المنطقة الى «صفيح ساخن»

المنطقة الى «صفيح ساخن»

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣٠ أبريل ٢٠١٧

قال مصدر ديبلوماسي فرنسي ان الخطر في سياسة الادارة الاميركية الجديدة الذي ظهر في الاسابيع الاخيرة في اتجاه التعاطي مع روسيا وقوى محور المقاومة بعكس ما تحدث عنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال معركته الرئاسية و بعدها بفترة قصيرة، حيث كان يبدي الكثير من الاعجاب بالقيادة الروسية ورئيسها فلاديمير بوتين، والاستعداد للتعاون مع النظام في سوريا، وصولاً الى اعطاء الاولوية لمحاربة الارهاب.

الا ان ما قامت به ادارة ترامب في الاسابيع الاخيرة يؤشر الى ان الوضع في الشرق الاوسط يتجه نحو تصعيد كبير ليس فقط على مستوى الحرب الباردة بل نحو احتمال حصول تصعيد عسكري في غير جبهة، بحيث تتحدث المصادر عن ان الوضع الاقليمي يسير نحو احد خيارين:

الاول: ان تدفع الادارة الاميركية الامور باتجاه تصعيد عسكري واسع ربما في اكثر من جبهة من الوضع في سوريا، الى امكانية دفع الاحتلال الاسرائيلي للقيام بعدوان ضد لبنان بالتوازي مع تصعيد الضغوط على روسيا وايران بهدف اضعاف القوى التي تواجه المشروع الاميركي في المنطقة والعالم، وبالتالي لا تستبعد ان يكون تكرار العدوان الاسرائيلي على سوريا كما حصل قبل ايام قرب مطار دمشق لاشعال الحرب.

الثاني: اللجوء الى منطق «العصا والجزرة» من اجل استنزاف الدول والاطراف المواجهة للسياسة الاميركية، وبما يؤدي الى ترويض هذه القوى، من روسيا الى ايران وسوريا وحزب الله.

ومن اجل هذا الهدف تتحدث معلومات المصادر ان هذا التوجه الذي تدفع اليه مراكز القوى التي تسيطر على القرار في الادارة الاميركية الجديدة، يقوم على اعتماد مجموعة خيارات، بدءاً من التعاطي مع روسيا على اعتبارها العدو الاول، وهذه الرؤية تمثلها المؤسسة العسكرية في الولايات المتحدة حيث تضع في اولوياتها التعامل بقوة مع روسيا والعمل لاستخدام مجموعة مسلحة في الشرق الاوسط وجنوب آسيا والتي في بحر الصين في محاولة اضعاف الدور الروسي والعودة الى احادية القرار الاميركي  في العالم وصولا الى فرض توازنات جديدة في العالم.

واما الامر الآخر الذي تتوقع ان تلجأ اليه ادارة ترامب تحت ضغط مراكز القوى المذكورة، وبالتنسيق مع قيادة الاحتلال الاسرائيلي ومواقع حاسمة في بعض دول الخليج، هو محاولة فتح معارك واسعة في سوريا من خلال تسليح ودعم المجموعات المسلحة، وحتى السعي الى «الباس» جبهة النصرة «لبوسا» جديدة وتصنيفها على انها تنظيم «معتدل» وما تحدث عنه الرئيس السوري بشار الاسد قبل ايام من اتهام للاردن بانه يعد مع المجموعات المسلحة للقيام بعمل عسكري في جنوب سوريا ليس بعيداً عن هذا التوجه، وتكشف معلومات المصادر ان هناك تيار في الادارة الاميركية يقول ان هناك «داعش» افتراضية التي  تقوم بتشكيل خلايا في الغرب وهي بذلك تهدد الامن القومي للغرب والولايات المتحدة ولذلك يجب ان يكون لـ«داعش» الافتراضية الاولوية في الحرب ضد الارهاب، اما «داعش» الواقعية المتواجدة في الرقة ومناطق سوريا اخرى، فيجب التعاطي معها انطلاقاً من المصالح الاميركية في سوريا والمنطقة، وبالتالي فالاولوية لم تعد لمحاربة الارهاب المتمثل بما يسمى «الدولة الاسلامية»، واما الامر الثالث، التضييق قدر الامكان على ايران في المنطقة من خلال دفع حلفاء واشنطن في الخليج لاعتبارها العدو الاول وليس كيان الاحتلال الاسرائيلي. يضاف الى ذلك الاعداد لفرض عقوبات جديدة على حزب الله لتطال ايضاً حركة «امل». وقد اعدت ادارة ترامب لائحة بهذه العقوبات رفعتها الى الكونغرس للموافقة عليها وهي تطال شخصيات وقيادات من خارج حزب الله، وحتى الكثير من المؤسسات بحجة تعاونها وتمويلها «حزب الله». والمقصود بهذه العقوبات الجديدة هدفين اساسيين، الاول الايقاع بين حزب الله وحركة «امل» والثاني الضغط على لبنان من اجل وقف اي تهديد لكيان العدو، نتيجة توازن الرعب الذي فرضته المقاومة على هذا العدو. ووفق المصادر بان الاتهامات و«الفبركات» جاهزة لدى الاميركي بحق كل من يعادي مشروعها في المنطقة.

من كل ذلك، تشير المصادر الى ان المرحلة المقبلة على المستوى الاقليمي، لم تتوضح معالمها، بل يسودها الضبابية جراء عدم وضوح سياسة الادارة الاميركية الجديدة واندفاعها اعادة تثبيت احادية القرار الاميركي في المنطقة والعالم، وهو ما يعني لم يتوضح ما اذا كانت الادارة الاميركية تحت ضغط المؤسسة العسكرية تدفع باتجاه تحسين موازين القوى لمصلحة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة ام ان واشنطن تدفع نحو العودة لاستخدام القوى من اجل تغيير الموازين لمصلحتها، ولهذا تقول المصادر ان كل المؤشرات تؤكد اننا ذاهبون نحو التفاوض على صفيح ساخن، وان كان هناك من يرى ان ما يقوم به البيت الابيض اليوم هو عرض للعضلات قد يتم لفترة غير بسيطة لان روسيا وايران وسوريا لن يتراجعوا عن اي شيىء حققوه خلال السنتين الماضيتين، ليس في سوريا فقط بل في كثيرمن مواقع الصراع…

وتؤكد المصادر في الوقت ذاته الحلف الاخر الذي يواجه الولايات المتحدة لن يسمح باي تبدلات او احداث تغيير في موازين القوى لمصلحة الاميركي وحلفائه، وتكشف المصادر ان اللقاء الذي عقد مؤخراً في موسكو بين وزراء دفاع روسيا وايران وسوريا اكد انه لن يساوم ولن يسمح في تكرار القصف الجوي الاميركي على اي منطقة سورية تحت سيطرة الدولة على غرار القصف الذي تعرض له مطار الشعيرات العسكري في حمص. وتضيف ان الجانب الروسي اعاد خلال اللقاء تمسكه بدعم سوريا وان هذا الذي ترجم في الاسبوعين الماضيين باعادة تزويد الجيش السوري بانواع جديدة من الاسلحة بما في ذلك طائرات حربية للتعويض عن الطائرات التي اصيبت في القصف على مطار الشعيرات.