مخاوف أمريكية وإصرار خليجي فيما قطر تلوح بتغيير موقفها من سورية!؟

مخاوف أمريكية وإصرار خليجي فيما قطر تلوح بتغيير موقفها من سورية!؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٩ يونيو ٢٠١٧

علي مخلوف

كما لم تعد منظومة الصرف الصحي في المدن السعودية تستطيع استيعاب المياه في كل هطول غزير للأمطار، فإن مشاكل الرياض وكيدياتها لم تعد تحتمل التكديس والانتظار في أروقتها السياسية، فظهرت نوايا العرش السعودي تجاه العائلة الحاكمة في قطر، على شكل حلف قادته وتحت عبائتها كل دول الخليج باستثناء عمان، مستفيدةً من زيارة ترمب إلى الرياض والتي سوقت لها على أنها بمثابة تنصيب للمملكة كوصي على المنطقة العربية عموماً والخليجية خصوصاً.

الـ 450 مليار دولار جلعت دماغ ترمب ينتشي كما لو أنه تعاطى جرعة من الماريجوانا في أزقة بروكلين الأمريكية، لم يعجب الدوحة ذلك السخاء السعودي، فقد عرفت بأنه سيكون وبالاً عليها، لا سيما وأن قطر ضليعة ولديها خبرة طويلة في رشوة الأمريكي وكسبه إلى جانبها.
اندلعت الأزمة الخليجية ـ القطرية، وسارع ترمب للتصريح المنتقد لقطر والمحابي للرياض، فما كان من الدوحة إلى أن وقعت مع واشنطن عبر وزير الدفاع القطري خالد العطية اتفاقاً تبيع بموجبه الولايات المتحدة قطر مقاتلات "F-15" مقابل 12 مليار دولار، وعلى مايبدو فإن هذا المبلغ هو أول الغيث المالي القطري لجيوب إدارة ترمب، وهذا الأخير وعد بامتصاص جميع الحليب الكامل الدسم من ضرع البقرة الخليجية.
توقيع هذ الاتفاق يعني بأن قطر ستتبع ذات أسلوب السعودية من أجل حمل الإدارة الترمبية على اتخاذ مواقف تهدئة، وفعلاً فإن أمريكا بدأت تتحدث عن وجوب حل الخلاف الخليجي ـ الخليجي بوساطتها.
الأمريكي لديه أسبابه وأهمها عدم الرغبة بوجود صدع داخل البيت الخليجي لأن ذلك سينعكس على ملفات أخرى في المنطقة، كما أنه سيتسبب في إحداث إرباك داخل معسكر حلفاء واشنطن، أيضاً هناك خشية من أن يتطور الحصار الخليجي لقطر إلى توتر سياسي مع تركيا، والأخيرة بحسب مسؤولين أمريكيين هامة جداً بالنسبة لواشنطن كشريك في حلف الأطلسي والمنطقة، أيضاً هناك أسباب أخرى لا تقل أهمية عما ذُكر كالملف السوري وتأثير عزلة الخليج لقطر على دفع الأخيرة لتغيير مواقفها من الحرب السورية بعد أن كانت تلعب دور رأس حربة في العداء لدمشق، وقد قالها رئيس الوزراء القطري الأسبق حمد بن جاسم خلال مقابلة مع قناة PBS الأميركية أن الجميع بمن فيهم قطر إلى جانب أمريكا وتركيا والأردن قد ارتكبوا أخطاءً في سورية، مضيفةً أنهم اكتشفوا لاحقاً أنهم دعموا جماعات لها أجندات خاصة وبات يتم استبعادها من الدعم القطري، فهل هذا التصريح رسالة من مسؤول قطري سابق رفيع المستوى إلى السعوديين ومن معهم بأن الدوحة قد تضطر لتغيير سياستها في حال استمرت خطة عزلها، أو في حال تطور الأمر لتدبير انقلاب فيها؟
 أيضاً من الأسباب التي تدفع الأمريكي لوأد الخلاف الخليجي هو مخاوف أمريكية وخليجية من تقارب قطر مع إيران حليفة دمشق الأوثق، ناهيكم عن المخاوف الأمريكية مما أسمته بالتقارب الروسي ـ التركي، ودخول موسكو على خط الأزمة القطرية وعرضها واسطة التدخل للحل والتهدئة.
وهنا لابد من الإشارة إلى ما رأته صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن ما دفع السعوديين الى اغراق الشبكات الاجتماعية بشعارات التأييد للمطالب الكردية بالاستقلال، هو الهزة الأخيرة في الشرق الاوسط، وأضافت أنه بعد أن أعلنت (تركيا) عن تأييدها لـ(قطر) واستنكارها للمقاطعة التي فرضتها (السعودية) وأخواتها على حليفتها، تحولت (أنقرة) الى هدف للسعودية. فبالنسبة لتركيا، الشريكة فيما أسمته "التحالف السني" والتي انحرفت عن المسار السعودي، لا توجد ضربة أكثر ايلاما من تأييد استقلال الاكراد.
هذا لوحده كفيل لتفسير المخاوف الأمريكية ودفع واشنطن مؤخراً لعدم ترك ثغرة قد ينفذ منها الروسي، وفي هذا السياق كشفت صحيفة واشنطن بوست أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون يحاول تنظيم لقاء بين وزيري خارجية السعودية وقطر وولي عهد أبوظبي في واشنطن هذا الأسبوع لتجاوز الأزمة القطرية.
عاجل