مرحلة ساخنة من التوتر بين دول المنطقة وإيفانكا تسبب أزمة الربع الخالي

مرحلة ساخنة من التوتر بين دول المنطقة وإيفانكا تسبب أزمة الربع الخالي

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٢ مايو ٢٠١٧

علي مخلوف

 في الرياض يتجول ملك العالم السفلي مرتدياً دشاشة مرخياً جديلتين توراتيتين ومعتمراً لقلنسوة تلمودية، وعلى أنغام الكاونتري الأمريكي سيقوم ابليس بالرقص النقري على جثث الآلاف من شعوب المنطقة، فيما سيستيقظ أبو لهب من حفرته في الحجاز ويطلق بوق الاستنفار لكل بطون قريش الجاهلية، استعداداً لحفل الشواء الذي ستشنه طائرات الحلف الغربي ـ الخليجي مستقبلاً على الآخرين.

في الرياض مشى راعي البقر وسط بحر متلاطم من لابسي العكالات والعباءات، فيما سببت جميلة واشنطن إيفانكا أزمة انتصاب بدوية لدى خزمتشية الحاكم والحاضرين من زعماء الخليج، دُقت الدفوف وصُبت القهوة المرة ترحيباً بطويل العمر الأشقر، بينما هُيأت طاولة التوقيع على صكوك حصار شعاب المقاومين في كل من إيران وسورية واليمن وفلسطين، كما حاصر بالأمس أحفاد سلمان شعاب أبي طالب.
انتهت رحلة السفارة الأمريكية إلى أرض الزواحف والمستحاثات المتحجرة الأثرية في السعودية، سلة من الاتفاقيات الدسمة بقيمة مئات المليارات، فيما انبرت وسائل الإعلام الخليجية إلى ترويج الزيارة وتسويقها على أنها انعطافة للتاريخ في هذه المرحلة بعد توحيد جهود لعداء نحو محور المقاومة بشكل لم يكن موجوداً من قبل.
الملف النووي الإيراني بات مهدداً بعد زيارة ترامب لأباطرة النفط السعودي، أما المرجح بالنسبة للملف السوري فهو المزيد من التصعيد الميداني والتعنت السياسي المتمثل بالإصرار على رحيل القيادة السياسية السورية، وهنا لا نستبعد أن تُخرق هدنة تخفيف تصعيد التوتر، انطلاقاً من تصميم الرياض وباقي الخليج وأمريكا على تشكيل قوة عسكرية لحلف عربي ـ أمريكي قوامها 34 ألف مقاتل بما يرفع معنويات الجماعات الإرهابية في سورية، فضلاً عن نية ذلك الحلف ممارسة ضغوط جديدة على روسيا الداعمة الأبرز لسورية وحليفة طهران الوثيقة.
أما لبنانياً فقد كان لافتاً ما أعلنه وزير الخارجية جبران باسيل من أن وفده لم يكن على علم بصدور بيان لتلك الزيارة، مؤكداً أنه لم يكن مدرجاً وجود أي بيان، ليعود باسيل ويقول وبالحرف بعد أن عدنا للبنان نؤكد على حياد بلادنا وابتعادنا عن كل ما من شأنه أن يعكر صفو التعايش السلمي اللبناني، وذلك في إشارة إلى اعتبار بيان الرياض المقاومة اللبنانية منظمة إرهابية، فضلاً عن اعتبار طهران اللاعب القوي على الساحة اللبنانية دولةً راعية للإرهاب أيضاً.
بالعودة للمشهد الخليجي فقد تزامنت تهنئة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني، بمناسبة فوزه بفترة رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية ، مع إعلان ما سُميت بقمة الرياض العربية ـ الأمريكية إيران عدواً رئيسياً، وهذا ما سيضع الدوحة أمام موقف محرج أمام السعودية التي دفعت بكل مالها وإمكاناتها لجلب ترامب إلى أرضها والاستقواء به لإعادة طهران إلى خانة العدو الوحيد، يُضاف إلى ذلك تصنيف تلك القمة لحركة حماس كحركة إرهابية وهي بالمناسبة حرة تنتمي للأخوان المسلمين الذين تدعمهم كل من قطر وتركيا، فهل سيعني ذلك بأن المرحلة المقبلة قد تشهد توتراً سعودياً ـ قطرياً ـ تركياً على هذه المسألة؟ أم هل ستعمد كل من أنقرة والدوحة إلى الضغط على حماس بحيث يتم تغيير اسمها وإعادة إنتاجها بحلة جديدة تكون بعيدة عن كونها تنظيماً إخوانياً سياسياً وعسكرياً.
عاجل