شيلوك العصر يسرق ٥٩٦ مليارا من أموال الشعب العراقي!

شيلوك العصر يسرق ٥٩٦ مليارا من أموال الشعب العراقي!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٧ أكتوبر ٢٠١٧


آخر صرعة أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب – بعد صرعة الاتفاق النووي الايراني – هي الاعلان عن عزمه على اتخاذ قرار بمصادرة أموال مودعة في البنوك الأميركية ومسجّلة بأسماء ٢٣ شخصية عراقية! وسلسلة المفاجآت التي تضمنها موقف ترامب الجديد صادمة وغريبة وتنطوي على مغالطة تاريخية. والمفاجأة الأولى، هي ان كل الشخصيات العراقية المذكورة متهمة باختلاس أموال الشعب العراقي من خزينة الدولة! والمفاجأة الثانية، ان جميع هذه الأسماء هي لشخصيات سياسية كانت في السلطة سابقا، وبعضها لا يزال في الحكم حتى الآن! والمفاجأة الثالثة، ان هذه الأسماء ويوصف أصحابها رسميا في الوثائق الأميركية بأنهم لصوص تورّطوا بسرقة الأموال العامة، بمبالغ تقاس بالمليارات لكل منهم! والمفاجأة الرابعة، ان الخزينة الأميركية نشرت على موقعها لائحة بأسماء السياسيين العراقيين ال ٢٣، مع الرقم الذي نسبت اليه سرقته، والمبالغ جميعها بالمليارات لكل منهم!

مرحلة الفساد التي عمّت العراق بعد الاحتلال الأميركي، وربما برعايته أيضا، معروفة للجميع! وهي شملت أيضا شخصيات أميركية عسكرية وأمنية وسياسية، بمن فيها حاكم العراق تحت الاحتلال بول بريمر! غير أن المصادر الأميركية تذكر فقط السياسيين العراقيين حصرا، ولا تتعرّض بكلمة واحدة الى اللصوص الأميركيين في زمن الاحتلال! والمفاجأة الخامسة، ان اللائحة الأميركية عن الفاسدين العراقيين تضمّ رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ورئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي! كما تضم مسعود البرازاني رئيس اقليم كردستان، والزعيم الكردي جلال طالباني، اضافة الى الأسماء الأخرى من كبار المسؤولين الحاليين والسابقين! وقمنا بعملية جمع بسيطة على الآلة الحاسبة للأموال التي قالت لائحة الخزينة الأميركية ان كلا منهم سرقها من المال العام العراقي، وتبين ان مجموعها بلغ ٥٩٦ مليار دولار!

لكن المفاجأة الأكبر والأعظم في تصريح ترامب، وهي المفاجأة السادسة والأخيرة، هي زعمه بأن أموال السياسيين العراقيين المودعة في المصارف الأميركية هي ملك الشعب الأميركي وضريبة دماء الجنود الأميركيين التي أهرقت في العراق! وهكذا، وبجملة واحدة من عدة كلمات، يقلب ترامب حقائق التاريخ ويحشوه بمغالطة من الوزن الثقيل، حين يعكس صورة الاحتلال الأميركي للعراق، ويوحي وكأن السياسيين العراقيين هم الذين احتلوا أرضا أميركية في العراق! وبهذه الذريعة الشايلوكية يعتزم ترامب مصادرة ٥٩٦ مليار دولار من أموال الشعب العراقي!… الشايلوكية نسبة الى شيلوك اليهودي الجشع الذي جمع ثروته من المال الحرام، في مسرحية شهيرة ومثيرة للجدل لشكسبير عنوانها تاجر البندقية!.