جنيف 5: "صفر" آخر في رصيد الحل

جنيف 5: "صفر" آخر في رصيد الحل

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢ أبريل ٢٠١٧

 باستثناء "البحصة" التي ألقاها المجلس الوطني الكردي في "بركة" مفاوضات جنيف، يمكن القول إن الجولة الخامسة لم تشهد أي تقدم.
إعلان المجلس الوطني الكردي تعليق مشاركته في اجتماعات "الهيئة العليا للمفاوضات" جاء في ربع الساعة الأخير من جلسات تلك الجولة التي استمرت نحو ثمانية أيام. الأسباب المعلنة، حسب بيان المجلس، تمثلت في رفض "الهيئة تسليم المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا، مذكرة أعدها المجلس تطالب بإضافة حقوق الأكراد، كبند مستقل في الورقة التي سلمها دي ميستورا إلى الوفود".

إلا أن ثمة اعتقاداً عبَّر عنه كثير من الناشطين الأكراد يؤكد أن سبب تعليق المشاركة، جاء بعد رفض "الهيئة" اعتبار "المجلس" ممثلاً وحيداً للكرد.

....

عدا هذا الجدل الذي أُعيد إحياؤه مجدداً حول التمثيل الكردي، سارت تلك الجولة من المفاوضات على إيقاع جميع سابقاتها، ودارت حول محورها ذاته، خاصة ما يتعلق بحقيقة التمثيل: رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري يتحدث عن "مراهقة ممثلي الطرف الآخر" في المفاوضات وعن "عمالتهم وخيانتهم" وبأنهم "أدوات ومرتزقة بيد مشغليهم وأسيادهم"، ثم يجدد التأكيد على أن الطرف الآخر لا يمثل المعارضة الوطنية، ويتحدث عن عراقيل بسبب "غياب الشريك الوطني والإرادة السياسية لدى رعاة الإرهاب".

بينما رئيس وفد "الهيئة العليا للمفاوضات" نصر الحريري يكرر أن "المعارضة لن تقبل إلا برحيل الرئيس بشار الأسد"، وهي القضية التي كانت تطرح في جميع المفاوضات تحت بند "الانتقال السياسي" أو هيئة الحكم الانتقالية.

وحده دي ميستورا، الذي أصبح بحكم المستقيل، وإن تأجلت مغادرته ريثما يسلم تقريره لمجلس الأمن، كان يبدو متفائلاً ويتحدث عن تقدم:

"يمكنني الحديث نيابة عن المشاركين بأنه تنبغي مواصلة هذا التقدم في العملية السياسية حتى وإن بشكل تدريجي"

الأوراق التي سلمتها الوفود لدي ميستورا، والورقة التي سلمها الأخير لهم، إضافة إلى "اللاورقة" التي جرى الحديث عنها مراراً دون أن يُعرف المقصود بالضبط، كلها لا تقدم أي تصور لأي نقطة اتفاق بين الأطراف، وربما تكون تلك الأوراق خير تجسيد واقعي لما يعرف في السياسة بـ "خلط الأوراق".

....

باتجاه جنيف السادسة، مضت المفاوضات، دون أي اتفاق حتى الآن، سوى الاتفاق على مناقشة السلال الأربع، حسب نتائج جنيف الرابعة.

إلا أن ما أفرزته الجولة الأخيرة يعني أن سلة أخرى قد تضاف لتلك السلال: سيُعاد إحياء مسألة التمثيل، وخاصة ما يتعلق بتمثيل الكرد، فتعليق المجلس الوطني الكردي مشاركته، لا يعني أنه سيفعل ذلك بالضرورة، قدر ما يعني أنه يضغط في السياسة لمحاولة رسم صورة أخرى غير تلك التي ترتسم على الأرض، إذ تتقدم "قوات سوريا الديمقراطية" ميدانياً كما تتوسع مناطق نفوذها وسيطرتها على الأرض، ما يعني أن "الاتحاد الديمقراطي" هو الذي سيكسب معركة تمثيل الكرد، وهو ما كانت تركيا تحاول أن تتجنبه، وتزج بقواتها لمنع حدوثه، إلا أن قواتها وعبر "درع الفرات" لم تستطع أن تحقق إنجازاً أمام ذلك التقدم، فقد كان وما يزال يتم برعاية أمريكية.