مسلسل الرعب السعودي "اختطاف الأمراء المعارضين"

مسلسل الرعب السعودي "اختطاف الأمراء المعارضين"

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٦ أغسطس ٢٠١٧

نتيجة بحث الصور عن مسلسل الرعب السعودي "اختطاف الأمراء المعارضين"

الحقيقة المرعبة

تحدث الكاتب هيو مايلز في تقرير عن فيلم وثائقي يكشف تفاصيل جديدة حول عملية اختطاف ثلاثة أمراء سعوديين معارضين لنظام الرياض. وأشار التقرير إلى أنّ عددا من التفاصيل الخاصة باختطاف الأمراء هي جزء من برنامج تديره السلطات السعودية لتكميم أفواه المعارضين لها والمتمردين عليها.

وكشف هيو مايلز أنّ الأمراء الثلاثة هم من أعضاء العائلة الحاكمة قبل أن ينخرطوا في النشاط السلمي المعارض للحكومة الرياض، وقد تمّ اختطافهم ونقلهم قسرا إلى الرياض. وقد قامت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بإعداد فيلم وثائقي بعنوان “مختطفون… الأمراء السعوديون المفقودون“، والذي يكشف عن تفاصيل جديدة حول وقائع اختفاء ثلاثة أمراء سعوديين، يفترض بتورطهم في أنشطة سلمية معارضة لحكومة الرياض.

وأشارت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أنّ حوادث اختطاف الأمراء الثلاثة وقعت في الفترة بين خريف العام 2015 إلى غاية ربيع العام 2016، حيث قامت السلطات السعودية بإجبارهم على العودة إلى المملكة.

الأمير سلطان بن تركي

وبحسب الفيلم الوثائقي الذي من المقرر ان يبث على شاشة “بي بي سي” هذا الأسبوع، فإن أكبر الأمراء السعوديين الثلاثة المختطفين هو الأمير سلطان بن تركي، والذي تم اختطافه في الأول من شباط-فبراير 2016، وكان برفقة 20 من أفراد حاشيته الذين يحملون جنسيات غربية.

ويوضح اثنين من حاشية الأمير بن تركي، أنهم كانوا برفقة الأمير على متن طائرة متجهة إلى القاهرة، إلاّ أنه تمّ تحويل مسار الطائرة ليجدوا أنفسهم في الرياض، وأفادا بأن الأمير راح يصيح في وجه طاقم الطائرة الذين قاموا بدورهم بإشهار أسلحتهم للسيطرة عليه وعلى باقي أفراد الحاشية، بينما كانت الطائرة تهبط.

وبمجرد هبوط طائرة الأمير إلى أرضية المطار أحيطت بعشرات المركبات العسكرية والجنود المسلحين، وعلى الفور تمّ سحب الأمير من داخل الطائرة إلى سيارة عسكرية، رغم محاولته مقاومة القوات وصيحاته لأفراد حاشيته بأنهم مختطفون وأن عليهم إبلاغ سفارات بلادهم فورًا، ومنذ ذلك الحين لم يظهر الأمير.

وتمّ احتجاز الوفد المرافق للأمير لمدة ثلاثة أيام في أحد فنادق الرياض، وكان الوفد يضم شابات غربيات وطاقم مسلح، حيث صودرت أجهزتهم الإلكترونية وجوازات سفرهم وأسلحتهم تحت حراسة مشددة وفي ظل سحب جوازات سفرهم، وعدم توفير الملابس المناسبة للنساء، لم يكن أمامهم أي سبيل لمغادرة الفندق.

وفي اليوم الثالث تمت إعادة الهواتف للوفد المرافق للأمير، بعدها اقتيدوا إلى إحدى غرف الفندق حيث التقوا بضابط سعودي واعتذر لهم عمّا لاقوه من مضايقات وطلب منهم توقيع مستندات كتبت بالعربية لم يفهموا فحواها، بعدها سألهم “الخاطفون“، بحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان، عن البلد التي يرغبون في السفر إليها، وبالفعل كانوا خلال دقائق معدودة داخل طائرة قابعة في المطار حيث أعيدت إليهم جوازات سفرهم.

كما قدم الفيلم الوثائقي دليلا جديدا على واقعة اختطاف الأمير سلطان في العام 2003، مرفقا بتقرير طبي صادر عن مستشفى الملك فيصل، جاء فيه أن الأمير وضع على جهاز التنفس الاصطناعي في مدينة جنيف السويسرية قبل أن يتمّ نقله على متن طائرة طبية إلى السعودية، وهو ما يتوافق مع ما قاله الأمير نفسه بأنه اختطف من قبل خمسة ملثمين بعد أن تمّ حقنه على مستوى الرقبة.

وأشارت الغارديان أن بريطاني من بين أفراد حاشية الملك قال إن السفير السعودي وصل إلى جناح الأمير في فندق “إنتركونتننتال“، الذي كان يقيم فيه الأمير مع حاشيته وأخبرهم بأنهم عليهم مغادرة الجناح فورًا وأن الأمير الآن في الرياض، وأن ذلك تمّ دون أي تدخل من الحكومة السويسرية.

الأمير تركي بن بندر

وثائقي “بي بي سي” يكشف أيضا عن حيثيات اختطاف الأمير تركي بن بندر، وهو ضابط شرطة سابق كانت إحدى مسؤولياته تأمين العائلة الملكية، ويظهر في الفيلم الوثائقي أحد أصدقاء الأمير بن بندر، يقول إن الأمير أرسله له قبل أن يختفي في العام 2015، ليعرب له عن خوفه من أن تقوم الحكومة السعودية باختطافه وقتله، على حد زعمه.

وذكرت صحيفة الصباح المغربية إنه في تشرين الثاني-نوفمبر، تمّ إلقاء القبض على الأمير بن بندر في المملكة المغربية بينما كان يحاول مغادرتها باتجاه فرنسا، حيث تمّ احتجازه في سجن سلا في المغرب قبل ترحيله إلى السعودية بأيام بناء على طلب سلطات الرياض.

الأمير سعود بن سيف النصر

الفيلم الوثائقي يستضيف أحد أصدقاء أمير سعودي ثالث اختفى في ظروف غامضة. ويتعلق الأمر بالأمير سعود بن سيف النصر. وأكد صديق سعود بن سيف النصر أنّ الأمير قال له قبل اختفائه أنه يتوقع بأن يتمّ اختطافه أو قتله بسبب أنشطته المتعلقة بالمعارضة.

وفي العام 2015 وافق الأمير سعود بن سيف النصر على دخوله في شراكة مع اتحاد الأعمال الروسي-الإيطالي، وبعد أن استقل طائرة خاصة للذهاب إلى إيطاليا من أجل حضور اجتماع عمل وتوقيع العقد، لم يره أو يسمع أحد عنه بعدها.

يذكر أنّ هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” التقت عددا من أمراء العائلة المالكة السعودية الذين يعيشون في أوربا، والمعروف عنهم معارضتهم لنظام الحكم. أحد هؤلاء الأمراء هو خالد بن فرحان آل سعود الذي أكد خشيته من أن يصبح أحد الأمراء المختفين أو المختطفين.

للعلم لم تعلق السلطات السعودية ولا نظيرتها المغربية على الأدلة التي تناولها الفيلم الوثائقي الذي أنتجته “بي بي سي” إلى حدّ الساعة.