قطر على أبواب إنقلاب "سادس"؟

قطر على أبواب إنقلاب "سادس"؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢ يونيو ٢٠١٧

تطرح وسائل الإعلام اليوم علامات استفهام عديدة حول الوضع الداخلي في الدوحة، وإذا ما كان هناك تلويح بانقلاب قد يكون السادس في قطر. هذا ما تحدثت به صحيفة الرياض متساءلة إذا ما كان هناك إمكانية "تكرار قصة (العقوق) التي امتازت بها قطر منذ الحاكم السابق للدولة حمد بن خليفة الذي انقلب على والده وانتزع الحكم منه بلا حق". الصحيفة اتهمت قطر أيضاً بتوفير ملاذ آمن للمتطرفين، وبدعم الجماعات الإرهابية.

استعار الخلاف السعودي والقطري اليوم كان بدأ مع خبر أوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا" يحمل تصريحات لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني أثارت جدلاً واسعاً في مضمونها وسرعان ما انتشرت. مسؤولون قطريون نفوا أن يكون هذا التصريح قد صدر عن الأمير القطري، وقالوا إن موقع وكالة "قنا" قد تعرض للاختراق، لكنه بدا مستغرباً أن وسائل إعلام سعودية وإماراتية تبنت هذا التصريح وفتحت النار على قطر!

سريعاً جاء الردّ القطري، وأصدر المكتب الإعلامي في الدوحة بياناً أعربت فيه دولة قطر عن أنه سيتم ملاحقة ومقاضاة المسؤولين عن عملية الاختراق، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية إن موقف بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، باستمرار نشر التصريحات المكذوبة والتعليق عليها هو أمر يثير تساؤلاً حول دوافع وسائل الإعلام هذه. وكانت قناة "الجزيرة" القطرية اضطرت إلى حذف كاريكاتير سبق لها أن نشرته، واعتبره كثيرون في السعودية ومصر إساءة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأكّدت القناة لاحقاً أنها لم تقصد بأي حال الإساءة لخادم الحرمين الشريفين، وما حدث من ربط لدى البعض هو اصطياد في الماء العكر".


لكن السجال استمر بوتيرة مرتفعة وبدأت الصحف السعودية تبرّز شقاقاً في الأسرة الحاكمة في قطر. صحيفة الرياض السعودية نشرت الخميس تقريراً قالت فيه "إن أسرة آل ثاني تبرأوا من توجيهات (أميرهم الطائش) على خلفية الرسوم المسيئة للمملكة التى نشرتها قناة الجزيرة"، وبحسب ما نقلته الصحيفة عن العائلة فإن القرار اتخذ "قبل أن تغرق المركب بالعائلة بسبب أفعال تميم بن حمد".


دولة قطر تمتلك سجلاً حافلاً من ظاهرة الانقلاب ضمن العائلة الحاكمة. خمس انقلابات شهدتها قطر منذ تأسيسها عام 1971، والأزمة الحالية تطرح تساؤلات لدى وسائل إعلام، لا سيما سعودية، عن انقلاب سادس قيد التحضير.



هذه الحملة تردد صداها في الصحف الغربية التي تناولت الخلاف القطري الخليجي وربطت بعضها بين التوتر الذي طفا على السطح ووصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. تقارير إعلامية غربية تحدثت عن حملة منظمة لنزع الشرعية عن قطر على المستوى الإقليمي مشيرة إلى عوامل عديدة أدّت إلى تحول المشهد الجيوسياسي في الخليج، من بينها ما هو مرتبط بالإدارة الأميركية الجديدة التي أعلنت عزمها انتهاج سياسات في المنطقة أقرب إلى أبو ظبي والرياض منها إلى الدوحة.

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية رأت أن انعدام الخبرة السياسية لدى الدائرة الضيقة لترامب شكّل فرصة لكل من السعوديين والإماراتيين من أجل تغيير مواقف الإدارة الأميركية بشأن القضايا الحساسة مثل إيران والتيارات الإسلامية، وقالت الصحيفة الأميركية إنه و"بخلاف إدارة أوباما التي تعاملت مع مجلس التعاون الخليجي ككيان واحد، ركّز ترامب على السعودية والإمارات بوصفهما الدعامة المزدوجة لسياسته في المنطقة"، لافتة إلى علاقات وثيقة نشأت بين مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر ومحمد بن سلمان والسفير الإماراتي لدى واشنطن يوسف العتيبة الذي يملك تأثيراً كبيراً.

تزامن الحملة السعودية الإماراتية ضدّ قطر مع حدث وصول ترامب إلى البيت الأبيض; حيث يشكك محللون ومسؤولون أميركيون سابقون بقدرة قطر على أن تستعيد مكانتها كشريك في مجال الأمن. الصحف الأميركية قالت إن هناك فرقاً بين الخلاف الراهن والسابق أقله في الطريقة التي تمظهرت فيها هذه المواجهة إعلامياً بدلاً من بقائها خلف الأبواب المغلقة كما أنها لم تؤد إلى سحب سفراء على غرار ما جرى سابقاً.

واعتبرت أن صناع القرار في الرياض وأبو ظبي قد يكونون يأملون من خلال السماح باستمرار الحملة الإعلامية للأسبوع الثاني من دون بوادر على التراجع، الضغط على القيادة في الدوحة لتقديم تنازلات أو مراقبة أيّ مسؤول أميركي سيتبلع الطعم من دون الحاجة للجوء إلى تهديدات أو عقوبات رسمية، مشيرة إلى أن ذلك يطرح تساؤلات حول مصير مجلس التعاون الخليجي ككيان واحد في زمن ترامب.