ليبيا ما بعد القذافي.. الدولة المفقودة

ليبيا ما بعد القذافي.. الدولة المفقودة

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢١ أكتوبر ٢٠١٧

 في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات، قتل الزعيم الليبي معمر القذافي على يد ثوار مدعومين من الناتو. وتفككت البلاد بعد موته إلى أقاليم شبه مستقلة تسيطر عليها مليشيات متنازعة.

في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، قُتل معمر القذافي في ضواحي مدينة سرت المحاصرة، بعد تعرضت قافلة سيارات، حاول القذافي مغادرة المدينة بواسطتها، لقصف طيران الناتو الذي كان يخوض عمليته العسكرية في ليبيا منذ مارس/آذار من العام نفسه.
واختبأ القذافي الجريح في نفق إسمنتي، لكن الثوار من عناصر إحدى الفصائل التابعة لـ"المجلس الوطني الانتقالي" أسروه ثم قتلوه بطريقة وحشية.

سقوط النظام وتبعاته

جاء سقوط نظام القذافي الذي حكم ليبيا على مدار 42 عاما، نتيجة لتسلسل أحداث الثورة الليبية، التي تطورت بتأثير عوامل داخلية وخارجية على حد سواء.

في أواسط فبراير/شباط 2011، بدأت في البلاد مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة تحولت فيما بعد إلى نزاع مسلح بين القوات الحكومية والمعارضة. وفي مارس/آذار شهدت ليبيا تدخل التحالف الدولي بمشاركة دول الناتو.

خلال نحو تسعة أشهر من المعارك نجحت قوات المعارضة في بسط سيطرتها على معظم أراضي ليبيا. أما أواخر شهر أغسطس/آب، فسيطرت الفصائل المعارضة، بدعم من سلاح الجو الأطلسي، على العاصمة طرابلس، بعد أن غادرها القذافي إلى سرت.

بعد سقوط نظام القذافي تفككت ليبيا إلى "دويلات" تسيطر عليها مجموعات مختلفة. في 2012، حل المؤتمر الوطني العام محل المجلس الوطني الانتقالي الذي تم تأسيسه بعد سقوط نظام القذافي.

وبنهاية العام 2015 كان في ليبيا برلمانان وحكومتان. وفي مقابل السلطات التشريعية والتنفيذية الموالية للإسلاميين في طرابلس، عملت في طبرق (شرق ليبيا)، بدعم من جيش خليفة حفتر، الجنرال في جيش القذافي سابقا، حكومة معترف بها دوليا وبرلمان تم انتخابه في انتخابات عامة.

لكن في 2016، جرى تأسيس حكومة الوفاق الوطني برئاسة رجل الأعمال فايز السراج الذي بدأت عملها في العاصمة طرابلس في مارس/آذار من العام نفسه.

والآن تعتبر السلطات في طرابلس، التي تعتمد على ائتلاف من الفصائل الإسلامية المختلفة في غرب البلاد، هي المعترف بها دوليا، بخلاف الحكومة المدعومة من حفتر. فيما وقعت المناطق النفطية في أيدي المتطرفين الذين بايعوا "الدولة الإسلامية" (تنظيم "داعش" الإرهابي).

وفي حديث مع RT، اعتبر دميتري يغورتشينكوف، المدير المنسق للدراسات الشرق أوسطية في معهد الدراسات الاستراتيجية والتنبؤات في موسكو، أن الإطاحة بمعمر القذافي هي التي فتحت أبواب البلاد أمام تدفق الإرهابيين الدوليين.

وأشار الباحث إلى أن "تأثيرهم على الوضع السياسي في البلاد لا يزال كبيرا، وإذا قلنا إن الانتصار على الإرهابيين في سوريا وشيك، فهذا ما لا يمكن قوله في الشأن الليبي".

دولة غائبة

من جهته، رأى محمد الحفيان، الصحفي في RT العربية من أصول ليبية، أن ليبيا كدولة لم يعد لها وجود، إذ وقعت البلاد، بعد الإطاحة بمعمر القذافي، في الفوضى والفقر والاقتتال، نتيجة لسرقة مليارات الدولارات التي تركها القذافي لليبيا.

وذكر الصحفي أن ليبيا في ظل حكم القذافي كانت بلدا هادئا مزدهرا ومستقرا اقتصاديا، ثم جاء الناتو مع تعهداته بإحلال الديمقراطية في البلاد. وأضاف: "كانوا يتابعون تحركات القذافي وقتلوه، ثم غادروا البلاد، دون أن يهتموا بما سيحدث في المستقبل".