المغرب: السلطات تعتقل ناصر الزفزافي زعيم "الحراك" في الحسيمة

المغرب: السلطات تعتقل ناصر الزفزافي زعيم "الحراك" في الحسيمة

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٩ مايو ٢٠١٧

قال مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية الإثنين إن السلطات المغربية ألقت القبض على ناصر الزفزافي وهو ناشط ينظم احتجاجات ضد "انتهاكات وفساد" المسؤولين في شمال البلاد.
وذكر المصدر أن إلقاء القبض على الزفزافي جاء بعد صدور أمر باعتقاله الجمعة الماضي، حينما قاطع إمامَ مسجد أثناء إلقائه "خطبة الجمعة"، واندلعت اشتباكات عندما حاولت السلطات إلقاء القبض عليه في منزله بالحسيمة.
ولم تستطع السلطات اعتقال الزفزافي الذي كان فرّ من المدينة في الوقت الذي تدفق فيه أنصاره على الشوارع احتجاجاً على محاولة اعتقاله، وقال مسؤولون إن ثلاثة رجال من الشرطة المغربية أصيبوا بجروح خطيرة في أعقاب الاشتباكات، وقال ناشطون إن عدة محتجين نُقلوا إلى المستشفى.
وتحوّل الزفزافي وهو عاطل عن العمل في الـ 39 من عمره إلى رمز للتحركات الشعبية التي تسمى "الحراك"، وتهزّ منطقة الريف منذ أن قتل بائع السمك.
وعلى مرّ الوقت اتخذت الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها ناشطون محليون بعداً اجتماعياً وسياسياً مع المطالبة بتنمية منطقة الريف التي يقولون إنها "مهمّشة"، في خطاب تطغى عليه عبارات محافظة وإسلامية.
ولم يكتفِ الزفزافي في رسائله على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي عن مهاجمة السلطة، مديناً "الديكتاتورية والفساد والقمع والدولة الأمنية"، وفق ما رأى، بل عقد عدداً من المؤتمرات الصحافية المباشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي شوارع المدينة، وحتى في منزل عائلته، وهو يرفع علم جمهورية الريف، التي أعلنت في عشرينيات القرن الماضي ولم تعمر طويلاً، وصورة لمؤسسها عبد الكريم الخطابي الذي هزم الاستعمار الإسباني.
وحسب المحضر الصادر بحقه، يتهم الزفزافي "بإهانة الإمام" و"إلقاء خطاب استفزازي" و"زرع البلبلة"، ويمكن أن يحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين 6 أشهر و3 سنوات.
وكان النائب العام بمدينة الحسيمة بشمال المغرب قال في وقت سابق إن السلطات المغربية اعتقلت 20 شخصاً عقب وقوع اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومحتجين في المدينة.
وقال بيان للنائب العام نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء إن "اعتقال هؤلاء الأشخاص العشرين جرى يومي الجمعة والسبت بسبب تهديدهم الأمن العام في البلاد".
وأضاف البيان أن "التحقيق المبدئي مع الموقوفين أظهر حصول هؤلاء الأشخاص على تحويلات مالية ودعم لوجستي للقيام بأنشطة دعائية لتقويض وحدة أراضي المغرب ولتقويض ولاء المواطنين للدولة المغربية ومؤسساتها"، وفق ما جاء في البيان.
ويذكر أن الاحتجاجات السياسية نادرة في المغرب، ولكن التوتر يسود مدينة الحسيمة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2016 وذلك بعد مقتل بائع سمك سُحق داخل شاحنة قمامة أثناء محاولته استعادة أسماك له صادرتها الشرطة.
وأثار موت بائع السمك غضباً ضد الفساد في البلاد، حيث شهدت المغرب أضخم احتجاجات منذ المظاهرات المستوحاة من "الربيع العربي" في 2011.
وطالب المحتجّون باستقالة وزير الداخلية الذي قلل من شأن الاضطرابات. الملك يستجيب للمطالب لإجراء تحقيق شامل لمعرفة ملابسات الحادث.
وأصدر ملك المغرب محمد السادس تعليماته للتحقيق"الدقيق "في وفاة "بائع السمك" بعد تظاهر آلاف المواطنين المغاربة الغاضبين في عدة مدن احتجاجاُ على الحادثة المذكورة.