هل الاستقلال غدا؟ ماذا بعد نتائج استفتاء كردستان

هل الاستقلال غدا؟ ماذا بعد نتائج استفتاء كردستان

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٥ سبتمبر ٢٠١٧

 أدلى مواطنو كردستان العراق بأصواتهم في استفتاء تاريخي محفوف بالمخاطر والمناورات والتهديدات، لكنه يشكل بصيص أمل ضعيف لقيام دولة كردية، بعد قرن كامل من الإجحاف الدولي بحقهم.

ومضى الأكراد في العراق بإجراء الاستفتاء رغم معارضة معظم دول العالم له، معتبرين أن السير به وتحمل التحديات والصعوبات، أخف وطأة من الاستمرار في الوضع القائم.

وكي لا يثيروا الشكوك حول نواياهم المستقبلية، يتحدث المسؤولون الأكراد عن أملهم في تحقيق استقلال يوما ما وليس انفصال. ورغم أن التصورات القومية الكردية قد اجتهدت لبلوغ لحظة الوطن السيد على مدى قرن، إلا أن ثمة خصوصية للحالة العراقية التي ما أن تخرج من حرب حتى تدخل في أخرى.

ويؤكد خبراء وحقوقيون، أن نتائج الاستفتاء لا تعتبر ملزمة لا للعراق ولا حتى لإقليم كردستان، لكن القادة الأكراد يمكن أن يستندوا عليها كثيرا، ويعتبروها حجة قوية جدا في مفاوضاتهم مع بغداد، أو حتى مع جيرانهم في تركيا وإيران.
ويتوقع هؤلاء أن تستغرق المفاوضات بعد إعلان نتائج الاستفتاء أشهرا طويلة وحتى سنوات، قبل أن يتم استخلاص النتائج الفعلية لهذه العملية السياسية المعقدة، من الآمال النظرية الكثيرة المعلقة عليها، فواقع الحال بين بغداد وأربيل يؤكد أن الطلاق البائن بينهما غير ممكن حاليا، بسبب  تداخل المصالح والوقائع وعمليات الاستهداف، فضلا عن تعقيدات مسألة الحدود والنفط والمعابر وغيرها.

ورجح عضو المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان، سعدي بيرة، إعلان نتائج الاستفتاء في وقت متأخر من مساء الاثنين أو صباح الثلاثاء، موضحا أن عملية الفرز ستجري عقب إغلاق مراكز الاقتراع، مشددا على أن الاستفتاء لا يعني الاستقلال عن العراق.

وقال بيرة، في تصريحات خاصة لوكالة سبوتنيك، "نحن نتكلم عن استفتاء، وهو لا يعني الاستقلال، فهناك مسافة طويلة بين الاستفتاء والاستقلال"، وأضاف "يبقى أمام العراق والأحزاب الوطنية ورئيس الوزراء حيدر العبادي الدخول في حوار مركز ومباشر، لإيجاد حل أمثل يرضي الطرفين، ويحفظ وحدة العراق".


وأضاف بيرة، أن "نقل نظام الحكم في العراق من الفيدرالي إلى الكونفدرالي قد يكون مناسبا، لكن الأمر يتوقف على قرارات وإجراءات الحكومة في بغداد"، منوها إلى أن "التهديد والإجراءات المشددة التي اتخذت ضد كردستان لم تعد مجدية مع الأكراد الذي ذاقوا أنواع العذاب وارتكبت بحقهم مجازر وجرائم كيميائية طوال سبعة عقود مضت".
ولفت المسؤول الكردي، إلى أن "الإجراءات والتهديدات وغلق المنافذ مثلها مثل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية قبل سنوات بقطع حصة الإقليم من ميزانية الدولة"، قائلا إن "هذه الإجراءات ترسخ للانفصال والتقسيم".
وتساءل عن الأسباب الذي تدفع العراق للتصعيد واستخدام لغة التهديد، قائلا: "لا أدري لماذا التصعيد، الاستفتاء لا يعني أن القيامة قامت، واستفتاء كردستان مثل استفتاء كاتالونيا في إسبانيا، لا فرق".
وشدد عضو المجلس الأعلى للاستفتاء، على أنه "يجب على الحكومة العراقية أن تقبل بمبدأ الحوار الجاد، بدلا عن التشنج، فالتهديد لم يعد في صالح أحد".

وعن محافظة كركوك ورفض الحكومة التفاوض بشأن ضمها للإقليم، أكد بيرة أن "كركوك خضعت لثلاثة أحكام طوال السنوات الماضية، ولدينا دلائل مهمة لكونها كردستانية، فغالبيتها كردية، إلا أن الحكومات في العقود الماضية حاولت تغييرها من ناحية الديموغرافيا، ونقلوا إليها العرب السنة والشيعة، وإذا لم تكن كركوك كردستانية فلماذا أنفقت الحكومات كل هذه الأموال لتغييرها سكانيا".
ولفت بيرة، إلى أنه "يعرف العبادي جيدا، ويعرف أنه رجل منطقي، ويعي بأن الحوار هو الشيء المتبقي لنا في العراق".
وعن وثيقة حماية حقوق المكونات القومية في كردستان، أكد عضو المجلس الأعلى للاستفتاء أن "هذه الوثيقة رسالة طمأنة للمكونات المتعايشة في الإقليم، تنص على التزام إدارة الإقليم بحقوقهم". مشددا على أن "كردستان تضم المكون التركماني، والعربي، والسنة، والشيعة، والإيزيديين، والمسيحيين، والبهائيين، والنازحين من كافة المدن التي يجري فيها القتال، بالإضافة إلى نحو مليون و300 ألف لاجئ سوري".