الفنزويليون يتدربون على استخدام الأسلحة لمواجهة تهديدات ترامب

الفنزويليون يتدربون على استخدام الأسلحة لمواجهة تهديدات ترامب

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٧ أغسطس ٢٠١٧

 واصل الجيش الفنزويلي، الأحد، مناوراته العسكرية الضخمة، التي تشمل عمليات إنزال دبابات على الشاطئ وانتشار قناصة ببزات مموهة، ردا على تهديد الرئيس الأمريكي بالتدخل عسكريا.

ونشر الجيش الفنزويلي طائرات حربية ودبابات ونحو مئتي ألف جندي و700 ألف من جنود الاحتياط، والمدنيين المسلحين مع بدء المناورات التي اطلق عليها اسم "السيادة البوليفارية 2017".
وكان الرئيس نيكولاس مادورو ووزير الدفاع فلاديمير بادرينا لوبيز أعلنا ظهر السبت بدء المناورات. وكتب مادورو على موقع تويتر: "الشعب والجيش يدافعان عن الأرض والسيادة".

وفي كراكاس تدرب مؤيدون للحكومة على استخدام البنادق وتقنيات القتال في إطار "مسيرة ضد الإمبريالية" شاركت فيها قوات الأمن ومقاتلون متطوعون.

وقالت المتدربة إيريكا افيندانيو (60 عاما) وهي تطلق النار على دميتين، "يانكيز اخرجوا من هنا"، في إشارة إلى الأمريكيين.

وقالت اليسيا روزاليس (63 عاما) وهي تقود آلية مدفعية مضادة للطائرات موجهة إلى السماء تديرها من جهة إلى أخرى: "الأمر يشبه قيادة سيارة كهربائية صغيرة للأطفال".

وتلقى غريغوريو فالديراما (23 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال تدريبا السبت على إطلاق النار من قبل جنود، وقال إنه حضر لتعلم "الدفاع عن بلدي وعائلتي".. "قد لا نعرف كيف نستخدم الرشاش وكيف نطلق النار لكننا نتعلم".
كما جرت مناورات قتالية الأحد. وقال وزير الدفاع: "سيكون تدريبا مفيدا جدا للدفاع عن كل البلاد" في مواجهة "عدوان الإمبراطورية" الأمريكية.

وكان الرئيس مادورو أمر بتنظيم عرض القوة هذا في منتصف آب/ أغسطس الجاري، ردا على تصريحات ترامب الذي تحدث عن "خيار عسكري محتمل عند الضرورة" في فنزويلا ما أثار غضب مادورو. إلا أن البيت الأبيض استبعد الجمعة عملا عسكريا أمريكيا ضد فنزويلا في المدى المنظور، غير أن ترامب وقع الجمعة مرسوما يحظر شراء سندات جديدة للحكومة الفنزويلية أو شركة النفط الوطنية، بينما يعاني هذا البلد الغني بالموارد النفطية من نقص في السيولة ويقدر دينه بأكثر من مئة مليار دولار، ويخشى من احتمالات التخلف عن السداد.
وقال مادورو إن العقوبات الأمريكية فرضت تحت تأثير المعارضة اليمينية الفنزويلية لزعزعة الاستقرار أكثر فأكثر في البلاد التي تشهد منذ بداية أبريل / نيسان الماضي سلسلة احتجاجات للمعارضة أوقعت 125 قتيلا.

وعلى الرغم من مناشدتها واشنطن فرض عقوبات على البلاد، تحمل المعارضة الرئيس مادورو مسؤولية الأزمة الاقتصادية الحادة.

ويشكل الجيش الدعامة الرئيسية للحكومة الفنزويلية التي منحته نفوذا واسعا، سياسيا واقتصاديا. وقد دعته المعارضة مرارا في الأشهر الأخيرة للانضمام إليها. لكن باستثناء بعض التحركات الهامشية المعزولة، فإن القوات المسلحة مستمرة في ولائها للرئيس مادورو المنتخب.

وقالت الخبيرة في الشؤون العسكرية روسيو سان ميغيل، لوكالة "فرانس برس"، إن هذه المناورات العسكرية "دعاية إعلامية".
وأضافت سان ميغيل إن هذه "الدعاية" تهدف إلى "مضاعفة ثمن أي خيانة محتملة في صفوف الجيش، وهو سيناريو يثير مخاوف أجهزة المخابرات" وخارجيا "للتشديد على الخطاب المناهض للإمبريالية الذي يجد أصداء في أمريكا اللاتينية".

وفي أجواء التوتر هذه، أعلنت أكبر نقابة للصحفيين في فنزويلا خلال تظاهرة جرت السبت احتجاجا على حظر بث إذاعتين محليتين شهيرتين، أن الحكومة أغلقت منذ مطلع العام 49 وسيلة إعلامية.

وقال الأمين العام للنقابة الوطنية لموظفي الصحافة ماركو رويز خلال التظاهرة "سجلنا إغلاق 49 وسيلة إعلامية غالبيتها إذاعات، وبينها كذلك قنوات تلفزيونية مدفوعة مثل (آر سي أن) و(كراكول)".

وتظاهرت مجموعة من الصحفيين السبت ضد قرار اللجنة الوطنية للاتصالات (كوناتيل) حظر بث اثنتين من أشهر الإذاعات في العاصمة كراكاس وهما "92,9 أف أم" و"ماجيكا 91,1 أف أم" اللتين تبثان منذ حوالى 30 عاما.

وقال ماركو رويز إن حكومة مادورو تطبق "سياسة تضييق منهجية لخنق كل الفضاءات التي ما زالت تتيح حرية التعبير والانتقاد والمعارضة" حسب تعبيره.