موسكو تستضيف ظريف والمعلم: اتفقنا مع واشنطن على «عدم تكرار» الضربات

موسكو تستضيف ظريف والمعلم: اتفقنا مع واشنطن على «عدم تكرار» الضربات

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٣ أبريل ٢٠١٧

عاد الرئيس الأميركي ليلتف على عدد من تصريحاته السابقة حول مصير الرئيس السوري، ويقول إن «تحقيق السلام ليس مستحيلاً» ببقائه. وبالتوازي، خرج وزير الخارجية الروسي ليؤكد، خلال استقباله نظيره السوري، أن مباحثاته مع الجانب الأميركي تضمّنت «اتفاقاً» على أن تكرار الضربات ضد سوريا «ليس مقبولاً»

بينما تتوجه الأنظار اليوم إلى موسكو التي تستضيف وزيري الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والسوري وليد المعلم، لعقد لقاء ثلاثي يبحث تطورات الملف السوري عقب العدوان الأميركي، عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليعزّز قلق المراهنين على موقفه الحاد تجاه مصير الرئيس السوري بشار الأسد، بعد تأكيده أن إدارته «لن تصرّ» على رحيل الأخير.

وأتى موقف ترامب «المتذبذب» بالتوازي مع ختام زيارة وزير خارجيته ريكس تيلرسون لموسكو، وفي ضوء ما رشح عنها من تلميحات عديدة حول توافق العاصمتين على ضرورة وقف التدهور في العلاقات الثنائية بين البلدين، على الرغم من إشارة المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، إلى أن «من السابق لأوانه الحديث عن انفراج في العلاقات بين موسكو وواشنطن». وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، قال ترامب، في معرض حديثه عن موقف بلاده من رحيل الرئيس الأسد عن السلطة: «هل نحن مصرّون على ذلك؟ لا. ولكنني أظن أن ذلك سيحدث في نقطة معينة». وحول إمكانية «تحقيق السلام» في سوريا بوجود الأسد، قال ترامب: «أعتقد أن من الصعب تخيّل ذلك. لن أستخدم كلمة مستحيل، وأعتقد أنها في غير محلّها. ولكن بالتأكيد لن تكون بداية جيدة» لذلك.
وقد تشير التصريحات التي نقلتها وكالة «انترفاكس» الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى احتمال «تفاهم» مبدئي حول بعض نقاط الملف السوري، خلال لقاء بوتين ــ تيلرسون، إذ قال لافروف خلال لقائه نظيره السوري، عقب وصوله أمس إلى موسكو، إن بلاده والولايات المتحدة اتفقتا على أن الضربات الأميركية ضد سوريا «ينبغي ألا تتكرر».

قال مسؤول أميركي إن علاقة ترامب بنظيره الصيني منعت «الفيتو» في مجلس الأمن
وبدوره، رأى المعلم أن «الفيتو الروسي جاء في الوقت والشكل المناسبين، ليمنع تكرار العدوان الأميركي على سوريا». وأكد أن تقليص المشاركة الأميركية في محادثات جنيف وأستانا دليل واضح على أن واشنطن «لا ترغب في نجاح المسار السياسي». وشدد لافروف على أن بلاده ترى أن دمشق اتخذت الخطوة الصحيحة بدعوة «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» إلى إجراء تحقيق نزيه في موقع الحادث، مشيراً إلى أن «البعض لم يرقهم ما توصلنا إليه من وقف لإطلاق النار، بالشراكة مع الجانبين الإيراني والتركي في أستانا، وبحضور الأميركيين كمراقب».
وبالتوازي، تبدو واشنطن مستمرة في محاولات تعكير علاقة موسكو مع حلفائها ضمن الملف السوري، إذ نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول «رفيع» في الإدارة الأميركية قوله إن العلاقة «الإيجابية» التي «طوّرها» الرئيس ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ، الأسبوع الماضي في فلوريدا، لعبت دوراً في امتناع الصين عن التصويت إلى جانب موسكو، ضد مشروع القرار الذي قدمته واشنطن وحلفاؤها حول سوريا في مجلس الأمن الدولي. وأشارت إلى أن المسؤول لم يوضح ما إذا كان ترامب قد طلب بشكل مباشر من شي، ألا تستخدم الصين حق النقض (الفيتو) ضد القرار.
وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي صيني حول الموضوع، شدد وزير الخارجية الصيني وانغ يي على ضرورة «تجنّب الخلافات» الأميركية ــ الروسية حول سوريا.
وكان لافتاً أمس ما نقلته قناة «سي إن إن» الأميركية عن مسؤول أميركي «رفيع»، من تأكيدات حول امتلاك بلاده تسجيلات «لمحادثات خبراء أسلحة كيميائية لدى النظام السوري» ترصد «الاستعداد للهجوم بغاز السارين». وقال المسؤول إنهم حصلوا على التسجيلات «عقب مراجعة كافة المعلومات الاستخباراتية» المعنيّة بالتحقيقات الرامية إلى الكشف عن منفّذي الهجوم الكيميائي في خان شيخون. وأشار إلى أن بلاده لم تكن تملك معلومات استخبارية قبيل تنفيذ الهجوم، مشيراً إلى أن قوات بلاده «تراقب الاتصالات» في المناطق مثل سوريا والعراق، غير أن «القائمين على هذه العمليات لا يقيّمون البيانات المتوافرة لديهم، قبيل وقوع الحوادث». ونفى امتلاك البنتاغون لمعلومات تثبت «تورط الجيش الروسي بشكل مباشر في الهجوم»، مرجّحاً أن يكون الروس «قد تصرفوا بحذر تجاه مثل هذه المراقبة الاستخباراتية». وبيّن أن صلة روسيا بالحادث محصورة في وجود طائرة من دون طيار كانت تحلق فوق المستشفى الذي يعالج المصابين جراء الهجوم.
وفي موازاة ذلك، رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن روسيا «تتحمل مسؤولية كبيرة» إثر استخدامها حق النقض في مجلس الأمن، أول من أمس، ضد مشروع القرار الغربي حول هجوم خان شيخون الكيميائي. وقال «إنها المرة الثامنة التي تختار فيها روسيا الوقوف ضد الغالبية في مجلس الأمن»، مؤكداً أن «فرنسا لم تدّخر جهداً، بما في ذلك إزاء روسيا، للتوصل إلى توافق على هذا النص». وأضاف أن روسيا «بهدف حماية حليفها الأسد، تعرقل بصورة منهجية التوصل إلى حل متعدد الأطراف للملف السوري». ورأى أن «توافق المجتمع الدولي في سبيل انتقال سياسي في سوريا، هو وحده ما سيتيح لهذا البلد الشهيد استعادة السلام والاستقرار والسيادة».
بدورها، أعربت بريطانيا عن «استغرابها» من استخدام روسيا لحق النقض ضد مشروع القرار الذي شاركت لندن في إعداده. ورأى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، في بيان صحافي، أن «روسيا باتت تواجه خيارين لا ثالث لهما، إما أن تواصل دعم النظام القاتل في سوريا أو أن تتحمل مسؤولياتها كقوة عالمية وتقوم باستخدام نفوذها للضغط على دمشق لوضع حدّ لستة أعوام من الحرب الدامية».
كذلك، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن بلادها «تعتقد» أن «النظام السوري وحده لديه القدرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم» في خان شيخون، وقال الوفد البريطاني لدى «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، إن «اختبارات أجريت على عيّنات أخذت من موقع الهجوم المزعوم أظهرت وجود غاز السارين».