ترامب يدفع إلى «صفقة نهائية»: تغيير اسم السلطة الفلسطينية... إلى «دولة»

ترامب يدفع إلى «صفقة نهائية»: تغيير اسم السلطة الفلسطينية... إلى «دولة»

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧

يحيى دبوق
 

الرئيس الأميركي دونالد ترامب عازم على التوصل إلى «صفقة نهائية» بين إسرائيل والفلسطينيين. تأكيد ورد على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال عرضه نتائج زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، ولقائه ترامب، أمام وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.

تأكيد نتنياهو يأتي ليضفي صدقية على ما يرد من تسريبات إعلامية وردت في اليومين الماضيين، حول خطة أميركية جديدة من شأنها أن تفرض تسوية على الفلسطينيين، تخلّد الوضع الراهن مع توصيف السلطة كدولة مع حدود مؤقتة، تشمل فقط المناطق التي تديرها حالياً في الضفة الغربية، الأمر الذي يسهل على الأميركيين والإسرائيليين ودول «الاعتدال» العربي الإعلان عن «السلام والحلف الإقليميين» بين العدو والأنظمة العربية «المعتدلة».
وقال نتنياهو إنه «ليس هناك شك في أن الموضوع الفلسطيني يتعامل ترامب معه بجدية، وهو مهم وأساسي بالنسبة له»، مضيفاً أن «الأميركيين يعدّون خطة، وأنا عرضت مواقفنا على الرئيس. ترامب عازم ومصمّم، ويريد التوصل إلى اتفاق نهائي». وتذكر «يديعوت أحرونوت» أن نتنياهو أبلغ الوزراء أنه قرّر الاستجابة لطلب أميركي بتأجيل جلسة كان مقرراً أن تنظر في خطة بناء 2000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية. التأجيل سيكون بحسب نتنياهو مدة أسبوع أو أسبوعين، إذ إنه «لا مصلحة لإسرائيل في أن تربك إدارة صديقة بالقرار المتعلق بالبناء في المستوطنات».
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مسؤول في الادارة الأميركية قوله إن مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، سيعود إلى إسرائيل «لمواصلة مسار السلام». وأضاف أنه سيعقد لقاءات في إسرائيل ومع السلطة الفلسطينية، كجزء من المباحثات الهادئة والثابتة للإدارة الأميركية تجاه السلام، وذلك قبل زيارته الخاصة وعائلته لإسرائيل، لمناسبة عيد «العرش اليهودي» (الذي يحلّ في الرابع من الشهر المقبل).
وكانت وسائل إعلام عربية قد نقلت عن مصادر فلسطينية وأميركية أن الخطة التي يعمل الأميركيون على بلورتها تنص على إعلان دولة فلسطينية غير قائمة على حدود أراضي عام 1967، بل تشمل فقط قطاع غزة والمناطق التي تديرها الآن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، على أن يجري توسيع الحدود لاحقاً في اتفاقات منفصلة. وبحسب المصادر، الخطة لا تشمل عودة اللاجئين، بل تأجيل البحث في هذه المسألة، ليعاد إلى بحثها بشكل خاص ومنفرد، بعد الإعلان عن الدولة.
مع ذلك، لا يبدو أن الأميركيين والإسرائيليين معنيون بالكشف أو بتداول تفاصيل خطة «الصفقة النهائية» في هذه المرحلة، إلا بعد تطويع كامل للجانب الفلسطيني للقبول بها، خاصة أنها تعدّ هزيمة كاملة، وبعيدة جداً عن الحد الأدنى لمنطق وأهداف «النضال التفاوضي» الذي تديره السلطة الفلسطينية منذ سنوات. على هذه الخلفية، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر رفيع في البيت الأبيض تأكيده أن مستشاري ترامب للشرق الأوسط، وخصوصاً جارد كوشنر وجيسون غرينبلات، يواصلون محادثاتهم مع مندوبين إسرائيليين وفلسطينيين، لكنهم يعتقدون أنه لا جدوى من وضع جدول زمني اصطناعي أو تعسّفي للمفاوضات.
على هذه الخلفية أيضاً، نفت الإدارة الأميركية ما جرى تسريبه عن خطة الدولة بلا حدود. وقال مصدر في البيت الابيض لصحيفة «إسرائيل اليوم» إن «التقرير مخترع والنقاشات التي يصفها لم تتم، ومن الواضح أنه لا خطة موضوعة بعد». وفي المقابل، أشار مصدر فلسطيني للصحيفة إلى موقف رافض، هو في الواقع موضع شك، وقال إن «السلطة الفلسطينية لا تعرف تفاصيل ما تم نشره، وفي كل الأحوال سيعارض الفلسطينيون أي خطة تقترح حلاً مؤقتاً وليس حلاً يشمل في إطاره اتفاقاً دائماً وجدولاً زمنياً محدداً لإنهاء الاحتلال».