إيران ترسل سفنها الحربية إلى خليج عدن...هل دقت طبول الحرب

إيران ترسل سفنها الحربية إلى خليج عدن...هل دقت طبول الحرب

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٤ يونيو ٢٠١٧

أبحرت سفن حربية إيرانية إلى خليج عدن، في رحلة إلى سلطنة عمان وشمال المحيط الهندي، في مظهر وصف بأنه "استعراض للقوة العسكرية البحرية الإيرانية".
وغادر الأسطول البحري الإيراني، الذي ضم مدمرة "بورز" وسفينة "بوشهر" اللوجيستية، مدينة "بندر عباس" الساحلية، جنوبي إيران يوم 11 يونيو/ حزيران، في مراسم حضرها قائد البحرية الإيرانية، الأميرال حبيب الله السياري.

لكن ما سر "استعراض القوة الإيراني الأخير؟"، و"هل يمكن اعتبار ذلك التصرف بأنه دق لطبول الحرب"، ذلك ما سيجيب عنه عدد من المحللين السياسيين الإيرانيين في تصريحات لـ"سبوتينك".
حصار قطر

ربط كثير من المراقبين التحركات الإيرانية الأخيرة، بأن لها علاقة وثيقة بأزمة الخليج الأخيرة، بعد قطع السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها مع قطر، بدعوى "دعم وتمويل الإرهاب"، وإقامة علاقات دافئة مع طهران.

وربما يتسبب هذا الأمر في رد فعل سلبي بالغ من دول الخليج، خاصة تلك التي تطل على خليج عدن.

ونقلت وكالة "تسنيم نيوز" الإيرانية أن  دول الخليج المطلة على خليج عدن تبذل محاولات متعمدة لعرقلة وصول سفن البحرية الإيرانية إلى أعالي البحار.

ونقلت الوكالة عن السياري قوله: "دول الخليج المطلة على خليج عدن، سعت بكل قوة لمنع وجود سفن البحرية التابعة لنا من دخول الخليج، ولمنع وجودنا بشكل غير مباشر في أعالي البحار والمياه الدولية".

وتابع قائلا "البحرية الإيرانية، لا تولي اهتماما لمثل تلك المحاولات العدائية، وستسعى لوجود قوي في المياه الدولية".
أهداف الرحلة

وأوضح قائد البحرية الإيرانية أن رحلة الأسطول الإيراني إلى خليج عدن تستهدف تحقيق هدفين رئيسيين:

الأول، ضمان أمن وأمان طرق الشحن الخاصة بإيران.

الثاني، إحباط أي محاولات للتأثير على مصالح إيران الداخلية والخارجية.

ومن المقرر أن يحل الأسطول الإيراني 47، بدلا من الأسطول 46، الذي كان مكونا من مدمرة صابلان، وسفينة "لافان" اللوجيستية، التي ستعود إلى طهران يوم الأحد، بعد انتهاء مهمتها التي استمرت قرابة شهرين لحماية وتأمين الطرق البحرية والسفن التجارية وناقلات النفط في خليج عدن.
لماذا عدن؟

وما سر حرص البحرية الإيرانية على تأمين مصالحها في خليج عدن؟ ويرجع هذا الأمر إلى أن خليج عدن موطن تهديدات أمنية متعددة.

وأوضحت مصادر قائلة إن الصراع الدائر في اليمن تخشى من أن يؤدي لتعرض أي من سفنها لهجوم.

في الوقت ذاته، يستغل القراصنة في الصومال حالة الفوضى لشن غارات على السفن التجارية، التي تمر عبر المنطقة، التي تعد من أكثر الطرق البحرية ازدحاما للشحن في العالم.

وتقوم طهران بدوريات في خليج عدن والمياه الدولية، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2008، لحماية الحاويات التجارية وناقلات النفط المملوكة لإيران أو المؤجرة من قبل إيران أو بلدان أخرى.
طبول الحرب

وناقشت "سبوتنيك" الناطقة بالفارسي تلك القضية مع محللين سياسيين إيرانيين، الذين أكدوا أن السفن الحربية الإيرانية، لا تشكل أي هديد لجيرانها.

وقال حسين رويفاران، المحلل السياسي الإيراني والمدير السابق لمكتب تليفزيون إيران في بيروت: "إيران تعتبر من واجبها الحفاظ على سلامة الدول الإقليمية، وخاصة في حوض المياه المشترك، وبالتالي لا يجب أن نربط هذه المناورات مع أي عوامل خارجية، وخاصة مع الأزمة القطرية".

وتابع قائلا "إنها مجرد زيارة ودية للسفن الحربية الإيرانية تم تنسيقها مع سلطنة عمان مسبقا، للحفاظ على المناخ الصحي للسفن التجارية في المياه الدولية".

وأشار محلل سياسي إيراني آخر، عضو مركز الأبحاث العلمية للعلاقات الدولية في طهران، الدكتور ماني مهرابي، إلى أن المناورات التي تقوم بها السفن الحربية الإيرانية، التي لا تشكل تهديدا لجيران إيران، تثير عن طريق الخطأ الشكوك والمخاوف من دول المنطقة، بسبب وزيادة التوترات في المنطقة والهجمات الإرهابية الأخيرة في إيران.

وتابع قائلا "إيران بعثاتها إلى أعالي البحار وخليج عدن بشكل خاص، على أساس منتظم ومستمر، ومن خلال إظهار هذه القوة العسكرية، ترسل إيران رسالة سلمية إلى جيرانها، الذين يمكنهم استخدام هذه المهمة العسكرية لتحقيق منافعهم الخاصة".

أما عن سبب الاعتقاد الخاطئ بأن تواجد البحرية الإيرانية، هو "دق لطبول الحرب"، رد مهرابي قائلا "زيادة التوترات في المنطقة، وسط العمليات الإرهابية الأخيرة في طهران، والأزمات بين الدول العربية، أدت إلى الاعتقاد أن أي مناورات عسكرية للبحرية الإيرانية تشكل تهديدا محتملا للهجوم".