القرار الذي كسر "مقاطعة قطر"... لماذا وافقت السعودية والإمارات

القرار الذي كسر "مقاطعة قطر"... لماذا وافقت السعودية والإمارات

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١ فبراير ٢٠١٨

أسفر قرار مقاطعة قطر عن إغلاق الحدود وتعقيد الأعمال التجارية، كما أثر في جوانب كثيرة، منها كرة القدم، تلك الرياضة الأكثر شعبية في المنطقة.

وكان من مظاهر تأثيره في كرة القدم، أن انقطعت خطوط الإمداد التي تغذي أعمال البناء الخاصة بكأس العالم 2022 في قطر، فضلا عن انتقال بطولة خليجي 23، إلى الكويت، بسبب رفض السعودية والإمارات والبحرين المشاركة بالبطولة في حال إقامتها في قطر.

 

غير أن إعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، يوم السبت 27 يناير/ كانون الثاني، أن الأندية السعودية والإماراتية ستواجه نظيراتها القطرية بدوري أبطال آسيا في مباريات الذهاب والعودة على أرض كل من الجانبين وليس في دول محايدة، أثبت أن يعد دليلا على كسر الحصار في الأيام القليلة الماضية، وفق ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

ونظرا إلى أن المقاطعة تتضمن حظرا كاملا على السفر من وإلى قطر برا أو بحرا أو جوا، فإن الاتحاد عمليا أمر الفرق السعودية والإماراتية، التي ستواجه خصومها القطريين بتجاهل الحظر من أجل البقاء في البطولة.

وقال جيمس دورسي، زميل رفيع بمدرسة إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، والمتخصص بكرة القدم والسياسة في الشرق الأوسط: "من المثير للاهتمام أن كرة القدم هي الشيء الوحيد الذي يخترق المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية فيما يبدو. وفي بيئة لا يوجد بين الدول فيها أي تعاملات، يُعَد هذا هو أول طريق يصل بينها".

وقال داتو ويندسور جون، الأمين العام للاتحاد الآسيوي لكرة القدم: "اللوائح واضحة، ولا بد من أن تقام المباريات ذهابا وإيابا، خاصة في بطولات الأندية. الآن علينا التفكير من منظورٍ عملي، علينا أن نجتمع بهم ونعرف ما يحتاجونه. هُناك الكثير مما ينبغي فعله بخصوص الملاعب وأوقات بدء المباريات وكل التفاصيل الأخرى".

وعبر اتحاد كرة القدم الإماراتي ونظيره السعودي عن مفاجأتهما بالقرار، لكنهما أشارا سريعا إلى أن الأندية المُشاركة لن تنسحب من البطولة، وسيأتي أول الاختبارات الصعبة في الثاني عشر من فبراير/شباط 2018، مع بدء دور المجموعات.

وقال اتحاد الإمارات لكرة القدم في بيان له: "من منطلق الحرص على التعاون مع الاتحاد الآسيوي، نعلن دعم مشاركة أنديتنا في دوري أبطال آسيا لموسم 2018".

وقال دورسي إنَّه يرى انصياع الإمارات والسعودية "اعترافا عمليا من الدولتين بشعبية كرة القدم في البلدين، واعترافا بمخاطر حرمان المشجعين من المباريات القوية. لا أظن أن هذا يظهر تغيرا في المواقف بقدر ما يدل على الحاجة للمناورة داخليا".

ولم يعلق الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعد على احتمالات إقامة المباريات بين الأندية السعودية والإيرانية على أرض محايدة. وكانت الدولتان قد قطعتا العلاقات الدبلوماسية في يناير/كانون الثاني 2016، وبعدها بعام قاد هذا النزاع إلى إقامة مباراتي الذهاب والإياب في دور نصف النهائي من دوري الأبطال، بين الهلال السعودي وبرسبوليس الإيراني، في الإمارات وعمان. وحضر 14 ألف شخص فقط المباراتين، بدلاً من عدد يصل إلى 150 ألف مشجع حين كانت المباريات تقام في الرياض وطهران.

وقال ستيف كيم، المدير السابق لدائرة مسابقات الأندية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم: "نقل المباريات إلى دولة محايدة حل مؤقت، أو هكذا ينبغي أن يكون. يجب لعب المباريات على أرض النادي وخارجها. لكن في آسيا، يُمكن أن يكون هذا صعبا".
القرار الأخير من منظمي دوري أبطال آسيا مشجع، وفقا لدورسي. ويقول: "إن استمرت أزمة الخليج حتى عام 2022، فإن اختراق الحصار في دوري الأبطال يعني أن اختراقا أكبر سيحدث في كأس العالم".

أمَّا بالنسبة لجون والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن المشكلة أبسط بكثير، إذ قال عن كأس العالم: "لم نفكر في هذا. لدينا التزامات تجاه المشجعين والإعلان والرعاة، ونركز على التأكد من استكمال التجهيزات".

وتقسم بطولة دوري أبطال آسيا إلى 8 مجموعات، في كل مجموعة 4 فرق، ويشارك فيها 4 أندية من قطر، و4 من الإمارات، واثنان من السعودية. (إيران، التي انحازت إلى الجانب القطري في النزاع السياسي، لديها فرقٌ مشاركة في البطولة، ولديها أزمتها الدبلوماسية الخاصة بها مع السعودية). وفي النهاية، ستضم نصف المجموعات الثمانية فريقاً واحداً من قطر وفريقاً واحداً من السعودية أو الإمارات (أو كليهما) على الأقل، بحسب الصحيفة