سلمان يزور روسيا الشهر المقبل واتفاق الغوطة الشرقية مهد الطريق لها

سلمان يزور روسيا الشهر المقبل واتفاق الغوطة الشرقية مهد الطريق لها

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٧ يوليو ٢٠١٧

يتحضر الملك السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة العاصمة الروسية موسكو الشهر المقبل، في زيارة تمت جدولتها أكثر من مرة من دون أن تتحقق.
وبدا أن اتفاق «تخفيف التصعيد» في غوطة دمشق الشرقية، قد مهد الطريق أمام زيارة سلمان، الذي تراجع عن زيارة موسكو أكثر من مرة خلال العام الماضي، في اللحظات الأخيرة.
وحقق البلدان تقارباً كبيراً منذ إطلاق موسكو عمليتها العسكرية في سورية أواخر شهر أيلول من العام 2015 الماضي. وأدت العملية إلى توتر العلاقات الروسية السعودية، أضيف إلى نتائج سياسة العقاب التي تبنتها الرياض بحق الروس عبر سوق النفط وضخ كميات كبيرة من الخام، ما أدى إلى انهيار أسعار النفط.
وتظهر اتفاق الغوطة الشرقية الذي أعلنته موسكو، من خلال جهود قادتها القاهرة وساهمت فيها السعودية. وكثفت الدبلوماسية الروسية جهودها لبلورة الاتفاق، وتولى وزير الخارجية سيرغي لافروف، تقديم ضمانات إلى القاهرة وجامعة الدول العربية، بعدم أن يؤدي الاتفاق إلى تقسيم سورية، وان تنشر روسيا قوات من شرطتها العسكرية (آتية من الجمهورية القوقازية بجنوب روسيا) في المناطق الأمنية حول مناطق تخفيف التصعيد. كما زار مبعوث الرئيس الروسي لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافيترف السعودية والتقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عشية الإعلان عن الاتفاق. وطالبت موسكو خلال مفاوضات القاهرة، والتي جرت بشكل متواز مع لقاءات أستانا بمشاركة ممثلي إيران وتركيا، بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، إلا أن الرياض ماطلت في هذا الطلب وعلقته على التسوية النهائية للأزمة السورية.
بأية حال تبدي الرياض كامل اهتمامها من أجل الحفاظ على الحوار مع روسيا، من أجل ألا تدفعها إلى أحضان إيران بالكامل في المنطقة.
ويقود ولي العهد السعودي الجديد هذه المقاربة الودية حيال روسيا، والتي أثمرت عن اتفاق النفط الأول والثاني ما بين الدولتين، وأسفر عن رفع أسعار الخام عالمياً. ورجحت مصادر عربية أن يكون من ضمن صفقة النفط الأخيرة التي توصل إليها ابن سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر شباط الماضي، تفاهم الدولتين على هدنة الغوطة الشرقية.
واللافت أن زيارة سلمان حددت إلى روسيا، بعد تغيير كبير في السلطة في السعودية لا يزال يلقي بظلاله على الوضع في الرياض. فقبل أسبوعين عزل الملك السعودي ولي عهده وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ومن منصبه، ورفع مكانه ابنه محمد ولياً لعهد السعودية وملكها المستقبلي.
وعلى الأرجح أن يدعو الملك السعودي المسؤولين الروس إلى دعم مشروعه لنقل السلطة إلى ابنه وهو على قيد الحياة. وسيقدم السعوديون التخلص من ابن نايف على أنه تخلص من عدو لروسيا كان ساهم مع أبيه (الأمير نايف الذي كان يتولى وزارة الداخلية) في دعم المسلحين الشيشانيين ضد الجيش الروسي.
كما أن الملك سلمان سيشير إلى أن الأمير ابن نايف المقرب من السلفيين والأميركيين سيؤدي التخلص منه إلى مزيد من التقارب ما بين روسيا والسعودية.
واعتبر سفير السعودية لدى روسيا، عبد الرحمن بن إبراهيم الرسي، أمس، أن الزيارة الأولى لسلمان، المرتقبة إلى روسيا ستكون زيارة تاريخية لتأسيس علاقات إستراتيجية بين البلدين. وأشاد بالتنسيق المتواصل مع الأصدقاء الروس بهذا الخصوص، مشيراً مع ذلك إلى أن الإعلان عن موعد الزيارة رسمياً سيتم في حينه، فهناك العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الجاري إتمام إجراءاتها لتكون جاهزة للتوقيع خلال الزيارة.