مؤشرات على انهيار داعش في المدينة.. و«بازار» سياسي بين أميركا وتركيا … تحرير الرقة قد يحتاج إلى ثلاثة أشهر

مؤشرات على انهيار داعش في المدينة.. و«بازار» سياسي بين أميركا وتركيا … تحرير الرقة قد يحتاج إلى ثلاثة أشهر

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٩ يونيو ٢٠١٧

اعتبرت «قوات سورية الديمقراطية – قسد»، أن تحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش الإرهابي «ليس بالأمر السهل» وأن ذلك «يحتاج من شهرين إلى ثلاثة أشهر»، وأوضح أن «قسد» ستعلن خلال يومين إطباق الحصار بشكل كامل على المدينة، متهماً تركيا بمحاولة التأثير على نجاح عملية التحرير عبر قصف مواقع «قسد» في ريف حلب الشمالي الغربي.
جاء ذلك في وقت يبدو فيه أن معركة تحرير المدينة دخلت فيما يمكن اعتباره «بازاراً» سياسياً بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا نتيجة التفاهمات التي اتفق عليها الطرفان خلال زيارة الرئيس التركي أردوغان إلى الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.
وفي تصريح هاتفي لـ«الوطن» قال المتحدث الرسمي باسم «قسد» طلال سلو في رده على سؤال حول استهداف المدفعية التركية لـ«قسد» في منطقة «مرعناز» جنوب مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي الغربي «العدوان التركي ليس بجديد فسابقاً كان يستهدف المنطقة الشمالية لاحتلالها، وذلك للتأثير على مدى نجاح عملياتنا في تحرير مدينة الرقة ومن المؤكد أن أي عدوان يستهدف قواتنا أينما وجدت سينعكس بشكل سلبي على قواتنا في باقي المناطق». وأضاف: «نحن لدينا هدف أساسي وهو القضاء على داعش وعلى معقله الأساسي في الرقة وللأسف نحن نجد أن الطرف التركي حالياً يفتح معنا معارك جانبية للتأثير على تقدم قواتنا في الرقة».
وأكد سلو أن تلك المعارك الجانبية «لن يكون لها ذلك التأثير الكبير على سير عملية «قسد» لتحرير مدينة الرقة، ولكن أي استهداف لقوات سورية الديمقراطية سيؤدي إلى التأثير على سير المعارك». وأضاف: «نحن مشغولون في معركة تحرير الرقة في حين أخوة لنا في الطرف الغربي يتعرضون لعدوان من تركيا».
وحول الوقت الذي تحتاجه «قسد» للانتهاء من تحرير مدينة الرقة قال سلو: «لا يوجد موعد زمني، وحتى الآن أقل من 30 بالمئة من مدينة الرقة تم تحريرها خلال الفترة الماضية، عملية الرقة ليست بالأمر السهل وبحسب الوقائع ليس قبل عيد الأضحى.. شهران أو ثلاثة أشهر». وإن كان هناك إمكانية قيام تعاون بين «قسد» والجيش العربي السوري باعتبار أن الأخير يتقدم من الجهة الجنوبية الغربية باتجاه الرقة قال سلو: «هناك اتفاق بيننا وبين التحالف الدولي ودخول أي طرف ثالث على الخط يتطلب موافقة الطرفين، الموضوع ليس مرتبطاً فقط بموافقة قوات سورية الديمقراطية، حالياً بحسب المعطيات التعاون غير وارد». وأضاف: «بحسب ما نرى فإن الجيش السوري يتجه نحو دير الزور وحالياً لا يوجد توجه (له) باتجاه الرقة».
وأوضح سلو أن مدينة الرقة حالياً «تمت محاصرتها بشكل شبه كامل ويمكن اليوم (الأربعاء أو غداً (الخميس) إعلان إطباق الحصار على المدينة بشكل كامل».
وإن كان يمكن لـ«قسد» أن تتجه إلى دير الزور بعد تحرير الرقة قال سلو: «منذ تأسيس قوات سورية الديمقراطية في العاشر من كانون الأول 2015 ذكرنا أن الهدف الرئيس هو القضاء على داعش أينما كان وإن كان هناك وجود لداعش في دير الزور فهناك المجلس العسكري لقوات سورية الديمقراطية ومن المؤكد أن المجلس العسكري في دير الزور سيطلب من قوات سورية الديمقراطية التوجه إلى دير الزور لتحرير مناطقهم»، لكن سلو أوضح أنه «في حال توجه الجيش السوري وقام بتحرير دير الزور قبل وصول قوات سورية الديمقراطية فلن نذهب».
في الأثناء رأى مراقبون أن أميركا وتركيا دخلتا «بازاراً» بشأن معركة الرقة بعد تفاهمات الطرفين خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أميركا مؤخراً، وأن ما يؤكد ذلك استمرار خريطة السيطرة في المدينة للأسبوع الثاني من دون تغيير ما يجعل المكون الكردي في «قسد» على يقين أن هناك تفاهمات أميركية تركية ضدهم، حيث لم تقدم لهم القوات الجوية للتحالف أي دعم حقيقي يمكنهم من تحقيق أي تقدم على الأرض، ما جعل داعش يتمسك بجميع نقاط السيطرة لأسبوعين من دون أن يخسر أي مواقع جديدة وربما على العكس تماماً فقد تمكن التنظيم من تحقيق تقدم عندما استعاد محيط معهد إعداد المدرسين في حطين قبل وقفة عيد الفطر.
وتعززت شكوك الأكراد بوجود هذا «البازار السياسي» بين الأميركيين والأتراك بعد التصريح «المريب» كما يسميه الأكراد بعزم أميركا على سحب جميع الأسلحة من «قسد» وبشكل خاص المكون الكردي فيها بعد انتهاء معركة الرقة. وعلمت «الوطن» من مصادر خاصة في مدينة الرقة أن «قسد» بدأت بقصف المدينة براجمات الصواريخ وكان التركيز على الأحياء الشمالية الواقعة شمال سكة القطار، إضافة إلى قيام الطيران الأميركي بشن عدة غارات على حي الادخار.
إلى ذلك أكد عدد من الأهالي في تل أبيض انتشار عدد من العربات العسكرية الأميركية، في حين أكد مصدر من «قسد» أن داعش وصل إلى مرحلة الانهيار في مدينة الرقة، وهذا ما يمكن معرفته من خلال الإستراتيجية التي يستخدمها في الاشتباكات، والتي تختلف عن إستراتيجيتهم في منبج وهي أقرب ما تكون إلى مرحلة انهيارهم.
وأضافت المصادر: إن داعش غير من طريقة تنفيذه للهجمات وكذلك طرق الاشتباكات في مدينة الرقة، ولم يعد يحارب مثلما كان في باقي المدن. فمن ناحية الهجمات يختلف أسلوب هجمات داعش في الرقة عن أسلوب هجماته في منبج بشكل كلي، ففي الأخيرة كان يهاجم بمجموعات كبيرة، أما الآن في الرقة فيهاجم داعش بمجموعات صغيرة يتراوح عدد العناصر فيها بين 3 – 7.
المصادر تؤكد أن أغلبية عناصر داعش يتوجهون إلى الانتحار، حيث لم يعودوا قادرين على الصمود أمام «قسد» وانهارت معنوياتهم بشكل كامل، وذلك بارتداء أحزمة ناسفة أو بركوب دراجات نارية وسيارات مفخخة.