صحيفة تركية تعترف: العملية تتطلب أشهرا... وإن لم تنفذ في منبج فإن "عملية عفرين" منتهية

صحيفة تركية تعترف: العملية تتطلب أشهرا... وإن لم تنفذ في منبج فإن "عملية عفرين" منتهية

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٨ يناير ٢٠١٨

اعتبرت الكاتبة التركية سربيل تشويكجان أن الولايات المتحدة عللت سبب بقائها في سورية بالقول: "علينا ألا نكرر خطأ الانسحاب من العراق في 2011". مستندة في تعليلها هذا استنادا لما جاء على لسان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون.
 
وفي مقالها بصحيفة "ملليت" — ونقلها للعربية "ترك برس" — أشارت الكاتبة التركية إلى أن واشنطن وجدت شريكا مناسبا لمصالحها في سورية وأمضت 7 سنوات بحملات تكتيكية عن طريقه. بيد أن الذريعة التي قدمتها بتصريح تيلرسون الساذج، يصعب تسويقها حاليا. على حد تعبير الكاتبة تشويكجان.
 
وقالت: فما وراء الذريعة، أي "مكافحة داعش"، أصبح خاليا من المعنى بعد النجاحات المحققة ضد التنظيم على الأرض. هل من الممكن أن تظهر تنظيمات أخرى؟ لم لا..
 
لافتة إلى أن الإجابة الأكثر واقعية عن سؤال "ما هدف الولايات المتحدة في سورية؟"، هي استخدام حزب الاتحاد الديمقراطي حتى النهاية من أجل تثبيت أقدامها بشكل أفضل في هذا البلد. والأمر ينطبق على الطرفين.
 
واستدركت قائلة: فحزب الاتحاد الديمقراطي استغل الفرصة التي قدمتها له الحرب السورية على طبق من ذهب، وهو يسعى للوصول إلى مرحلة إقامة كيان شبيه بالدولة، بدعم أمريكي.
 
طبقت واشنطن خطة على مراحل من أجل حزب الاتحاد الديمقراطي.
 
ونظمت صفوف الحزب أولا. بعد ذلك أعدت الأرضية من أجل ممارساته الديموغرافية، وأخيرا سلحته بأحدث الأسلحة. وأجرت فعاليات التدريب والتسليح، التي أوجدتها لمحاربة الجيش العربي السوري في البداية، من أجل حزب الاتحاد الديمقراطي فقط.
 
مبينة أنه الآن، نجد في مواجهتنا وحدات حماية الشعب القادرة على استخدام كل الوسائط الحربية في عفرين. أما في منبج ومنطقة شرق الفرات فتمتلك جيشا قوامه 30 ألف عنصر، مزودا بأحدث الأسلحة، ويمتلك تقنيات كافة الهجوم والدفاع، ومهارات الحرب الإلكترونية.
 
وأضافت الكاتبة التركية: فيما يتعلق بتركيا قالت الولايات المتحدة في مختلف مراحل الحرب السورية إنها ستبعد وحدات حماية الشعب عن الحدود، وإنها تعارض توحيد الكانتونات، وإنها ستحول دون انتقال الأسلحة الممنوحة للوحدات إلى حزب العمال الكردستاني.
 
"لم ترغب الولايات المتحدة باتخاذ موقف جديد سوى اعتبار العمال الكردستاني تنظيما إرهابيا"، ولم تف بأي وعد قطعته. لم تخلِ منبج من وحدات حماية الشعب، ولم تستعد الأسلحة التي وزعتها عليها.
 
والآن تحاول اختبار عزم أنقرة بخصوص عملية منبج، عبر مقترحات من قبيل إنشاء منطقة آمنة. يتوجب قراءة التصريحات التركية حول تواصل عملية عفرين بالانتقال إلى منبج، من خلال هذه النقطة في العلاقات مع الولايات المتحدة.
 
وينبغي الأخذ بعين الاعتبار منطقة شرق الفرات، التي تعادل ثلث مساحة سورية، ويسيل اللعاب لاحتياطي الطاقة فيها، حيث يفرض حزب الاتحاد الديمقراطي سيطرته.
 
وخلصت كاتبة المقال إلى أن، الولايات المتحدة تحاول السيطرة على هذه المنطقة بشكل دائم عبر الحزب، الذي تسعى إلى إدارجه في الحل السياسي. وتريد الاحتفاظ بإمكانية إثارة الاضطرابات الداخلية في تركيا على نحو دائم من خلاله.
 
وختمت بالقول: أطلقت تركيا عملية عفرين، التي يتطلب إنجازها بنجاح، صبرا كبيرا. نتحدث عن عملية سيستغرق الوصول إلى مراحلها النهائية أشهرا، وعندما طرحت سؤال "متى تبدأ عملية منبج؟" في أنقرة، جاءتني الإجابة على النحو التالي: "إن لم تنفذ عملية منبج ستكون نظيرتها في عفرين قد انتهت".