«جنود الخلافة»... فرع ثانٍ لـ «داعش» في مصر

«جنود الخلافة»... فرع ثانٍ لـ «داعش» في مصر

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٨ مايو ٢٠١٧

فيما يعد مساراً جديداً ربما يتسبب في إحداث تغييرات استراتيجية في التكتيكات الأمنية لملف مكافحة الإرهاب في مصر، كشف (العدد 79) من صحيفة "النبأ الداعشية"، دورية تصدر عن مركز الإعلام الداخلي لتنظيم الدولة في العراق، عن وجود فرع ثان لتنظيم "داعش" في محافظات مصر، ويعرف بـ"جنود الخلافة في مصر"، إلى جانب الفرع الأول الأكثر نشاطاً المعروف بـ"ولاية سيناء".

ولطالما استبعدت "الجريدة"، خلال جميع التغطيات التي قامت بها لملف الجماعات الأصولية في مصر، أن يكون انتقال العمليات الإرهابية من سيناء إلى الداخل المصري نتيجة وجود خلايا نائمة، أو ما يعرف إعلامياً باعتماد التنظيم على استراتيجية "الذئاب المنفردة"، حيث أكدت "الجريدة" أن طبيعة العمليات، خصوصا التي استهدفت كنائس (البطرسية – مارجرجس – مارمرقس) غلب عليها الدقة في التنفيذ، ما يعني أن الفرد الانتحاري تلقى تدريبات على المناورة واختراق الحشود الأمنية، فضلاً عن كيفية التعامل مع الأحزمة والسترات الناسفة من حيث الفك والتركيب.

وهذه النوعية من العمليات دائماً ما يقف وراءها خلايا لها هيكل تنظيمي قوي، وأن عمليات الخلايا النائمة دائماً ما تكون استراتيجية تنفيذها بسيطة، مثل إطلاق نار، أو إلقاء قنبلة على حشود أمنية، أو القيام بعمليات دهس أو طعن.

وأجرت دورية "داعش" الأسبوعية مقابلة مع ما يسمى أمير "جنود دولة الخلافة في مصر"، إلا أن الصحيفة لم تعلن اسم هذا الأمير أو حتى كنيته، ما يفسر بأنه جزء من الخداع الاستراتيجي للتنظيم.

كانت معظم معالجات مراكز الأبحاث المتخصصة في الجماعات الدينية المتشددة للعمليات الإرهابية، التي طالت أهدافاً حيوية في محافظات مصر خصوصاً الكنائس، تجعل المسؤول عنها تنظيم "ولاية سيناء"، إلا أن التطور الأخير يجعل دور "داعش سيناء" في هذه العمليات ربما يقتصر على تقديم الدعم اللوجستي.

اللافت أن البيانات التي كان يعلن فيها "داعش سيناء" مسؤوليته عنها كانت تحمل توقيع "داعش سيناء"، أما عمليات استهداف الكنائس أو أكمنة الشرطة المتحركة في القاهرة وغيرها من المحافظات كانت البيانات الصادرة عن التنظيم تحمل توقيع "مصر"، ما يعني أن الاعتقاد بأن "داعش سيناء" هو من تبنى عمليات ضربت في قلب القاهرة ومحافظات هو اعتقاد خاطئ.

وعن علاقة تنظيم "جنود الخلافة في مصر" بتنظيم "ولاية سيناء"، قال أمير ما يسمى "جنود الخلافة" في المقابلة المنشورة الخميس الماضي: "التنظيم يرتبط بعلاقة إخوة ومحبة وولاء مع ولاية سيناء، ونحن جميعاً نقاتل لتكون كلمة الله هي العليا"، موضحاً أن المرتكزات الفكرية للتنظيم هي (العمل على إظهار الحقيقة الكاملة للتوحيد، مناهضة جميع أشكال الحكم بغير الله والشرك، عموم الناس حكمهم كحكم قوم فرعون "فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ" (الزخرف 54) – الحكم على عوام الناس بالردة الظاهرة).

وعن أهداف التنظيم خلال الفترة المقبلة قالت المقابلة إنها أماكن تجمعات ومصالح النصارى من كنائس ومجمعات خدمات وأديرة، إلى جانب أماكن تجمعات الجيش والشرطة، وأماكن مصالح الحكومة السياسية منها والاقتصادية، وأماكن وجود من سماهم رعايا دول الغرب الصليبية.

في السياق، كثفت أجهزة أمن شمال سيناء جهودها لضبط عناصر تكفيرية، اقتحمت متجراً في قرية "مليم" في مدينة العريش شمال سيناء، أمس الأول، وقتلت نبيل صابر مالكه القبطي صاحب المتجر، الذي عاد إلى العريش منذ 3 أيام، بعدما نزح مع الأسر القبطية خلال منتصف فبراير الماضي، عقب تنفيذ تهديدات داعشية بقتل عدد من الأقباط في شمال سيناء.