واصلت العمل لإحلال التهدئة بسورية وعينها على القاهرة … روسيا تفتتح سياسة حربية نشطة لمنع تدفق داعش إلى تدمر

واصلت العمل لإحلال التهدئة بسورية وعينها على القاهرة … روسيا تفتتح سياسة حربية نشطة لمنع تدفق داعش إلى تدمر

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٧ مايو ٢٠١٧

لم تكد تمر أربع وعشرون ساعة على اعتراض مقاتلة روسية طائرة أميركية في أجواء سورية، حتى أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير رتل لتنظيم داعش كان متوجهاً من الرقة إلى تدمر، ضمن اتفاق ما بين التنظيم و«وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية – قسد».
مع هذين الحدثين، تكون روسيا قد افتتحت سياسة نشطة في شرق سورية عنوانها منع أي محاولة لتصفية وجود داعش في شرق سورية عبر دفعه إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش العربي السوري. على خط مواز، تتسابق موسكو مع الزمن من أجل تنفيذ مذكرة إقامة «مناطق تخفيف التصعيد»، وهي في هذا الصدد تعول على إغراء القاهرة للعب دور كبير.
يأتي ذلك مع استعداد الدول الضامنة للمذكرة التي تم توقيعها من الضامنين «روسيا، إيران وتركيا» خلال اجتماع «أستانا 4»، لبدء عملية رسم حدود «مناطق تخفيف التصعيد» والمناطق الأمنية المحيطة بها،
وتعتزم موسكو تسريع عملية تشكيل فرق المراقبة العسكرية على نظام وقف النار. ونصت مذكرة اتفاق أستانا على نشر فرق المراقبة في المناطق الآمنة. ولعل أبرز تحرك روسي في هذا الصدد، هو زيارة وزيري الدفاع سيرغي شويغو والخارجية سيرغي لافروف المقررة غداً الإثنين إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث من المتوقع أن يبلورا مشاركة مصرية في تنفيذ اتفاق أستانا.
ومصر ليست جزءاً من عملية أستانا والمذكرة التي تمخضت عنها، لكن الروس حرصوا على إبقاء القاهرة على إطلاع بكل تفاصيل العملية منذ إطلاقها. وتريد روسيا أن تتشكل قوات المراقبة على نظام وقف إطلاق النار في سورية من قوات عمادها القوات المصرية وذلك بالتوازي مع كتابة دستور جديد للبلاد ينهي الأزمة، ويحصرها في إطار مكافحة تنظيم داعش وجبهة النصرة.
وفي هذا السياق تتجابه الإستراتيجية الروسية القاضية بتشكيل جبهة موحدة لقتال التنظيمات الإرهابية مع الإستراتيجية الأميركية التي تستخدم مكافحة الإرهاب غطاء لتنفيذ مخططات جيوسياسية في المنطقة.
هذه المواجهة فرضت على موسكو تعديل تكتيكاتها، مبديةً عزمها على العمل ولو منفردة من أجل تحقيق مصالحها بعد رفض واشنطن كل المساعي الروسية من أجل إطلاق تعاون روسي أميركي مشترك ضد داعش.
وكشف مصدر في وزارة الدفاع الروسية، أن الطائرات الروسية استهدفت يوم الخميس الماضي قافلة لإرهابيي تنظيم داعش مؤلفة من 39 شاحنة بيك آب محملة بالأسلحة كانت في طريقها من الرقة إلى تدمر، مبيناً وفقاً لموقع «روسيا اليوم»، أن القصف الروسي أسفر عن تدمير «32 شاحنة صغيرة مزودة بمدافع رشاشة ثقيلة، وتصفية أكثر من 120 إرهابياً». إلا أن وكالة سبوتنيك نقلت عن المصدر نفسه أن «طائرات ومروحيات القوات الجوية الروسية ووحدات من قوات العمليات الخاصة» هي من تولى استهداف قافلة داعش. ولم يحدد المصدر المكان الذي جرى فيه استهداف القافلة. وعلى أية حال، يعكس التحرك الروسي، توسيع موسكو لمسرح عمليات قوتها العاملة في سورية، إلى جنوبي الرقة.
ولفت المصدر إلى أن القوات الروسية في سورية اتخذت خطوات للتعامل مع تداعيات الاتفاق الذي توصلت «قوات سورية الديمقراطية -قسد» وتنظيم داعش، القاضي بفتح ممر آمن لمسلحيه للخروج من الرقة باتجاه تدمر. وقال: «وفقاً لمعلومات أكدتها عدة قنوات مستقلة في الرقة، جرى الاتفاق بين قيادة القوات الكردية «قوات سورية الديمقراطية- قسد»، وقادة داعش العاملين في المنطقة، لفتح طريق آمن لهم من الجهة الجنوبية، يتيح لهم فرصة الخروج من المدينة بحرية، بشرط أن يتوجهوا باتجاه تدمر».
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها كثفت عمليات المراقبة في سورية على الطرق المحتملة لخروج مسلحي داعش من الرقة، كما أن طائراتها المسيرة عن بعد تعمل على مدار الساعة لمراقبة الوضع، وأن «أي محاولات لمسلحي داعش بالتحرك باتجاه تدمر، سيتم التصدي لها بحزم».
وفي اليوم نفسه الذي جرى خلال القصف الروسي على قافلة الدواعش، أعلنت «قسد» عن تمديد عرضها على مسلحي داعش بالاستسلام مقابل عدم إيذائهم، شرط أن يتضمن الاستسلام تخليهم عن أسلحتهم في غضون نهاية شهر أيار الحالي.
وسبق لوزارة الدفاع الأميركية أن كشفت الأربعاء الماضي، عن اعتراض مقاتلة روسية طائرة أميركية تابعة لطيران التحالف الدولي في أجواء سورية، من دون تحديد تاريخ حصول الواقعة أو مكانه.