"كابوس" حزب الله مستمر .. "إسرائيل" تستنفر أبواقها في الغرب

"كابوس" حزب الله مستمر .. "إسرائيل" تستنفر أبواقها في الغرب

أخبار عربية ودولية

السبت، ١ أبريل ٢٠١٧

 من الواضح أن القوات الإسرائيلية تقوم بتكثيف شديد غير معتاد لتدريباتها الأمنية والعسكرية في الآونة الأخيرة، حيث بدأت صباح أمس، بحسب القناة العبرية العاشرة، تدريباً واسعاً في مطار " بن غوريون "، كما كشفت وكالة "أسوشييتد برس" أن عشرات الضباط الإسرائيليين يشاركون في مناورة وهمية في قاعدة " إلياكيم" العسكرية الواقعة على الحدود الإسرائيلية الشمالية، لمحاكاة "حرب المدن" مع حزب الله، وأشارت الوكالة إلى ارتفاع منسوب التوترات بين "إسرائيل" و"حزب الله"، خاصة بعد تهديد الأمين العام للحزب، السيد حسن نصرالله، بضرب المنشأت الإسرائيلية النووية، التي أدت إلى وضع "إسرائيل، خطة طوارئ وإخلاء ربع مليون إسرائيلي من البلدات الحدودية، وتحدّثت الوكالة عن القدرات القتالية للحزب، التي تطورت بشكل ملفت بعد قتاله في سورية، كما كشفت التخوف الإسرائيلي من امتلاك "حزب الله" لأسلحة متطوّرة مثل صواريخ أرض- بحر، أو الصواريخ المضادة للطائرات، كما أنه من المتوقع، بحسب الوكالة، أن تضع "إسرائيل، منظومة "مقلاع داوود" التي ترصد الصواريخ متوسطة المدى في الخدمة في بداية هذا الشهر.
وكشفت مجلة "بلومبرغ" الأمريكية، يوم أمس، في مقال مطوّل عن كابوس إسرائيلي جديد حول استهداف "حزب الله" لخزانات الأمونيا في حيفا، حيث أمرت بإقفالها بمهلة أقصاها اليوم السبت بقرار قضائي، بعد 31 عاماً من تأسيسها بعد كشف خلل في بنيتها، الحاويات التي تحتوي على 12 ألف طن من هذه المادة الكيميائية، سيؤدي استهدافها إلى مقتل عشرات الآلاف من المستوطنين، وأكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن حكومتها تبحث عن حلول بديلة لتخزين هذه المادة، وتقدر مبيعات الشركة التي تدير المخازن ب700 مليون دولار، لذا فإقفالها هو خسارة كبيرة ل"إسرائيل" بالإضافة إلى أن المصانع والمستشفات والمؤسسات الإسرائيلية تحتاج إلى هذه المادة، وبحسب مدير مؤسسة تابعة لجمعية المنتجين في "إسرائيل" هناك "خيار واحد بديل في الوقت الحالي، هو استيراد الأمونيا من الأردن."

من جهته نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط التابع لجهات استخباراتية مقالاً مفصّلاً تحدث فيه عن تخوّفه من تأثير "حزب الله" في لبنان على القوة المتصاعدة ل"الحشد الشعبي" في العراق، وعرض المركز التاريخ التصاعدي للحزب، حيث قال "في منتصف الثمانينات، كان "حزب الله" نوعًا ما مجرد مجموعة مقاومة في جنوب لبنان، تشكّلت ردًا على الاحتلال الإسرائيلي، وفي البداية، اكتسبت هذه المجموعة قوتها ببطء عبر أدائها في ساحة المعركة، فأخذت تستوعب مجموعات شيعية أصغر، وتستفيد من النظام السياسي الضعيف، ونجحت المجموعة لاحقًا في مواجهة "إسرائيل" مجددًا في معركة عام 2006، فتسببت بعدد هائل من القتلى وألزمت إسرائيل على التراجع، وتُرجِمَ النجاح العسكري المتواصل لـ"حزب الله" بشكل جيد في السياسة، ويخاف البعض من أن يحاول هذا الحزب تفكيك "اتفاق الطائف" وإعادة بناء تسوية تتناسب مع مصالحه لحكومة البلاد، وقد شارك الحزب في الانتخابات عام 1992، واستطاع تهديد رئيس الحكومة، سعد الحريري، علنًا عام 2006، بعد أن دعاه هذا الأخير إلى تسليم سلاحه، والآن، يقود "حزب الله" كتلة قوية في البرلمان اللبناني، ساهمت بشكل أساسي في وصول حليفه ميشال عون إلى الرئاسة بعد سنتين من الشغور."

وفيما اعترف المركز بإنجازات "الحشد الشعبي" في العراق بمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، ذكر تواجد حزب الله في العراق منذ العام 2003 باسم "كتائب حزب الله" بقيادة "أبو مهدي المهندس" وهو المستشار السابق ل"فيلق القدس" الإيراني، ومتدرب في صفوف "فيلق القدس" و"حزب الله" وهو الآن نائب رئيس لجنة الحشد الشعبي لـ"وحدات الحشد الشعبي" في العراق، كما ذكر الدعم الشعبي الواسع الذي يتمتع به الحزب، من غير الطائفة الشيعية، بعد هزيمته ل"إسرائيل" في تموز عام 2006، وحمايته للحدود مع سورية من أي غزو خارجي، ودفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية.

ويبدو أن "حزب الله" في صدد إجراء تنظيمات داخلية أمنية موسعة، هي الأولى من نوعها، عبر استحداث فرع "الأمن الاجتماعي"، حيث يقوم منذ فترة، بمؤازرة القوى الأمنية، بحملات مداهمة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبرج البراجنة، تحت عنوان "محاربة الفساد"، وذلك في سبيل حفظ الأمن، بسبب كثرة الإشكالات مؤخراً..