الجيش التركي يعزز قواته للسيطرة على تل رفعت أولاً

الجيش التركي يعزز قواته للسيطرة على تل رفعت أولاً

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٩ يونيو ٢٠١٧

عزز الجيش التركي أمس قواته الخاصة البرية في بلدة مارع التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة الموالية له وفي محيط بلدة تل رفعت التي تسيطر عليها وحدات «حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية والعمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة أميركياً، بهدف السيطرة على الأخيرة كمقدمة لسلسلة أطماع في ريف حلب الشمالي.
وأوضح مصدر ميداني في «حماية الشعب» لـ«الوطن»، أن الهدف المرحلي الرئيسي للتدخل البري التركي، الذي ارتفعت وتيرته أخيراً، هو انتزاع السيطرة على تل رفعت أهم معقل سابق للميليشيات المسلحة من قبضة الوحدات الكردية بعد رفضها الدخول في مساومات مع الميليشيات بضغط من حكومة «العدالة والتنمية» التركية لاسترجاع 11 بلدة كانت سيطرت عليها في ريف حلب الشمالي خلال فك الجيش العربي السوري الحصار على بلدتي نبل والزهراء منتصف العام الماضي. وبيّن المصدر، أن الجيش التركي حشد تعزيزات ضخمة جديدة أمس وأول من أمس قوامها مئات الآليات العسكرية المتنوعة معظمها سيارات تضم جنود مشاة وعربات مصفحة وعشرات الدبابات انضمت إلى طلائع القوات البرية في محيط مارع التي استقدمت الثلاثاء الفائت إلى المنطقة.
وأضاف المصدر: إن تل رفعت وغيرها من بلدات شمال حلب التي تسيطر عليها الوحدات الكردية لن تكون لقمة سائغة وهدفاً سهلاً لتركيا والميليشيات المسلحة التابعة لها وأن الوحدات ستقاوم بضراوة أي هجوم محتمل باتجاه مناطق نفوذها شمال حلب مهما كلف الأمر.
وأكد مصدر قيادي في «قسد» لـ«الوطن»، أن لديها قناعة بأن أطماع رجب طيب أردوغان والحكومة التركية تتوقف عند حدود عفرين، ذات الأغلبية الكردية والإقليم الثالث في الإدارة الذاتية الكردية إلى جانب إقليمي عين العرب والجزيرة «بسبب حسابات دولية لا تمكن تركيا من النيل منها وخصوصاً من حليفها الأساسي الإدارة الأميركية التي ستحول دون اجتياح عفرين من تركيا وميليشياتها لأن ذلك سيترك ظلالاً سوداء على معركة الرقة التي تعطيها واشنطن الأولوية في القضاء على تنظيم داعش».
وتحدث شهود عيان لـ«الوطن»، أن يوم أمس شهد اشتباكات عنيفة استخدمت فيها المدفعية جرت بين القوات التركية و«حماية الشعب» في محيط تل رفعت وبلدة مرعناز وفي المنطقة الواقعة جنوب مدينة أعزاز، وقال المصدر إنه وفي الأخيرة فإن الأولى «تتحرش» بالأخيرة لجرها إلى الاقتتال والحرب لتحقيق أهدافها التي تندرج في إطار تصريحات أردوغان عن استعداد الجيش التركي لبدء عملية «درع فرات» جديدة لتأمين الحدود التركية بعد أن أفضت المرحلة الأولى منها والتي بدأت في آب الماضي إلى السيطرة على مدينة جرابلس وبلدة الراعي والحدود الفاصلة بينهما وعلى مدينة الباب وعشرات القرى السورية.
وكانت مصادر في الوحدات الكردية أوضحت في وقت سابق لـ«الوطن»، أن المفاوضات التي دارت على مدار الشهرين الفائتين بين «حماية الشعب» وميليشيا «لواء المعتصم» التابعة لـ«الحر» بهدف تسليم جثث مسلحين قتلوا خلال محاولة الميليشيات السيطرة على بلدة عين دقنة وليس تسليم البلدات الـ11.
وتمكنت «قسد» منتصف العام الماضي من السيطرة على بلدات تل رفعت ودير جمال ومنغ وعين دقنة وشيخ عيسى ومريمين وكفر ناصح والمالكية ومرعناز وكفر كمين وحربل وشواغرة في ريف حلب الشمالي بعد طرد الميليشيات المسلحة منها أثناء فك الجيش العربي السوري الحصار عن نبل والزهراء.