البرزاني يهدّد بغداد... وواشنطن تشدّد على «الحوار»

البرزاني يهدّد بغداد... وواشنطن تشدّد على «الحوار»

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣١ أكتوبر ٢٠١٧

رحّبت الولايات المتحدة، أمس، بقرار رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني التنحي عن منصبه. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان: إننا «ندعو الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان بإدارته الجديدة إلى العمل بنحو عاجل على تسوية القضايا العالقة في إطار الدستور العراقي»، واصفةً البرزاني بـ«الشخصية التاريخية، والقائد الشجاع، وقرار تنحيه تصرّف رجل دولة في فترة صعبة».
ثناء واشنطن على «شجاعة» البرزاني، قابلها الأخير بتأكيد «الدفاع عن كرامة وهيبة كردستان، إذا واصلت بغداد لغة التهديد»، وذلك خلال استقباله سفيري ألمانيا وفرنسا لدى العراق، حيث بحث المجتمعون «هجمات القوات العراقية والحشد الشعبي على كردستان». وأشار بيان «رئاسة الإقليم» إلى أن «السفيرين شدّدا على أهمية موقع إقليم كردستان ودوره، وأنهما يراقبان الأوضاع والاتفاقيات والحوارات بين بغداد والإقليم عن كثب».
البرزاني «المنسحب» من المشهد السياسي، طبقاً لكلمته أوّل من أمس، سيبقى «مشرفاً ومتابعاً» لسياسات الإقليم، بصفته «رئيس المجلس السياسي الأعلى»، ما يفسّر دعواته إلى «اتباع الحوار لحل المشاكل»، وتحذيره حكومة حيدر العبادي بمواجهتها إذا ما استمرت بـ«إجراءاتها وتهديداتها غير الدستورية»، والمتمثلة بإعادة انتشار القوات الاتحادية في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.
وواصلت القوات الاتحادية بعملية انتشارها في تلك المناطق، إذ رفعت أمس العلم العراقي فوق معبر فيشخابور الحدودي بين العراق وسوريا. وأكّد المتحدث الرسمي باسم قوات «الحشد الشعبي»، النائب أحمد الأسدي، أن «القوات الاتحادية وصلت إلى المعبر الحدودي وتسلمته بنحو كامل».
وبالعودة إلى «انسحاب» البرزاني من المشهد السياسي، تسعى القوى الكردية إلى إعادة «هيكلية» النظام السياسي في الإقليم، كمطلب أساسي لـ«الإصلاح السياسي»، إذ طالبت حركة «التغيير»، بتحويل نظام الحكم في أربيل إلى برلماني، مع التشديد على رفض تأجيل الانتخابات لفترة طويلة.
وقالت رئيسة «كتلة التغيير» في مجلس النواب العراقي، سروة عبد الواحد، إن «نواب حركة التغيير في برلمان إقليم كردستان قرروا مواصلة حضور الجلسات لمناقشة قانون رئاسة الإقليم وتوزيع صلاحيات الرئيس، وفيما بعد سيكون هناك قرار آخر بالاستمرار أو المقاطعة». ولفتت في تصريحات صحافية إلى أن «الحركة تطالب بتغيير القانون بالكامل، ليتحول نظام الحكم إلى برلماني، لأنه يجب توزيع الصلاحيات الواسعة لرئيس الإقليم... والمهم هو التزام إجراء الانتخابات في موعدها المقرر». وتابعت أن «تأجيل الانتخابات في هذه الفترة أمر غير صحيح، إذا كان التأجيل لمدة شهرين أو ثلاثة سيكون أمراً واقعياً، ولكن فترة 8 أشهر فترة طويلة»، لافتةً إلى أن «الحزب الديموقراطي والاتحاد الوطني يبحثان إبقاء الوضع الراهن هكذا دون الذهاب لانتخابات».
وفي سياقٍ منفصل، دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى التزام النظام والقانون، وذلك بعد اعتداءات على صحافيين ومقارّ أحزاب في الإقليم، قائلاً في بيانٍ صحافي إننا «نتابع عن كثب تطورات الأحداث في إقليم كردستان، وما حصل من اعتداءات على مقارّ الأحزاب، وكذلك على الإعلاميين ومحاولات إحداث فوضى واضطرابات في أربيل ودهوك»، مشيراً إلى أنه «أمر يضر بمواطنينا في الإقليم وبالوضع العام هناك». وشدّد على أن «لا تنعكس الخلافات السياسية على المواطن الكردي، الذي تضرر كثيراً نتيجة هذه الممارسات»، مؤكّداً أن «الحكومة الاتحادية حريصة على استتباب الأوضاع في جميع محافظات العراق».
وكان العشرات من الصحافيين قد تعرّضوا أوّل من أمس، لاعتداءات من قبل محتجين اقتحموا مبنى برلمان الإقليم في أربيل، واحتجزوا أكثر من 40 صحافياً لمدة ثلاث ساعات، بعيد إعلان الرئيس البرزاني تنحيه عن منصبه.