في ظل انخفاض شعبيته؛ هل يفكر ترامب بالمشاركة في انتخابات عام 2020؟

في ظل انخفاض شعبيته؛ هل يفكر ترامب بالمشاركة في انتخابات عام 2020؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

تشير الدراسات الاستقصائية التي نُشرت في الولايات المتحدة إلى انخفاض ملحوظ في شعبية رئيس البلاد "دونالد "ترامب". فمن الملاحظ انه منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2016 وحتى ألآن، فقد انخفضت شعبية الرئيس "ترامب" في البيت الأبيض بشكل كبير. وطبقا للاستطلاع الذي أجرته جامعة "كوينيبياك" الأمريكية، فان 36 في المائة فقط من الأمريكيين راضين عن اداء "ترامب" كرئيس، ومن جهة اُخرى يعتقد معظم الأشخاص الذين شاركوا في هذا الاستطلاع بأن "ترامب" ليس لديه الكفاءة ليتولى الرئاسة مرة اُخرى. ومما لا شك فيه، أن نسبة هؤلاء الأشخاص الراضون عن "ترامب" لا يمكن أن تضمن له الفوز بولاية رئاسية ثانية. ولهذا فإن الحزب الديمقراطي يسعى للمشاركة بشكل قوي في الانتخابات الرئاسية التي سوف تجري في عام 2020. من ناحية أخرى، يشعر العديد من الجمهوريين بالقلق، حيال حالة السخط التي تولدت لدى الشعب الأمريكي من النهج السياسي "لترامب" ويخافون من أن يبرز هذا السخط أيضا في الانتخابات النصفية للكونغرس التي سوف تجري العام المقبل حيث من المحتمل أن يخسر الحزب الجمهوري العديد من المقاعد في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الرئيس "ترامب" حاول جاهدا إنكار نتائج استطلاعات الرأي هذه التي نشرتها مؤخرا وسائل الإعلام والتي أجريت في المراكز العلمية والبحثية في الولايات المتحدة. وهذا في الوقت نفسه، الذي يعتقد فيه العديد من المحللين السياسيين الأمريكيين أن القاعدة الشعبية "لترامب" قد تراجعت بشكل ملموس في الأشهر الأخيرة. وعلاوة على ذلك، لا ينبغي أن ننسى أن الرئيس "ترامب" استطاع الفوز على منافسته "هيلاري كلينتون" خلال الحملة الانتخابية الرئاسية التي جرت العام الماضي في الولايات المتحدة، باعتماده على "المجمع الانتخابي" (عبارة عن مؤسسة دستورية تشكل حلقة رئيسية في مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يقوم أعضاؤها بانتخاب أحد المرشحين لسباق الرئاسة نحو البيت الأبيض نيابة عن الناخبين من المواطنين الذين انتخبوهم ليقوموا بهذه المهمة). وكان هذا في حين كانت الأصوات المؤيدة "لترامب" لا تتجاوز الـ 3 ملايين صوت والتي تُعد أقل من تلك الأصوات التي صوت لصالح منافسته "هيلاري كلينتون". ولهذا كله، فإن هنالك سخط شعبي كبير لدى المواطنين الأمريكيين من تواجد الرئيس "ترامب" في البيت الأبيض.

وتجدر الإشارة هنا بأن هيلاري كلينتون المرشحة عن الحزب الديموقراطي، قد دعت مؤخرا إلى إصلاح الهيكل الانتخابي لنظام "المجمع الانتخابي" في الولايات المتحدة. فإذا تم إصلاح هذا النظام الانتخابي وجرت الانتخابات الرئاسية في عام 2020 على أساس الاعتماد على الأصوات الانتخابية للمواطنين الأمريكيين، فإن "ترامب" لن يكون قادرا على الفوز في هذه الانتخابات. ومن زاوية اُخرى تؤكد نتائج الاستطلاعات هذه بأنه نظرا لتراجع شعبية "ترامب" بين المواطنين الأمريكيين، فأنه حتى ولو استعان في الانتخابات القادمة بنظام "المجمع الانتخابي"، فإن فرصته في الفوز هذه المرة ستكون أقل مما كانت عليه في عام 2016. ولقد أظهرت نتائج الاستطلاع أن شعبية "ترامب" تراجعت كثيرا في تلك الولايات التي لا تنتمي (لا للحزب الديموقراطي ولا للحزب الجمهوري) والتي جرت فيها الانتخابات بشكل تقليدي مقارنةً مع الولايات الأخرى.

ونظرا لهذا كله، فأن "ترامب" لن يدخر أي محاولة حيث سيسعى جاهداً للفوز مرة اُخرى في انتخابات 2020. ومن تلك المحاولات اصطناع جملة من التهديدات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. كما فعل بوش الابن ما بين عامي ( 2001 – 2004)، وتمكن من ضمان فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2004. ففي ذلك الوقت، لم يتمكن "جون كيري"، المرشح الديمقراطي، من اتخاذ إجراءات ضد بوش، وذلك لأن وسائل الإعلام والفضاء السياسي كان داخل الولايات المتحدة، مستندا على السخافات والأفكار العبثية، والتي تسببت في تصويت الشعب الأمريكي لصالح الجمهوريين.

ويعتقد كثيرا من المحللين السياسيين بأن أزمة كوريا الشمالية تعد من اهم الأسباب الرئيسية لتصاعد التوترات الأخيرة ضد "ترامب" فيما يخص السياسة الخارجية الأمريكية. فالرئيس "ترامب" يعرف جيداً بأنه أذا فشل الجمهوريون في الانتخابات النصفية للكونجرس التي سوف تجري العام القادم وفقد الأغلبية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، فأنه سوف يواجه ضغوطاً كبيرة من كلى الحزبين الأمريكيين الرئيسيين. وفي هذه الحالة، فإن احتمال هزيمة "ترامب" في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 سوف تزيد أيضا.