الملك سلمان قد يتنازل عن العرش في ظرف خمسة أشهر وإقامته في طنجة حاسمة والبحث جار عن ولي العهد الجديد

الملك سلمان قد يتنازل عن العرش في ظرف خمسة أشهر وإقامته في طنجة حاسمة والبحث جار عن ولي العهد الجديد

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٣ يوليو ٢٠١٧

لا يستبعد عارفون بخفايا القصر الملكي في العربية السعودية من احتمال تنحي الملك سلمان بن عبد العزيز عن العرش لفائدة ابنه ولي العرش محمد بن سلمان في ظرف لا يتعدى الخمسة أشهر بعد الحسم في الملفات الكبرى في الداخل وإقليميا.
وكانت الخطوة الأولى لبدء الاعداد للتخلي عن العرش هو إبعاد ولي العهد محمد بن نايف بطريقة خشنة تحدثت عنها وسائل الاعلام الأمريكية مثل الـ”واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز″.
وتتجلى الخطوة الثانية في قدوم الملك السعودي الى مدينة طنجة للإستراحة لمدة قد تقارب الشهرين ليترك لولي العهد تسيير البلاد برفقة مساعديه الأوفياء والمقربين الذين عينهم منذ أسابيع في مناصب حساسة في البلاد.
وسيكتفي الملك سلمان بن عبد العزيز ومرافقيه المقربين بمراقبة عمل ولي العهد وطاقمه والتوجيه في بعض الأحيان، وسيكون محمد بن سلمان طيلة أغسطس/آب الى نهاية سبتمبر/أيلول الملك الفعلي للعربية السعودية. وهي فترة الامتحان لكي يحسم الملك سلمان في التوقيت الدقيق لإعلان تنازله عن العرش لفائدة ابنه.
ويبدأ العد العكسي للتنازل من أكتوبر/تشرين الأول الى نهاية السنة أو بدايتها. وقد يقدم الملك خلال هذه المدة على التنازل عن العرش مبررا القرار بالمصلحة العليا للسعودية.
ووفق العارفين بالقصر السعودي الذين تحدثوا لـ”راي اليوم”، لقد هيأ الملك سلمان الرأي العام السعودي لفرضية التنازل التي سوف لن تكون مفاجئة بل أصبح السعوديون يتقبلونها كإجراء قد يقع في أي وقت.
وهيأ الملك سلمان بن عبد العزيز الدول الكبرى وبالخصوص الولايات المتحدة وبريطانيا لهذه الخطوة،  ولا يمكن للرياض الإقدام على خطوة من هذا الحجم بدون استشارة دقيقة للبيت الأبيض لأن الولايات المتحدة تبقى في آخر المطاف هي الضامن لأمن السعودية في مواجهة إيران.
وتؤكد المصادر نفسها “لا يمكن للرياض اتخاذ اي قرار استراتيجي بدون العودة الى البيت الأبيض والبنتاغون”.
ولم يحسم الأمراء النافذون في قضية حساسة وهي من سيكون ولي العهد في عهد الملك محمد بن سلمان مستقبلا، ولا يستقر الأمراء على رأي، ويطالبون بانفتاح أكبر على أمراء الجيل الثالث، أحفاد المؤسس، لكن الهندسة العائلية لم تقدم جوابا شافيا حتى الآن.
وكان العاهل السعودي قد اكد في مرسوم ملكي أصدره بإجراء تعديل على النظام الأساسي للحكم، اكد فيه ان ولي العهد يجب ان يكون من احد فروع العائلة الحاكمة، ومن نسل الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود.
وأكدت مصادر سعودية ان الشغل الشاغل حاليا للامير محمد بن سلمان، ولي العهد هو اختيار وليا لولي العهد في اسرع وقت ممكن، يصبح وليا للعهد في حال تنحي والده عن السلطة، ويحري حاليا مشاورات مكثفة مع بعض المقربين منه من الاسرة الحاكمة، وقالت هذه المصادر نقلا عن مقربين منه انه لا يريد توسيع دائرة الغضب الحالية التي نجمت عن اطاحته بأبن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد بطريقة “صادمة”.
وكشف خبراء في الشأن السعودي في تسريبات أمريكية ان هناك “معارضة صامته” تزداد قوة حاليا في أوساط الاسرة الحاكمة نواتها ثلاثة امراء رفضوا تقديم البيعة للامير بن سلمان كولي للعهد يمثلون اجنحة مهمة في هذه الاسرة، مثل الأمير احمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية الأسبق، واحد رموز “الفرع السديري”، والأمير عبد العزيز بن عبد الله، نائب وزير الخارجية، وممثل جناح الملك عبد الله بن عبد العزيز، والحرس الوطني في هيئة البيعة، والأمير محمد بن سعد، نائب امير منطقة الرياض، الذي يحظى بتأييد في أوساط الامراء غير “السديريين”، وكذلك فرع الامراء من غير نسل الملك المؤسس.
وترددت انباء بأن العاهل السعودي اجل السفر الى طنجة لقضاء اجازته حوالي أربعة أيام، وجرى تفسير هذا التأجيل اتاحة المزيد من الوقت للاتفاق على اسم ولي ولي العهد الجديد، واعلانه رسميا قبل سفره، ولكن هذا التفسير يأتي في اطار “التكهنات” ولا يوجد أي توثيق رسمي او شبه رسمي له.