القوات الأمريكية في سورية تتحسب لردات فعل على ضرب مطار الشعيرات

القوات الأمريكية في سورية تتحسب لردات فعل على ضرب مطار الشعيرات

أخبار عربية ودولية

السبت، ٨ أبريل ٢٠١٧

 اتخذت القوات الأمريكية في سوريا إجراءات احترازية مشددة تخوفا من ردود فعل على الضربة الأمريكية لمطار الشعيرات السوري الجمعة، لا سيما بعد تعليق روسيا العمل بمذكرة تفادي الحوادث هناك.

وزادت الضربة العسكرية الأولى التي شنتها الولايات المتحدة ضد مطار الشعيرات في محافظة حمص فجر الجمعة، من صعوبة مهمة العسكريين الأمريكيين العاملين على الأراضي السورية، تحسبا لمخاوف من تغيير موقف الجيش السوري او حليفته القوية روسيا.

وتجوب المقاتلات الأمريكية وتلك التابعة للتحالف الدولي الاجواء فوق شمال شرق سوريا منذ سبتمبر/ أيلول 2014 عندما بدأت غاراتها الأولى ضد تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا.

وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 مستشار عسكري وعنصر من القوات الخاصة وخبراء مدفعية من مشاة البحرية في المنطقة نفسها لدعم "قوات سوريا الديموقراطية" المؤلفة من مقاتلين أكراد وعرب والتي تحقق تقدما ميدانيا في مواجهة الإرهابيين.

وقبل الضربات الأخيرة التي وجهتها لمطار الشعيرات قطع بحرية أمريكية من البحر المتوسط، لم يكن على القوات الغربية أن تخشى شيئا من قبل الجيش السوري. لكن قصف قاعدة الشعيرات خلق مخاوف من ردود فعل غير محمودة العواقب.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير "اتخذنا بالطبع إجراءات لحماية قواتنا في سوريا". وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "لكن لا مؤشر حاليا على حصول تصعيد أو هجوم أو أي معلومات إستخباراتية عن التحضير لعمليات رد".

وتنشر روسيا التي تكافح التنظيمات الإرهابية في سوريا منذ ايلول/سبتمبر 2015 طائرات حربية وبطاريات صواريخ جوية من طرازي أس-300 وأس-400 الفعّالة في هذا البلد.

لكن الطابع المحدد جدا للضربة الأمريكية يحد من مخاطر تصعيد عسكري ضد القوات الغربية هناك.

وخلافا لما كان يطالب به "الصقور" الأمريكيون الذين يريدون شل الطيران السوري، فضلت إدارة ترامب الاكتفاء باستهداف قاعدة جوية واحدة تزعم أن الطائرات التي نفذت الهجوم الكيميائي الثلاثاء على مدينة خان شيخون (شمال غرب) أقلعت منها.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه تم ابلاغ روسيا مسبقا بالضربة التي لم تستهدف مكان انتشار أفراد قواتها وتجهيزاتهم في القاعدة العسكرية المستهدفة.

وتقول كريستين وورموث المسؤولة السابقة في البنتاغون في عهد إدارة الرئيس السابق باراك اوباما، والتي تعمل خبيرة لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي اس آي اس) حاليا "لا أرى في الوقت الراهن مخاطر باستهداف روسيا أو سوريا لمقاتلاتنا".

وتعتبر وورموث أن محاولة التعرض للقوات الأمريكية المنتشرة في شمال سوريا "سينطوي على مخاطر عديدة".

لكنها تضيف قائلة، إن الخطر الحقيقي يكمن في انجرار إدارة ترامب إلى دوامة من الضربات الجديدة ضد النظام السوري بدون أي استراتيجية حقيقية أو هدف معين. وتوضح أن "الأساس الاستراتيجي الذي نضعه ليس واضحا".

وتتساءل وورموث "هل ضربة (الجمعة) كانت ضربة وحيدة بهدف إظهار استعدادنا لاستخدام القوة" في حال هجوم كيميائي، أم أنها إشارة إلى "تغيير متعمد" في السياسة الأمريكية نحو اعتماد مقاربة أكثر حزما إزاء نظام الاسد؟.

بانتظار اتضاح ذلك، تتمثل التبعات الوحيدة للقوات الأمريكية في إعلان روسيا تعليق العمل باتفاق التنسيق مع تلك القوات من اجل تفادي الحوادث بين طائرات البلدين في الاجواء السورية.

وشددت وورموث على أن "ذلك من شأنه أن يعقد عملياتنا ضد تنظيم الدولة الاسلامية".

واضافت أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي سيتوجه إلى موسكو الثلاثاء "سيسعى على الأرجح" لإعادة العمل بالاتفاق.

واكد مسؤول عسكري أمريكي صباح الجمعة ان العسكريين الروس لم يقطعوا اتصالاتهم مع العسكريين الامريكيين. وقال "ما زلنا نستخدم" خط الاتصال و"هناك شخص ما يرد"، إلا أن موسكو أكدت أن التعليق بدأ بالسريان اعتبارا من صباح السبت.

المصدر : أ ف ب