ديلي مايل: جولة حزب الله الحدودية تقدّم لمحةً عن الحرب المحتملة في المستقبل

ديلي مايل: جولة حزب الله الحدودية تقدّم لمحةً عن الحرب المحتملة في المستقبل

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٠ أبريل ٢٠١٧

 
ترجمة مروة شامي - بيروت برس -

نشر موقع "ديلي مايل" البريطاني تقريرًا تناول الجولة التي نظّمتها العلاقات الإعلامية في حزب الله للصحافيين اليوم الخميس، الى المواقع الحدودية، للإطلاع على الإجراءات الدفاعية التي يستحدثها العدو الصهيوني منذ عام. وجاء في التقرير:
بصواريخ الكلاشينكوف والصواريخ الإيرانية الصنع المضادة للطائرات الموجّهة الى الخارج، أطلّ مسلّحو حزب الله النظاميين لمجموعة من الصحافيين من بستان برتقال في قرية على الحدود مع "إسرائيل"، دون أن يحرّكوا ساكنًا عند تصوير وجوههم العارية.
"ممنوع التصوير!" أمر مسؤولٌ في حزب الله بعد أن أخذ الجميع تقريبًا صورًا للمشهد غير المعتاد في زمن السلم، في إشارةٍ للمقاتلين للابتعاد عن الأماكن المكشوفة.
هذا المشهد الغريب الذي وقع يوم الخميس، كان جزءًا من جولةٍ اعلاميةٍ في جنوب لبنان نظمها حزب الله لتقديم رؤى واضحة للصحافيين حول الاجراءات الدفاعية التي اتخذتها القوات الاسرائيلية على طول الحدود الجنوبية، استعدادًا لأي نزاع مستقبلي.
وكان من الواضح أنّ الهدف المخطّط له هو إرسال رسالة قوية إلى "إسرائيل"، مفادها أنّ "حزب الله موجود هنا ومستعد في حال نشوب حرب".
هذه الجولة، التي نظّمها مكتب الإعلام التابع لحزب الله، هي الأولى من نوعها منذ حرب العام 2006، وجاءت وسط تصاعد التوترات على طول الحدود بين الخصوم القدامى، حيث وعد كل طرف بإصابة عدد كبير من الضحايا من جهة أخرى في أي نزاع قادم.
وكانت "إسرائيل" قد كشفت، في الشهر الماضي، النقاب عن خطةٍ لإخلاء ما يصل إلى ربع مليون مدني من المستوطنات الحدودية، في حال تمّ شن هجمات من حزب الله أو من الجماعات الإسلامية الأخرى عليها. كما قامت بتدريبات في قاعدة في شمال "إسرائيل" تحاكي قرية لبنانية وبيئة حرب حضرية شهدتها القوات الإسرائيلية في عام 2006.
بالإضافة الى ذلك، قامت "إسرائيل" ببناء دفاعاتها الصاروخية، التي كشفت في وقت سابق من هذا الشهر عن تعاون أمريكي إسرائيلي مشترك لمواجهة الصواريخ متوسطة المدى التي يمتلكها حزب الله.

من جهته، قال رئيس حزب الله حسن نصر الله أنّ الجماعة لا تسعى الى استئناف المعارك، لكنها تعهدت بأنه اذا بدأت الحرب فإنّ قواته ستضرب منشآت ديمونة النووية الإسرائيلية. كما اشار مسؤولون في حزب الله الى أنّ الحرب المقبلة ستشمل مقاتلين يتسللون الى مستوطنات شمال "إسرائيل".
وكان مسؤولو حزب الله قد أكّدوا يوم الخميس أنّ "إسرائيل" تستعد للحرب، وأظهروا للصحفيين سلسلة من التحصينات التي قامت بها القوات الاسرائيلية على امتداد الحدود منذ العام الماضي للحيلولة دون تسلل حزب الله المتوقع، بما في ذلك السواتر الضخمة، والأسوار الشائكة والمكهربة، والخنادق العميقة المحفورة في الوادي.

واعتبر ضابط في حزب الله، كان واقفًا في الزي الرسمي مع النظارات الشمسية في اللبونة بالقرب من بلدة الناقورة الساحلية، إنّ التدابير تسلط الضوء على التغيرات في حسابات "إسرائيل". وأضاف الضابط الذي عرّف عن نفسه للصحافيين باسم "إيهاب": "للمرة الاولى في تاريخه، يتحوّل هذا العدو من عقيدةٍ هجوميةٍ الى عقيدةٍ دفاعية". ثم قام بتفصيل أسماء المستوطنات الإسرائيلية القريبة من المنطقة، من شلومي، حنيطة وغيرها - فضلًا عن ذكر أسماء الكتائب والقادة الإسرائيليين لإظهار معرفته العسكرية بالمنطقة.

بدوره، أشار المتحدث باسم حزب الله، محمد عفيف، الى الحدود قائلًا إنّ "هذه المدينة الكبيرة التي ترونها هناك هي حيفا، إنها ليست بعيدة عنا ... نهاريا، عكا وحيفا - إنها جميعًا على مرمى حجر".
وكان موقع اللبونة أحد النقاط الحدودية الثلاث التي زارها الصحافيون على طول الخط الازرق، "الذي رسمته الامم المتحدة"، بما في ذلك نقطة مباشرة من موقع مراقبة إسرائيلي كبير ورادار في جلّ العلم.
واتّخذت الجولة، التي كانت تحت رعاية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المتمركزة في بلدة الناقورة الحدودية، شكلًا مسرحيًا في بعض الاحيان. فبينما كان الصحفيون يسيرون بالقرب من موقع المراقبة الإسرائيلي في جل العلم، جاء اثنان من قوات حفظ السلام الإيطالية التابعة للأمم المتحدة الى أعلى التل، وهما يهتفان للمجموعة لوقف التصوير - على ما يبدو أنّ وجود هذا العدد الكبير من الأشخاص على الحدود المهجورة شكّل مفاجأةً لقوات الأمن..

من جهته، اعتبر الجنرال رام يافني، رئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، إنّ العرض الأخير للأسلحة [الذي قام به رجال حزب الله] هو "أكثر صراحة" من المعتاد، بيد أنّ انتهاكات قرار الامم المتحدة ليست جديدة.
وقال إنّ جولة الحدود هي في المقام الاول رسالة "ردع" لـ"إسرائيل"، وإنّ "إسرائيل" في الوقت الذي تأخذ فيه التهديد على محمل الجد، فإنّ عرض القوة الذي تمّ يوم الخميس لن يغير في "حساب التفاضل والتكامل" الشامل.
وأضاف "لا اعتقد أنّ هذه المنظمة في وضع مريح جدًا في هذه الايام"، معقبًا بالقول "ان قيادتها تفهم تمامًا تكاليف التصعيد".