الحراك الديبلوماسي سبيلاً تجريبياً لحل «الأزمة الكورية»؟

الحراك الديبلوماسي سبيلاً تجريبياً لحل «الأزمة الكورية»؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٧ ديسمبر ٢٠١٧

رغم أن التصعيد العسكري وصل إلى ذروته الأسبوع الماضي، فإن أطراف الأزمة الكورية عاودت تفعيل الخطوط الديبلوماسية. وبينما أشارت روسيا إلى أن كوريا الشمالية «مستعدة» للحوار، تواصل الولايات المتحدة تأكيد المضمون نفسه، فيما تعمل الأمم المتحدة في التوازي على هذا الخط

اختتم مسؤول الشؤون السياسية في الأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، اليوم الأول من زيارته لكوريا الشمالية التي تستمر أربعة أيام. ونقلت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» أن فيلتمان اجتمع مع نائب وزير الخارجية، باك ميونغ جوك، في بيونغ يانغ. وأضافت الوكالة أن «المسؤولين بحثا التعاون الثنائي ومسائل أخرى تتعلق بالمصالح المشتركة»، من دون ذكر معلومات إضافية.

وتأتي هذه الزيارة في ظل توتر شديد في شبه الجزيرة الكورية، إثر تجربة بيونغ يانغ للصاروخ البالستي «هواسونغ ــ 15» العابر للقارات، فيما قابلها ردّ كوري جنوبي وأميركي تمثّل في إجراء أكبر مناورات عسكرية جوية في تاريخ البلدين.
في هذا السياق، أعلنت روسيا، على لسان نائب وزير خارجيتها، إيغور مورغولوف، أن «لديها قنوات اتصال مفتوحة مع كوريا الشمالية»، مبيّنة استعدادها لممارسة نفوذها على بيونغ يانغ. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مورغولوف، قوله في مؤتمر في برلين، «لدينا قنوات نجري عبرها حواراً ونحن مستعدون لاستغلالها»، مضيفاً أن واشنطن وبيونغ يانغ لا ترغبان في حرب حقيقية، «لكن سيناريوات كهذه قائمة».

تنوي اليابان
تمويل منظومة صاروخية «دقيقة» تطاول كوريا الشمالية

ودعا إلى تطبيق تدابير أخرى في التعامل مع كوريا الشمالية خلافاً لعزلها. ولفت إلى أن «كوريا الشمالية تسعى إلى حوار مباشر مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، في الوقت الذي لا تحتاج فيه إلى ضمانات أمنية، سواء من الصين أو روسيا».
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، كاتينا آدامز، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب «لا تزال ترغب في حل سلمي ودبلوماسي للتهديد النووي والصاروخي من بيونغ يانغ». ونقلت وكالة «رويترز» عن آدامز قولها إن «(كوريا الشمالية) أظهرت عبر أفعالها أنها غير مهتمة بإجراء محادثات... يجب أن نظل مركزين على زيادة التكاليف التي تتحمّلها بيونغ يانغ للاستمرار في الدفاع عن برامجها لأسلحة الدمار الشامل».
على صعيد متصل، أعلنت كوريا الجنوبية عزم رئيسها، مون جاي، على القيام بزيارة إلى الصين الأسبوع المقبل، وذلك لبحث ملف كوريا الشمالية ومواضيع أخرى. وتأتي هذه الزيارة، التي تبدأ الأربعاء المقبل وتستمر لمدة أربعة أيام، وسط مؤشرات إلى حراك ديبلوماسي، وتزامن إجراء فيلتمان محادثات مع مسؤول كوري شمالي كبير. وأوضح مكتب مون أن جدول أعماله خلال لقائه نظيره الصيني، شي جين بينغ، سيتضمن بحث السبل الكفيلة بإيجاد «تسوية سلمية لمسألة كوريا الشمالية».
في المقابل، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، إنه سيتم خلال الزيارة بحث «مسائل دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك»، بما في ذلك سبل «زيادة الاتصالات والتنسيق في المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية». ويُذكر أن زيارة بكين ستكون الأولى لمون منذ تولّي مهماته في أيار الماضي، في وقت يسعى فيه البلدان لتحسين العلاقات بينهما التي تشهد توتراً بسبب نشر سيول منظومة دفاعية أميركية مضادة للصواريخ «ثاد»، والتي تعارضها بكين بشدة، إذ ترى أنها تهدّد أمنها الخاص.
من جهة أخرى، بحث رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس، مع مون، سبل تعزيز العلاقات بين أنقرة وسيول. ووفق مصادر في رئاسة الوزراء التركية، فإنّ الاثنين اتفقا «على رفع مستوى اللقاءات الثنائية، بغية تطوير العلاقات القائمة بين الجانبين». ويذكر أن يلدريم وصل إلى سيول أول من أمس في زيارة استغرقت يومين، افتتح خلالها مبنى جديداً لسفارة بلاده، وذلك تلبيةً لدعوة من نظيره الكوري الجنوبي، لي ناك يون، الذي قال إن «بلاده وتركيا قررتا العمل معاً من أجل إقامة السلام في شبه الجزيرة الكورية»، مضيفاً أن محادثاته مع نظيره التركي «تناولت تجارب الصواريخ الباليستية... وآفاق التعاون بين البلدين».
يأتي ذلك في وقتٍ أعلن فيه جيش كوريا الجنوبية أن قاذفة أميركية من طراز «بي ــ 1 بي» حلقت فوق شبه الجزيرة الكورية، أمس، في إطار المناوارات المشتركة بين سيول وواشنطن، التي بدأت الإثنين الماضي وتنتهي غداً الجمعة.
من جانب ثانٍ، قال مسؤولون في الحكومة اليابانية، أمس، إن الحكومة ستعد موازنة تكميلية بقيمة 2.9 تريليون ين (25.9 مليار دولار) للعام المالي الممتد إلى آذار المقبل، وذلك لتغطية الإنفاق على الدفاع الصاروخي في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة بسبب بيونغ يانغ، وعلى إجراءات اقتصادية جديدة. وقال مصدران مطّلعان مباشرة على الأمر، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن اليابان تستعد لاقتناء صواريخ دقيقة تطلق من الجو، ما سيمنحها للمرة الأولى القدرة على ضرب مواقع كوريا الشمالية الصاروخية.