شبح الاستقالات يعود إلى البيت الأبيض

شبح الاستقالات يعود إلى البيت الأبيض

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٢ يوليو ٢٠١٧

عادت دوامة الاستقالات إلى البيت الأبيض، مع إعلان مسؤولين اثنين استقالتهما، في الوقت الذي يسعى فيه دونالد ترامب جاهداً إلى تنظيم فريق عمله الرئاسي الذي يواجه أزمات كثيرة

 
 

أعلن عضو رئيسي في الفريق القانوني للرئيس الأميركي دونالد ترامب استقالته من منصبه، أمس، ما يشكّل صدمة للرئيس الذي يواجه اتهامات بالتأثير على المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي في قضية التواطؤ مع روسيا.

ويأتي ذلك في الوقت الذي قدّم فيه المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر استقالته، بسبب عدم موافقته على اختيار ترامب لمدير جديد للاتصالات في البيت الأبيض، هو انتوني سكاراموتشي، في محاولة منه لتنظيم فريق عمله الرئاسي الذي يواجه أزمات متلاحقة.
وأفاد مارك كورالو، المسؤول عن التنسيق الإعلامي للفريق القانوني لترامب حول الأزمة المتعلّقة بالاتهامات لموسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة، بأنه استقال من منصبه. ولم يعطِ كورالو أيّ أسباب لقراره، لكن خطوته تأتي بعد دخول ترامب إلى منطقة قانونية محفوفة بالمخاطر، إثر تحذيره المحققين من التفتيش في السجلات المالية لأسرته. وفي حديث مطول مع صحيفة «نيويورك تايمز»، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بدا ترامب كأنه يضع خطوطاً حمراء للمدّعي الخاص المكلّف بالتحقيق روبرت مولر. فقد حذّره من أن التحقيق يجب ألا يشمل الشؤون المالية لأسرته. ورداً على سؤال عمّا إذا كان يرى أن تحقيق مولر في ملفات مالية غير مرتبطة بروسيا يشكل خطاً أحمر، قال ترامب «أعتقد أنه نعم».


وعيّن روبرت مولر، وهو مدير سابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في عهدي الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش الابن والرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما، منتصف أيار للتحقيق في هذه القضية بعيد الإقالة المفاجئة للمدير السابق لـ«أف بي آي» جيمس كومي، بناءً على قرار ترامب. ويحقّق مولر في ما إذا كان ترامب ومساعدوه تواطؤوا مع روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية في عام 2016. ومع امتداد التحقيقات لتشمل التحويلات المالية، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن حلفاء ترامب يبحثون في طرق لسحب الثقة من تحقيق مولر، خصوصاً أن ترامب نفسه كان قد شكّك في حياده.
كذلك، صرّح ترامب في المقابلة بأنه لو كان يعلم أن وزير العدل جيف سيشنز سينأى بنفسه عن التحقيق في قضية تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية، لما كان عيّنه في هذا المنصب. وقال: «كيف تقبل وظيفة ثم تنأى بنفسك؟ لو كان نأى بنفسه قبل الوظيفة، لكنت قلت له شكراً جيف لكني لن أعيّنك». وأضاف أن ما فعله سيشنز «بحق الرئيس ظالم إلى أقصى الحدود، وهذه كلمة مخففة».
ورفض سيشنز الانتقاد الحاد الذي وُجّه له، وأكد أنه يحب وظيفته ويعتزم الاستمرار في عمله. وفي مؤتمر صحافي عن حملة في مجال الجرائم الإلكترونية، قال: «نحن نحب هذه الوظيفة، ونحب هذه الوزارة، وأخطّط للاستمرار في هذا طالما ظلت الأمور مناسبة».
في غضون ذلك، رفض البيت الأبيض استبعاد إمكانية عزل ترامب لمولر، فيما حذّر آدم شيف، الرئيس الديموقراطي للَجنةٍ في مجلس النواب تحقّق بشكل منفصل في قضية التدخل الروسي، ترامب من الدخول في منطقة خطرة. وقال شيف إنه «لا يوجد شك في أن لدى مولر السلطة للتحقيق في أي شيء في علاقات حملة ترامب بروسيا، بما فيها الروابط المالية». وحذّر من أن إصدار عفو بحق أيّ شخص متورّط في الأزمة «سيعدّ تجاوزاً للحدود».
كذلك، أعرب السيناتور الديموقراطي مارك وورنر، العضو في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ، عن «قلقه الشديد»، بعد المعلومات التي أشارت إلى أن ترامب يفكّر في العفو عن مساعديه في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية.