المواقف الأمريكية تجاه استعادة كركوك.. رماديّة بنكهة الانحياز؟

المواقف الأمريكية تجاه استعادة كركوك.. رماديّة بنكهة الانحياز؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٧ أكتوبر ٢٠١٧

تتسم السياسة الخارجية الامريكية في العراق بـ "الرمادية" في الوقت الراهن وخصوصاُ فيما يتعلق بالاوضاع السياسية بين كل من اربيل وبغداد. الا ان هذه الحيادية في المواقف اختفت يوم امس الاثنين من تصريحات مسؤولي الادارة الامريكية بعد ان استعادت القوات العراقية السيطرة على كركوك من يد البارزاني الذي يعتبر من الركائز الاساسية لنجاح استراتيجية واشنطن السياسية في العراق.

وسنعرض في التقرير الاتي ابرز تصريحات مسؤولي الادارة الامريكية بعد انجاز القوات العراقية.

دونالد ترامب

اتسم تصريح الارئيس الامريكي دونالد ترامب يوم امس بالحيادية حيث عبر عن خيبة أمله إزاء اقتتال الجانبين. قائلاً:"لا نحب نشوب الصراع بينهم. نحن لا ننحاز إلى طرف".

واضاف ترامب: "على مدى سنوات طويلة أقمنا علاقات طيبة للغاية مع الأكراد ووقفنا أيضا إلى جانب العراق... برغم أننا ما كان ينبغي لنا أن نكون هناك أصلا. ما كان ينبغي لنا أن نذهب إلى هناك. لكننا لا ننحاز إلى جانب في تلك المعركة".

السناتور جون مكين

وجاء تصريح السناتور الامريكي جون مكين، ليكشف النواية الحقيقية من حيادية ترامب تجاه الازمة الكردية العراقية، وكشف انحياز امريكا لإستفتاء کردستان العراق. وحذر رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الحكومة العراقية من "عواقب وخيمة" بشأن أي إساءة أخرى لاستخدام الأسلحة التي حصلت عليها من الولايات المتحدة ضد القوات الكردية.

وقال مكين: "قدمت الولايات المتحدة عتادا وتدريبا لحكومة العراق لتحارب تنظيم داعش، وتؤمن نفسها من التهديدات الخارجية، وليس لمهاجمة عناصر تابعة لأحد حكوماتها الإقليمية، والتي تعد شريكا قديما وقيما للولايات المتحدة".

وأضاف: "لا تخطئوا فهم الأمر، ستكون هناك عواقب وخيمة، إذا استمرت رؤيتنا لعتاد أمريكي يساء استخدامه بهذه الطريقة".

جيمس ماتيس

اكد وزير الدفاع الأمريكي"جيمس ماتيس" أن واشنطن تراقب الوضع في كركوك باهتمام وتعمل على منع وقوع أي نزاع.

وأضاف ماتيس في حديث لمجموعة من الصحفيين: "نعمل من أجل ذلك. و وزير الخارجية الأمريكي يقود الجهود لكن قواتي تعمل أيضا على ضمان أننا نبقي أي احتمال لنشوب نزاع بعيدا عن الطاولة"، بحسب "رويترز".

ووجه ماتيس رسالة للسلطات العراقية والكردية قال فيها: "ما زال الجميع يركزون على "داعش الإرهابي". لا يمكننا أن نتقاتل الآن. لا نريد لذلك أن يتطور إلى حالة إطلاق نار".

 الكولونيل روبرت مانينج

وفي سياق متصل هدد الكولونيل روبرت مانينج، المتحدث باسم وزارة الدفاع، بقطع المساعدات العسكرية والتدريب عن القوات العراقية في حال نشوب صراع كبير قائلا: "لن أصدر توقعات بشأن ذلك لكني سأبلغكم أننا سنبحث جميع الخيارات... نحث على الحوار".

هيذر ناورت

وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن "قلقة جدا" من تقارير حول أعمال عنف في مدينة كركوك النفطية العراقية التي سيطرت عليها قوات بغداد.

واضافت ناورت في بيان صدر يوم امس الاثنين: "إننا نراقب الوضع عن كثب ونطالب جميع الأطراف بتنسيق النشاطات العسكرية واستعادة الهدوء".

يذكر ان الشراكة بين امريكا و کردستان العراق في العراق مهمة وأساسية لنجاح استراتيجية واشنطن السياسية في العراق والتي من خلالها استطاعت واشنطن لعب دورًا سياسيًا مهمًا في تقسيم العراق وتصعيب نجاح الشعب العراقي في انشاء دولة موحدة ذات سيادة مستقلة.