الخلافات السعودية القطرية تظهر في غوطة دمشق!

الخلافات السعودية القطرية تظهر في غوطة دمشق!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٨ مايو ٢٠١٧

الخلافات السعودية القطرية تظهر في غوطة دمشق!
 

تعتبر الغوطة الشرقية من أكثر المناطق السورية التي شهدت نزاعات كبيرة بين الجيش السوري والتنظيمات المسلحة، اكتسبت أهمية رمزية كبيرة لملاصقتها للعاصمة دمشق، وهذا مامكن المسلحين من إطلاق آلاف القذائف باتجاه الأحياء السكنية في العاصمة السورية.

تقدر مساحتها الأجمالية بـ ٣١٥ كم مربع ،استعاد الجيش السوري منها ٢٠٩ كم مربع إثر عمليات موسعة خلال السنوات الماضية، ليحتفظ المسلحون بـ ١٠٦ كم مربع تصنف كمنطقة “خفض توتر” أُقرت باجتماع أستانة مؤخرا.

تتقاسم التنظيمات المسلحة هذه المساحة الصغيرة -نوعا ما- والتي يُطبق عليها الجيش السوري من جميع الاتجاهات، ليتربع “جيش الإسلام” على عرش التنظيمات المسيطرة داخل الغوطة بنسبة ٤٢% ويتخذ من مدينة دوما عاصمة له، كما يسيطر على كامل الجبهة الشرقية ومساحات واسعة من منطقة المرج، يليه تنظيم “جبهة النصرة” بنسبة ٢٧ % ومن أهم مناطق تواجده عربين وجوبر وحزة وحوش الأشعري وينصهر مع تنظيم “فيلق الرحمن” المسيطر أيضا بنسبة ٢٥% بمنطقة القطاع الأوسط إذ لا يمكن الفصل بين التنظيمين بسبب تحالفهما معا والتشارك بمناطق النفوذ فضلا عن التطابق الأيديولوجي فيما بينهما ليجعلهما جسد موحد، وتبقى نسبة ٦% لتنظيم “أحرار الشام” المسيطر على مدينة حرستا وبعض المساحات الصغيرة المتفرقة داخل الغوطة.

هذه التقسيمات لم تُرضِ “جيش الإسلام” فحاول توسيع مناطق نفوذه بشن حملة موسعة على المتحالفَين “جبهة النصرة” و “فيلق الرحمن” ،وبعد سيطرته على مناطق كبيرة داخل القطاع الأوسط تراجع إلى مناطقه السابقة بفعل هجوم معاكس شنه فرقائه، أدت تلك العميلة إلى انهيار تام للثقة بين التنظيمات المسلحة مما دفع كل تنظيم إلى تحصين مواقعه الداخلية ورفع السواتر وتقطيع أوصال مدن وبلدات الغوطة وتحويلها إلى عدة “إمارات” مقسمة متناحرة فيما بينها، تحكمها تلك التنظيمات التي تنفذ أجندة خارجية، بل قد تكون تجسيدا للخلافات السعودية القطرية، حيث تدعم السعودية جيش الاسلام بينما تدعم قطر النصرة وفيلق الرحمن.

تقسيم المقسم هو عنوان المرحلة الراهنة في الغوطة الشرقية، طالت أم قصرت لا يهم، فالمنتصر منهم سيرتطم بجدار الجيش السوري.