نصيحة أميركية لتل أبيب: لا تثقوا بحلفائكم في الرياض!

نصيحة أميركية لتل أبيب: لا تثقوا بحلفائكم في الرياض!

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٧ نوفمبر ٢٠١٧

لا تشي كل التعليقات الإسرائيلية على التصعيد السعودي في وجه إيران و حزب الله حتى الساعة على أن تل أبيب في قلب توافق دولي مسبق على تفجير الوضع في الشرق الأوسط، وإن كانت المواقف الإسرائيلية الرسمية التي أعقبت إستقالة الرئيس سعد الحريري ترحب و تشجع بوضوح أي ضغط على طهران وبيروت.

في اليومين الماضيين، تركزت التحليلات الإسرائيلية على إظهار "الفرح" باستقالة الحريري وارتفاع حدّة الخطاب السعودي، لكن أصواتًا أكثر عقلانية بدأت بالبروز في الساعات القليلة الماضية تدعو إلى التريث وقراءة المشهد بهدوء.

أحد أبرز هذه الأصوات ما كتبه السفير الأميركي السابق في تل أبيب دانيال شابيرو، الذي يشغل حالياً منصباً استشارياً في معهد الأمن القومي في تل أبيب، في صحيفة هآرتس في مقال رأي لافت حمل عنوان "هل تدفع السعودية اسرائيل إلى حرب مع حزب الله وإيران؟".

وبعد الإشارة في مقدمة المقال إلى أن استقالة الحريري "المفاجئة" مرتبطة بالصراع مع إيران، نبه شابيرو إلى أنه "لا يجب على إسرائيل أن تنجر وراء تسرع السعودية نحو مواجهة غير ناضجة". وختم شابيرو مقاله بإسداء نصيحة إلى القادة الإسرائيلييين بضرورة الحذر "من أن يجدوا أنفسهم في مواجهة غير ناضجة بسبب تصرفات حلفائهم في العاصمة الرياض".

ما بين مقدمة المقال وخاتمته يعتبر شابيرو أن الحريري "ليس زعيما سياسيا بالفطرة" بعد أن وجد نفسه مدفوعًا للسياسة عقب إغتيال والده.

ويسرد السفير الأميركي السابق قصة لقائه بالحريري الإبن في بيروت، ساردًا السياق الذي مرّ به نشاط الحريري في الشأن العام في ظل الدعم السعودي والأميركي له منذ دخوله المعترك السياسي.

وبعد تراجع الدعم السعودي في العام 2010، بحسب شابيرو، بعد اقتراح الأمير عبد العزيز بن فهد  التقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد، عادت علاقة الحريري مع السعودية لتتخذ مسارًا جديدًا "مع سلالة جديدة من السعوديين"، فالملك عبد الله "لم يكن يحب إيران، ووصفها بـرأس الأفعى التي تبث سمومها في الشرق الأوسط، لكنه اختار الوقت المناسب لمواجهة خصومه، وقلل من خسائره في لبنان عام 2011. أما من خلفه، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وابنه محمد، فهما عازمان كما يبدو على منافسة إيران في اليمن وسوريا ولبنان. وإعادة الحريري إلى بيروت كانت من أجل أن يبقى أحد لاعبيهم في الميدان".

ويصف الدبلوماسي الأميركي "مهمة" الحريري بعد عودته إلى السلطة في لبنان بـ"المستحيلة"، مع تعزز نفوذ حزب الله وقوته وبعد "الإطمئنان على مستقبل الأسد" وعودة مقاتلي الحزب إلى وطنهم، على حد تعبيره.

ويستشرف شابيرو مستقبل الحريري بالقول إن إستقالته "لا تتسق مع رغبة الملك سلمان وابنه محمد العارمة في مواجهة أدوات إيران على كل الجبهات"، ليخوض في أسباب الإستقالة بإعتبارها خطوة سعودية "لخلق مجال آخر عن طريق حرب بين حزب الله وإسرائيل".

وفي هذه المسألة يقول شابيرو إن السعودية "تأمل أن تنقل المواجهة مع إيران من سوريا إلى لبنان" بعدما تأكد بقاء الأسد، وذلك عن طريق إبعاد الحريري لـ"يعلق حزب الله في مشاكل لبنان وتحميله مسؤولية الأزمات"، ما قد يؤدي بحسب تقدير الرياض إلى "تعجيل" المواجهة بين الحزب و إسرائيل.

غير أن السفير الأميركي السابق لدى تل أبيب لا يخفِ خشيته من أن يقع قادة إسرائيل في حسابات مستعجلة نتيجة "تسرّع" الملك سلمان وإبنه بالذهاب إلى حرب "مبكرة".

إشارة إلى أن قلّة من المحللين الإسرائيليين المرموقين بدأوا يتناولون استقالة الحريري من الزاوية نفسها التي تناولها شابيرو، بالدعوة إلى الحذر وعدم التسرع في قراءة المستجدات السعودية.