اجتماع مسؤولي الأمن القومي لدول حليفة لسورية … إيران تدعو إلى تقوية الحوار الإقليمي لتعزيز عملية أستانا

اجتماع مسؤولي الأمن القومي لدول حليفة لسورية … إيران تدعو إلى تقوية الحوار الإقليمي لتعزيز عملية أستانا

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٣ مايو ٢٠١٧

كشف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني عن مبادرة روسية إيرانية لعقد أول اجتماع لمسؤولي المجلس الأعلى للأمن القومي للدول الحلفاء لسورية في محاربة الإرهاب.
وسينعقد اللقاء في العاصمة الروسية موسكو على هامش الاجتماع الأمني الدولي، الذي يعقد بمشاركة مسؤولين من أكثر من 70 بلداً.
ولدى وصوله إلى موسكو، انتقد شمخاني السعودية من دون أن يسميها قائلاً: إن «بعض الدول المعروفة بماضيها السيئ في دعم الإرهاب واستخدام أموال النفط حولت المنطقة إلى ترسانة للأسلحة الغربية ونشرت العنف في المنطقة». ويأتي تعليق شمخاني بعد اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولته بالمنطقة والتي شملت السعودية وإسرائيل.
ونقلت وكالة «سانا» عن شمخاني، تأكيده أن أمن الشعوب والدول يرتكز على تعزيز مشاركة الشعب في تقرير مستقبله وانتخاب الأنظمة والآليات السياسية، في غمز من قناة السعودية التي تحرم شعبها من هذه الحقوق، واستطرد قائلاً «لذلك، فإن إيران تعتقد أن تخزين الأسلحة لا يجلب الأمن أبداً» في إشارة إلى صفقات السلاح التي وقعها ترمب مع السعودية خلال زيارته إلى الرياض.
في المقابل، شدد المسؤول الإيراني على ضرورة استمرار المشاورات والتعاون المكثف بين الدول المهمة وصاحبة القرار في الأمن الدولي (في إشارة إلى إيران، روسيا والصين) بهدف تقليص المخاطر والأزمات الأمنية في إطار إستراتيجية إحلال السلام والاستقرار في العالم.
وقال شمخاني مؤكداً: إن «العالم بحاجة اليوم وأكثر من أي وقت آخر إلى الابتعاد عن المواقف والممارسات التي تتسم بالعنف والتطرف». وأشاد بالاجتماع الذي تستضيفه روسيا، مبيناً أنه سيكون مثمراً لتعزيز الأمن ولاسيما على صعيد مكافحة الإرهاب.
وسيلقي شمخاني كلمة في اجتماع موسكو الدولي، وفقاً لوكالة «سانا»، يبين فيها الظروف الأمنية والتطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة ويستعرض إستراتيجيات وخبرات إيران لإيجاد أرضيات التصدي المشترك لظاهرة الإرهاب.
في طهران، بحث مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابري أنصاري مع مساعد وزير خارجية النظام التركي سدات أونال الجهود المبذولة والمطلوبة لإيجاد حل للأزمة في سورية وسبل تذليل العقبات التي تواجه ذلك.
وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، نقلته وكالة «سانا»، أن جابري أنصاري وأونال أكدا خلال لقائهما في العاصمة الإيرانية، «ضرورة الحوار الإقليمي لتعزيز عملية المباحثات في العاصمة الكازاخية أستانا لتسوية الأزمة السورية واستمرار المشاورات الثنائية بين البلدين في هذا المجال».
وخلال الأشهر الماضية، استضافت أستانا أربعة اجتماعات حول الأزمة في سورية، كان آخرها في الثالث والرابع من الشهر الجاري، والذي شهد توقيع ممثلي كل من روسيا، إيران وتركيا على مذكرة حول إنشاء أربع «مناطق لتخفيف التوتر» في كل من إدلب وأجزاء من حماة، اللاذقية وحلب، ريف حمص الشمالي، غوطة دمشق الشرقية، والمنطقة الجنوبية من سورية.
ويأتي اجتماع مسؤولي الأمن القومي للدول الحليقة لسورية بموسكو، في لحظة حساسة إقليمياً تعقب زيارة ترمب إلى الرياض ومساعيه لمواجهة إيران.
وذكرت مواقع إعلامية معارضة أن السعودية والولايات المتحدة اتفقتا، خلال زيارة ترامب إلى الرياض، على إستراتيجية مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، بما في ذلك مواجهة الإستراتيجية الإيرانية في سورية.
ونقل موقع صحيفة «زمان الوصل» المعارضة عن مصادر لم يحدد هويتها، أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اتفق مع الرئيس الأميركي على ضرب «الأجنحة الإيرانية في المنطقة، ومن ثم التصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار»، لافتةً إلى أن مواجهة إيران في سورية كانت ضمن إحدى التفاهمات السعودية الأميركية.
ومن بين التفاهمات السعودية الأميركية، وفقاً لمصادر «زمان الوصل»، طرد إيران وبشكل نهائي من اليمن، وأشارت المصادر إلى أنه من الآن فصاعداً، لا يمكن لإيران أن تزعزع استقرار دول الخليج وخصوصاً البحرين. وتوقعت أن تشهد إيران ضربة سياسية، «وربما عسكرية» مقبلة، تحدد نفوذها في الدول العربية، مشيرة إلى أن العنوان الرئيسي لهذه القمة كان مواجهة إيران وإيجاد إستراتيجية دائمة لتحجيم إيران.
وكانت واشنطن قد مهدت لهذه التفاهمات بالاعتداء على موقع سوري في محيط منطقة التنف أقصى شرق سورية. وبررت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون الاعتداء بأنه استهدف قافلة لقوات تحركها إيران. ومؤخراً، كثفت واشنطن من حملة دعائية تتحدث عن مساعي طهران وحلفائها لشق ممر بري عبر البادية الشامية يصل إيران والعراق وسورية.
وفي هذا السياق، أعلنت مجموعات من ميليشيا «الجيش الحر» أمس الأول إطلاق معركة «بركان البادية»، ضد قوات الجيش العربي السوري وحلفائه في البادية. وأوضح مدير المكتب الإعلامي لـ«جيش أحرار العشائر» محمد عدنان، أن جميع مجموعات ميليشيا «الحر» العاملة في منطقة البادية ستشارك بالمعركة، التي تشمل بادية محافظة السويداء، إضافة لبادية محافظة حمص، رافضاً الكشف عن أي معلومات إضافية.