اسرائيل مصدومة لوصف ترمب تصريحات نتنياهو حول الاستيطان بالكذب

اسرائيل مصدومة لوصف ترمب تصريحات نتنياهو حول الاستيطان بالكذب

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ١٤ فبراير ٢٠١٨

صدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ومستشاروه من حدة البيان الصادر عن الإدارة الأميركية ضده، في قضية ضم المستوطنات إلى السيادة الإسرائيلية، الذي بلغ حد استخدام كلمة «كذب» لوصف أقواله. وقالت مصادر مقربة منه إن جهوداً مكثفة يجريها مسؤولون في ديوانه لتطويق المشكلة، ومنع تدهور العلاقات.
 
كان البيت الأبيض قد أكد في بيانه، الليلة قبل الماضية، أن «التقارير التي تدعي أن الولايات المتحدة ناقشت مع إسرائيل خطة لضم الضفة الغربية هي تقارير كاذبة».
 
وجاء هذا التصريح الاستثنائي رداً على تصريح نتنياهو أمام رؤساء أحزاب الائتلاف في حكومته بأنه يجري محادثات مع إدارة ترمب حول فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات. وجاء في بيان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش رفائيل، أن «الولايات المتحدة وإسرائيل لم تناقشا أبداً أي اقتراح كهذا، والرئيس يركز على مبادرته السلمية».
 
يشار إلى أن رفائيل هو المسؤول عن الملف الإسرائيلي الفلسطيني في البيت البيض، ويعتبر كاتم أسرار جارد كوشنر، صهر الرئيس الذي يقود فريق السلام من إدارة ترمب.
 
وأصدر ديوان نتنياهو بياناً عقّب فيه على التصريح الأميركي بالقول إن «نتنياهو أطلع الأميركيين على المبادرات التي تطرح في الكنيست، فأعربوا عن موقفهم القاطع بأنهم يلتزمون بدفع خطة السلام التي يطرحها الرئيس ترمب»، وإنه «لم يجر تنسيق هذه المبادرات مع أية جهة أميركية». وطلبت الإدارة من إسرائيل توضيح هذه المسألة في ضوء التقارير الكثيرة التي نشرت فيها وفي أنحاء العالم، والتي ادعت أن الولايات المتحدة أعربت، حسب نتنياهو، عن استعدادها لمناقشة ضم المستوطنات في الضفة الغربية.
 
فعمّم نتنياهو فوراً بياناً على لسان «مصدر سياسي كبير»، يقول إن «نتنياهو لم يعرض أمام الولايات المتحدة مقترحات ضم محددة، وإن الإدارة لم تعرب بعد عن موافقتها على المقترحات».
 
وحسب المصدر، فإن «رئيس الوزراء يتحدث منذ فترة طويلة مع الإدارة الأميركية حول المصالح القومية لإسرائيل في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي. وموقف رئيس الوزراء نتنياهو هو أنه إذا استمر الفلسطينيون في رفضهم التفاوض من أجل السلام، فإن إسرائيل ستقدم بدائل».
 
ولم يعجب هذا التوضيح الأميركيين، فأصدروا بياناً آخر استخدموا فيه كلمة «الكذب» لوصف تصريحات نتنياهو، ونفوا تماماً أقواله بأنه يدرس معهم مسألة الضم، وأكدوا أن موقفهم صارم ضد الضم وسائر الخطوات الأحادية.
 
وقد أثارت هذه القضية ردود فعل حادة ضد نتنياهو، فقال رئيس المعسكر الصهيوني، آفي غباي، إنه لمن المحزن أن يصدر بيان عن الإدارة الأميركية تقول فيه إن رئيس حكومة إسرائيل لا يتفوه بالحقيقة. وقال النائب يوئيل حسون، من المعارضة، إن «إدارة باراك أوباما التي عانت من نتنياهو، والعلاقات بينها وبينه كانت متأزمة طيلة 8 سنوات، لم تستخدم كلمة (كذب) ضده، مع أنه كذب كثيراً في مهاجمتها». وقالت رئيسة حزب «الحركة»، النائبة تسيبي ليفني (من كتلة المعسكر الصهيوني) رداً على ذلك: «إن صفقة الفساد الفاضحة مقابل الضم تقودنا إلى كارثة. الأقلية المتطرفة ورئيس الوزراء الضعيف يقودوننا إلى دولة واحدة سنكون فيها متشابكين إلى الأبد، إسرائيليين وفلسطينيين، في صراع دموي. سواء كان المقصود الأعذار المعتادة لنتنياهو، الذي يفهم الكارثة ويحاول المماطلة في الوقت، أو مناقشة حقيقية مع الولايات المتحدة – فإن موضوع الضم على الطاولة».