رسائل العدوان الأمريكي الغاشم على سورية وتداعياته؟!

رسائل العدوان الأمريكي الغاشم على سورية وتداعياته؟!

أخبار عربية ودولية

السبت، ٨ أبريل ٢٠١٧

 العدوان الأمريكي على الاراضي السورية، هو إمتداد للحرب الارهابية التي تقودها الولايات المتحدة منذ أكثر من ست سنوات ضد الشعب السوري بمشاركة أدواتها في تركيا ودول الخليج، ودول أخرى في المنطقة والساحة الدولية، عدوان داعم للعصابات الارهابية الممولة والمدعومة من أركان المؤامرة الارهابية الكونية.
لكن، هذا العدوان الصاروخي الامريكي على القاعدة الجوية السورية "الشعيرات"، يوجه رسائل لجهات عدة، ويحمل معاني ومدلولات تؤكد على حقائق ساطعة رغم محاولات طمسها واخفائها.
فالعدوان الأمريكي، هو تعزيز لتواجد عسكري أمريكي في الأراضي السورية بدأت تتضح معالمه في الآونة الأخيرة، باقامة قواعد عسكرية وادخال أسلحة متطورة، ومن خلال توجيه وتحريك عصاباتها الارهابية على الأرض، والرسالة الثانية، هي محاولة لكسر ارادة سوريا شعبا وجيشا للبدء في خلق مناطق آمنة وحظر جوي جنوب وشمال وشرق سوريا، بالتعاون مع تركيا واسرائيل والاردن، وتمويل خليجي، ويمكن من أجل تحقيق هذا الهدف ادخال وحدات عسكرية من جيوش لدول عدة، لها أدوارها في الحرب الارهابية، وأيضا بتمويل خليجي.
أما الرسالة الثالثة، فهي موجهة للعصابات الارهابية، مضمونها رفع معنوياتها المنهارة، وهزائمها المتلاحقة أمام الجيش العربي السوري.
والرسالة الرابعة، الابقاء على الخيار العسكري، وتخريب العملية والجهود السياسية، التي بدأت في جنيف واستانة، والرسالة الخامسة، طمأنة لأنظمة الردة في الرياض وأبو ظبي والدوحة وأنقرة وأدوات المملكة الوهابية، هذه الأنظمة التي راعها انتصارات الجيش السوري، وعودة الاتصالات بين دمشق وعواصم كثيرة في هذا العالم، أما الرسالة السادسة فهي التعطيل على الدور الروسي الداعم للحل السياسي، والمساومة في حلول تخدم المصالح الامريكية، والرسالة السابعة موجهة الى ايران وحزب الله، بأن واشنطن لن تقبل بمساندتهما للدولة السورية، وقد تلجأ الى خيارات عسكرية ضدهما، وثامن هذه الرسائل تشجيع حلف الناتو العربي، على خوض غمار مفاوضات مع اسرائيل حول صراعها مع الفلسطينيين، للتوصل الى حل تصفوي للقضية الفلسطينية يخدم المخططات والمصالح الاسرائيلية، ويحفز أنظمة الردة في الساحة العربية للتطبيع الشامل مع اسرائيل واشهار العلاقات معها، وقد وصلت هذه العلاقات درجة التحالف، أما الرسالة التاسعة، فهي وضع "اللبنة" الأولى لاشهار تحالف في الساحة العربية يضم في عضويته اسرائيل وباشراف أمريكي، يأخذ على عاتقه تمرير الترتيبات الأمريكية في المنطقة.
العدوان الأمريكي رغم رسائله العديدة، لأكثر من جهة ولأهداف عديدة، وضع المنطقة على أبواب كل الاحتمالات وفي مقدمتها، امكانية الانفجار الواسع ونشوب حروب في ساحات أخرى، وبمشاركة أطراف تدفع الى خوض هذه الحروب، خاصة وأن هذا العدوان مس بالتفاهمات بين روسيا وأمريكا، وباتفاق "السلامة الجوية"، وموسكو تدرك أن نجاح المؤامرة الارهابية في سوريا، يعني الانتقال بها الى الأراضي الروسية، فالعصابات الارهابية هي مجموعات مضللة تخريبية عدوانية في خدمة الأهداف الأمريكية، وحلفائها وأدواتها في الساحتين الاقليمية والدولية، والاعتقاد السائد أن موسكو وطهران لن تقفا مكتوفتي اليدين أمام التطورات الأخيرة التي ستترتب على عدوان واشنطن البربري، وهناك خوف من انهيار الاستقرار في أكثر من ساحة، جراء العدوان الامريكي البشع والأرعن على الدولة السورية، وحسب العديد من الدوائر فان الدولة السورية ستواصل تصديها وملاحقتها للعصابات الارهابية، والعدوان الامريكي السافر، لن يثنيها عن مواصلة ذلك، لاجتثاث الارهاب من جذوره، ولتتحمل دول العدوان عواقب الارتداد الارهابي على ساحاتها.
ووفق الدوائر ذاتها، كشف العدوان الأمريكي مواقف وأدوار وسياسات دول عربية، تضطلع بمهمات عدوانية، ضد قضايا وشعوب الأمة، عدوان فضح هذه الدول، التي اعتادت التملص والهروب والاختباء طوال السنوات الست الماضية.
ولا تستبعد الدوائر، نهوضا شعبيا عربيا عنوانه محاسبة الأنظمة الخيانية، والتوجه الى اسقاطها عن دفة الحكم، بمعنى أن صمت هذه الشعوب قد يتبدد، بمعنى أن ساعة العقاب قد دنت واقتربت.