بوتين يقود تحركا مكثفا في جميع الاتجاهات ومع كل الزعماء لإيجاد حلّ للأزمة السورية

بوتين يقود تحركا مكثفا في جميع الاتجاهات ومع كل الزعماء لإيجاد حلّ للأزمة السورية

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٧

يقود الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين تحركا دوليا مكثفا في جميع الاتجاهات، يشمل زعماء دوليين في مختلف القارات، بهدف إيجاد حل سياسي لأزمة سوريا، بعدما بدأ الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة.

ففي خلال 36 ساعة، أجرى الزعيم الروسي عشرات الاتصالات واللقاءات مع قادة دوليين بارزين، على رأسهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والملك السعودي, سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تناولت جميعها القضية السورية. فيما كانت الدبلوماسية الروسية تنشط مثل خلية نحل في هذا الاتجاه.

واستهل الرئيس بوتين تحركه الأخير بالبحث مع نظيره السوري، بشار الأسد، خلال زيارة عمل قام بها الاثنين إلى سوتشي، المبادئ الأساسية لتنظيم العملية السياسية للتسوية في سوريا.

وفي تطور بارز، أكد الأسد خلال اللقاء استعداد دمشق للحوار مع كل المهتمين بالحل السياسي في البلاد.

وقال الكرملين في بيان، إن بوتين، هنأ الأسد، بالنتائج، التي حققتها سوريا في الحرب ضد الإرهاب، مضيفا أن الشعب السوري يقترب تدريجيا من هزيمة الإرهابيين، التي هي نتيجة حتمية.

وأكد بوتين للأسد أنه بات من الهام الآن التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا، مشيرا إلى أن الأسد مستعد للعمل مع كل من يريد السلام، والاستقرار في سوريا.

ورعى سيد الكرملين، لقاء جمع الرئيس السوري، مع قيادة وزارة الدفاع والأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، خلال الزيارة التي قام بها الاثنين إلى سوتشي، لتعريفه بكبار الجنرالات والضباط الذين ساهموا في إنقاذ سوريا من براثن الإرهاب.

وقال الرئيس الروسي إن القوات الحكومية في سوريا تسيطر حاليا على نحو 98% من الأراضي، مشيرا إلى الانحسار السريع لمراكز الإرهابيين في البلاد.

وبعد ساعات من لقائه الرئيس السوري، أجرى الرئيس بوتين، اتصالا هاتفيا، يوم الثلاثاء، مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، ركز على بحث الأزمة في سوريا ونتائج لقائه الأسد.

وقال الكرملين، في بيان صدر عنه بهذا الصدد، إن المحادثات، التي جرت "وفقا لاتفاق مسبق"، "تم خلالها بحث مفصل للقضايا السورية الملحة أخذا بعين الاعتبار العملية العسكرية المنتهية الخاصة بالقضاء على الإرهابيين في سوريا".

ومن جهته، أعلن الرئيس الأمريكي، أنه أجرى، يوم الثلاثاء، محادثة هاتفية "رائعة ومتينة" مع نظيره الروسي، حول سوريا. وقال ترامب، في تصريحات صحفية أدلى بها قبل مغادرته البيت الأبيض إلى ولاية فلوريدا: "أجرينا مع الرئيس بوتين مكالمة رائعة، وتحدثنا عن سوريا، وهذا مهم جدا، كما تحدثنا أيضا عن كوريا الشمالية".

وأضاف الرئيس الأمريكي أن هذا الاتصال الهاتفي "استمر تقريبا ساعة ونصف الساعة"، مشيرا إلى أنهما "بحثا بشكل جاد جدا إحلال السلام في سوريا".

كما بحث الرئيس الروسي هاتفيا ، مساء الثلاثاء أيضا، التطورات الأخيرة للأزمة السورية مع كل من نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وجاء الاتصالان بعد أن تحدث بوتين، في وقت سابق من الثلاثاء، مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في إطار تحركه للبحث عن حل ثابت وعادل للأزمة السورية.

وقال الكرملين، في بيان صدر عنه بعد المحادثة بين بوتين والسيسي، إن الرئيس الروسي "أطلع الرئيس المصري على تفاصيل تقييمات روسيا للتطورات الأخيرة في سوريا على خلفية العملية العسكرية المنتهية الخاصة بالقضاء على الإرهابيين فيها.

وكان الرئيس الروسي، قد أجرى مساء الاثنين، اتصالا هاتفيا مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحثا خلاله القضايا الراهنة في الشرق الأوسط. وقال الكرملين، في بيان صدر عنه بهذا الصدد، إن المحادثات تخللها "تبادل للآراء بشأن القضايا المحورية في الشرق الأوسط، بما في ذلك منطقة الخليج، بالإضافة إلى الوضع في سوريا آخذا بعين الاعتبار النجاحات الأخيرة في محاربة التنظيمات الإرهابية وآفاق التسوية السياسية في هذه البلاد".

وأضاف البيان أن بوتين "أطلع أمير قطر على سير التحضير للقمة الثلاثية في سوتشي لقادة الدول الضامنة لعملية أستانا، (روسيا، وإيران، وتركيا).

وعقد رؤساء روسيا وتركيا وإيران، قمة اليوم الأربعاء، في سوتشي ضمن سلسلة من اللقاءات الدولية التي تهدف إلى إيجاد تسوية سياسية، بعد أن اقتربت محاربة تنظيم "داعش" من نهايتها.

ومن المقرر أن تبدأ قمة سوتشي، التي يشارك فيها الرئيس بوتين، ونظيراه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، أعمالها اليوم عند الساعة الرابعة مساء(الواحدة بتوقيت غرينتش). وتأتي هذه الخطوة بعد أن بات الزعماء الثلاثة، على يقين بأن تنظيم "داعش" يلفظ أنفاسه الأخيرة، وأن الانتقال إلى التسوية السياسية بات أمرا ضروريا..

وأعلن الرئيس التركي ، أن القمة الثلاثية بين الدول الضامنة للهدنة في سوريا، ستكون مصيرية لمستقبل البلد والمنطقة. وقال أردوغان، في كلمة ألقاها الثلاثاء خلال اجتماع الكتلة النيابية لـ"حزب العدالة والتنمية" الحاكم، في العاصمة أنقرة، إن التطورات في سوريا والعراق، التي تهم تركيا، أجبرت بلاده على تطوير حلول خاصة بها".

ورحب أردوغان بتطبيع العلاقات مع روسيا رغم وجود خلافات في وجهات النظر بين البلدين إزاء بعض القضايا، كما رحب بموقف إيران التي "أولت أهمية للقضايا الحساسة لتركيا خلال الفترة الماضية".

ولفت الرئيس التركي إلى أن مرحلة ظهور تنظيم "داعش" وانتهائه مليئة بالغموض، وتثير تساؤلات كثيرة.

وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في بيان، أن القمة الثلاثية في سوتشي ستناقش الخطوات المقرر اتخاذها  في مناطق خفض التوتر المتفق عليها في مفاوضات أستانا، فضلا عن إيصال المساعدات الإنسانية وكيفية مساهمة الدول الثلاث في محادثات جنيف.

وأعلن الكرملين أن اجتماع القمة الثلاثي بين زعماء روسيا وتركيا وإيران الذي ينطلق اليوم في مدينة سوتشي الروسية سيتناول الأجندة السورية بكامل طيفها.

وجاءت هذه التصريحات على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في معرض تعليقه على أجندة اللقاء المقرر الأربعاء المقبل بين الرؤساء الروسي والتركي والإيراني .

وفيما أوفدت روسيا مبعوثا رفيع المستوى لحضور اجتماعات المعارضة السورية التي انطلقت اليوم الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض، نقلت وكالة "سبوتنيك"عن مصدر مطلع في المعارضة السورية، تبلغه من الجانب الروسي، أن موعد انطلاق مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري قد حدد في 2 ديسمبر/كانون الأول المقبل،ويستمر ليومين.