد، في لقاءاته خلال الأسابيع الماضية مع المسؤولين العسكريين الأتراك، قائلين «كل الخطوات التي قمنا بها في سورية حتى الآن بحثناها بشكل وثيق مع الجانب التركي، وسنستمر في فعل ذلك».
واستبقت أنقرة وصول تيلرسون إلى ثاني عاصمة له في جولته الأوروبية بتحضير إعلامي اتهامي حيث نقلت «الأناضول» عن مصادر في مكتب المدعي العام أنه «جرى اتصال هاتفي بين خط هاتف يتبع للقنصلية الأميركية في إسطنبول وبين عادل أوكسوز الذي يُعتقد أنه هو العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الدموية الفاشلة التي أسفرت عن مقتل 248 شخصًا».
ونقلت الوكالة عن مصادر مقربة من مكتب المدعي العام في أنقرة تأكيدها على تقارير أفادت بحدوث مثل هذا الاتصال، كما أشارت وكالة دوغان للأنباء أن تحقيقات تجري بهذا الصدد.
وفي بيان لها صدر لاحقًا، أقرت القنصلية الأميركية أن الاتصال الهاتفي جرى في 21 تموز 2016، وجاء نص بيانها بأن «الشرطة الوطنية التركية اتصلت بالبعثة الأميركية في تركيا لطلب مساعدتنا في منع عادل أوكسوز من مغادرة تركيا». وأضافت السفارة: أنها ألغت تأشيرة دخوله إلى الولايات المتحدة، وكما يتطلب القانون الأميركي حاولت الاتصال به لإبلاغه بإلغاء التأشيرة.