هل أغلقت ميركل الباب على حياتها السياسية بعد فشلها الأخير؟

هل أغلقت ميركل الباب على حياتها السياسية بعد فشلها الأخير؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧

 بعد أن أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فشلها في تشكيل ائتلاف حكومي، ستمر ألمانيا بحسب عديد من المراقبين بأزمة سياسية غير مسبوقة. وقد تناولت أغلب الصحف الألمانية فشل مفاوضات تشكيل ما يعرف بحكومة "جامايكا" الائتلافية، وتأثيرات ذلك على المستقبل السياسي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. فهل بدأت تقترب نهاية حقبة المستشارة الألمانية ميركل وتضع مستقبلها في محب الريح؟

وفي التفاصيل انسحب الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) من مشاورات تشكيل ائتلاف حكومي جديد في ألمانيا، وهو ما بات يعرف بائتلاف جامايكا.

وبرر زعيم "الليبرالي الحر" ليندنر انسحابه من المفاوضات، بالفشل في إيجاد أساس للثقة بين أطرافها أو فكرة مشتركة لتحديث البلاد، ووجود تناقضات لا حصر لها، وأسئلة مفتوحة وصراعات دون أهداف، مع تعدد الملفات الخلافية وأكثرها أهمية ملف اللاجئين والمناخ والأمور المالية، إلا أن رد "حزب الخضر" لم يتأخر، واتهم الليبرالي الحر بالتخلي عن مسؤولياته، وقالت الزعيمة الشريكة في رئاسة الحزب كاتين غورينغ إيكارت: "لم نكن بعيدين سوى بضع نقاط عن الاتفاق، وكان من الممكن أن يكون هناك تحالف".

وبعد ساعة تقريبًا من إعلان قطع المشاورات قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها ستبلغ الرئيس الألماني شتاينماير أنها فشلت في تشكيل ائتلاف حكومي مع الخضر والليبراليين، وأعلنت ميركل "أسفها" لفشل مفاوضات تأليف حكومة منبثقة من الانتخابات التشريعية الأخيرة، وقالت: "آسفة لأننا لم نجد أرضية مشتركة"، فيما وصف الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير انهيار المحادثات التمهيدية لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة في ألمانيا "بالوضع غير المسبوق في تاريخ البلاد"، وهو ما دفعه إلى حثّ الأحزاب لبذل كل ما في وسعها لتشكيل هذه الحكومة.

وفي ذات السياق تناولت أغلب الصحف الألمانية فشل مفاوضات تشكيل ما يعرف بحكومة "جامايكا" الائتلافية، وتأثيرات ذلك على المستقبل السياسي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. فكيف قرأته الصحف الألمانية والاعلام الغربي؟

قراءة الصحف الالمانية لفشل المفاوضات

وبعد اعلان فشل المفاوضات اعتبرت صحيفة "برلينر تسايتونغ" أن ميركل لم تعد إلا "مستشارة محدودة الصلاحية"، قائلة:

"أنجيلا ميركل لم تعد تملك القوة لمنع أن يقرر الصغار هل من الممكن التوصل إلى شيء كبير... فاللحظة التي أعلن فيها زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي كريستيان ليندنر فشل مفاوضات جامايكا، هي التي تحدد بداية نهاية المستشارية لأنجيلا ميركل، لأنه كل ما سيحصل، إن تم تنظيم انتخابات جديدة أم تشكيل حكومة أقلية أو عقد ائتلاف حكومي كبيرـ ففي كل هذه التكتلات ستبقى أنجيلا ميركل مستشارة حتى أمد محدود، إذ فقدت سلطتها".

وحتى صحيفة "فلينسبورغر تاغبلات" اعتبرت أن المستشارة ميركل فقدت من قوتها، وكتبت قائلة:

"في ثلاث عواصم على الأقل في العالم ضرب الرؤساء فوق طاولة مكتبهم من شدة الفرح: في واشنطن وفي موسكو وفي أنقرة. ألمانيا المستقرة تميل فجأة إلى بلاد فارغة سياسياً بسبب حزب لم يمنحه المواطنون حتى خمسة في المائة من مجموع أصواتهم. ميركل التي عكرت صفو مزاج أوروبا والعالم بسبب تعنتها، أخذت تفقد حرية اتخاذ القرار".

صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" عبرت هي الأخرى في تعليقها التالي عن الموقف نفسه قائلة:

"نهاية المستشارية لأنجيلا ميركل أصبحت منظورة. فرئيسة الحكومة وأتباعها الأوفياء لا يريدون تقبل ذلك، لكنهم مجبرون على التعامل مع الحقائق، كما عبرت عن ذلك ميركل نفسها. حتى ولو كان ذلك غير عادل، فأحياناً تحتاج بداية جديدة لطاقم موظفين جديد. ألمانيا تقف في نهاية عهد ناجح. فجيل السياسيين المقبل يجب عليه أولاً البرهنة على أنه قادر على تسيير البلاد بنجاح مثل المرأة التي تنحدر من الشطر الشرقي من ألمانيا".

كما علقت صحيفة "زود كورير" الصادرة في مدينة كونستانس قائلة:

"مصير ميركل هو للوهلة الأولى في أيادي الاشتراكيين الديمقراطيين. فإذا ظلوا متمسكين برفضهم، فإنه لا مفر من تنظيم انتخابات جديدة ـ رغم أن المشاركين في مفاوضات جامايكا بعد هذه التمثيلية السخيفة في برلين سيخسرون فحسب، في الوقت الذي يهدد فيه حزب البديل من أجل ألمانيا الشعبوي اليميني بكسب مزيد من الثقل. وحتى المستشارة تساند في الأثناء التوجه الجديد إلى صناديق الاقتراع. ويبقى الأمل في أن تتضح بعدها الجبهات أكثر".

وبدورها صحيفة "برلينر مورغنبوست" ذكرت بتدفق اللاجئين إلى ألمانيا في عام 2015. فمنذ تلك اللحظة ضعف موقع ميركل من ناحية السياسة الداخلية، حيث قالت:

"ما ظهرت ملامحه في خريف 2015، عندما استُخدمت الكلمة القبيحة "فقدان السيطرة" واستمرت حتى في الانتخابات التشريعية عندما حصلت المستشارة على نتيجة جد ضعيفة تتواصل أسباب تعرية السلطة. أنجيلا ميركل لها فرصة واحدة في تولي ولاية حكم رابعة حقيقية: تنظيم انتخابات جديدة وتشكيل تحالف مستقر".

وأخيرا ان الازمة السياسية التي تشهدها ألمانيا ستجر بها الى الفراغ السياسي وزعزعة استقرارها في الوسط الأوروبي ان لم يتم الاتفاق بين الاحزاب المختلفة على حل جذري. فميركل التي عكرت صفو مزاج أوروبا والعالم هل تنهي مستقبلها السياسي وتضع البلاد في فراغ سياسي لم تشهد له ألمانيا مثيل ؟؟ فأي عهد ستبنيه ألمانيا بعد فشل تشكيل ائتلاف حكومي؟