حزب الله أخطر وأقوى من حماس بأضعافٍ وإيران أقامت مصانع بالجنوب لإنتاج الأسلحة المُتطورّة استعدادًا للمُواجهة القادمة

حزب الله أخطر وأقوى من حماس بأضعافٍ وإيران أقامت مصانع بالجنوب لإنتاج الأسلحة المُتطورّة استعدادًا للمُواجهة القادمة

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٤ يونيو ٢٠١٧

“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
ذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ أنّ لافتات جديدة وضعها حزب الله مقابل حدود الدولة العبريّة الشمالية، وذلك في إطار الحرب النفسيّة. وأوضحت القناة أنّه تمّ وضع صورة المسجد الأقصى في القدس على اللافتات، وعبارة “قادمون” بالعربية والعبرية، لافتةً إلى أنّها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها حزب الله بهذا العمل، ففي المرة السابقة ظهرت لافتات مع عبارة “حيث يجب أنْ نكون سنكون”.
إلى ذلك، أكّد رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوت، على أنّ حزب الله هو التهديد المركزي الأول على إسرائيل، وهو الأمر الذي كان معروفًا منذ بداية العام عندما نشرت إسرائيل تقديرها الإستراتيجيّ الذي أكّدت فيه على أنّ حزب الله هو العدو الأوّل، تليه الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وفي المرتبة الثالثة حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في فلسطين.
وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً، كما أفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أنّه لدى المخابرات الإسرائيليّة معلومات جيدّة جدًا ولديها معطيات عن انتشار حزب الله في 200 قرية وبلدة بجنوب لبنان، مشيرًا إلى أنّ الحزب بنى قوة من القدرات ترتكز على عشرات آلاف الصواريخ والقدرات المتقدمة، والسلاح المتطور الذي يصل بعضه من إيران والبعض الآخر من الجيش السوري، وجزء منه هو سلاح روسي متطور، كما قال إنّه بحسب الاستخبارات العسكريّة والأخرى، فإنّ إيران تقوم سنويًا بمنح حزب الله مبلغ 800 مليون دولار لبناء وتعظيم ترسانته العسكريّة، على حدّ تعبيره.
واليوم الجمعة، عادت الصحيفة العبريّة لتكشف النقاب عن تصريحاتٍ أدلى بها رئيس شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، الجنرال هرتسي هليفي، الذي أكّد على أنّ حزب ألله أقوى وأخطر بأضعافٍ من حركة حماس في فلسطين، مُشدّدًا على أنّ الاستخبارات الإسرائيليّة حصلت على معلوماتٍ دقيقةٍ تؤكّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران أقامت في الجنوب اللبنانيّ مصانع عسكريّة تقوم بإنتاج أسلحة متطورّة وعالية الدقّة لكي يستخدمها حزب الله في المُواجهة القادمة مع الدولة العبريّة.
علاوة على ذلك، نقلت الصحيفة عن الجنرال هليفي قوله إنّه لم علم أعداء إسرائيل كميّة المعلومات التي تملكها تل أبيب حول قوّتهم العسكريّة لعملوا كلّ ما في وسعهم من أجل تأجيل الحرب معها، أوْ حتى التنازل عن مُحاربة إسرائيل، على حدّ قوله.
على صلةٍ بما سلف، قالت صحيفة “ذا ويك” في تقرير لها إنّ حزب الله ساعد في قلب مجريات المعارك في سوريّة. وتساءلت ما الذي يجعل هذا الحزب اللبناني قوة ضاربة مميتة إلى ها الحد؟ من هو حزب الله؟ حركة شيعية تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، مكرسة لتدمير إسرائيل. أطلق الحزب كجماعة “إرهابية” صغيرة متخصصة في العمليات الانتحارية والخطف، لكنّه اليوم تحول إلى دولة داخل دولة في لبنان. لديه جيش من 4 آلاف مقاتل محترف، وآلاف الاحتياطيين، فيما يصل دعمه إلى 800 مليون دولار سنويًا من المال، بالإضافة إلى الأسلحة من إيران، راعي الحزب الرئيسي. كما تمول طهران شبكة الحزب الاجتماعية، فهو يدير عشرات المستشفيات والمدارس، كما تمول قناة الحزب الفضائية الموجهة ضد إسرائيل “قناة المنار”. ويقول مدير مكتب بيروت في كارنيغي الشرق الأوسط بول سالم: حزب الله حاملة طائرات إيرانية مركزة في شمال إسرائيل.
والمعادلة المعهودة لدى الحزب تجاه إسرائيل خاصة مع ما يمتلكه من صواريخ: تضربيننا نضربك. كما يعمل الحزب على تقويض المصالح الأمريكيّة في المنطقة، وكذلك مصالح الدول الخليجية. واليوم يقاتل آلاف من أفراد حزب الله في سوريّة دفاعًا عن نظام راع آخر له هو الرئيس السوري بشار الأسد. ما الذي كان عليه هدف حزب الله الأساسي عند تأسيسه؟ طرد الغزاة الإسرائيليين من لبنان، وتأسيس دولة إسلامية فيه. وخاض الحزب حرب عصابات قاسية ضد إسرائيل، كما ضرب القوات المتعددة الجنسية التي جاءت إلى لبنان في أعقاب اجتياح العام 1982.
وتساءلت الصحيفة: هل ساعد مقاتلو الحزب الأسد فعلاً؟ نعم وبشكل كبير. فمقاتلو الحزب أفضل تدريبًا في حرب العصابات وحرب الشوارع من الجيش السوري، كما أنّ استعدادهم لخوض أشرس المعارك أجبر المعارضة على التقهقر. ويقول قائد ميداني في حزب الله عن استعادة مدينة القصير الإستراتيجية: لقد طاردناهم منزلاً منزلاً، غرفة غرفة، من شباك إلى شباك.
لكنّ دعم حزب الله للأسد له ثمن، وهو في تدمير سمعة حزب الله في العالم العربيّ كبطل ضحية. وعن ذلك تقول المفكرة رندة سليم من معهد الشرق الأوسط في واشنطن: الانخراط في حرب أهلية في بلد أجنبي، مهما كان جارًا، هو قتال مختلف عن الموت دفاعًا عن بلدتك وعائلتك وشرفك ضدّ محتل إسرائيلي. وتسأل: متى سترفض أم مات ابنها في القصير إرسال ابنها الثاني والثالث للقتال في سوريّة؟.