اختتام الأولمبياد: فرصة «جديدة» للقاء واشنطن وبيونغ يانغ؟

اختتام الأولمبياد: فرصة «جديدة» للقاء واشنطن وبيونغ يانغ؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٣ فبراير ٢٠١٨

مرة ثانية، سيجمع أولمبياد كوريا الجنوبية الذي ساهم في تحقيق انفراجة كبيرة في شبه الجزيرة، «من خلف الزجاج» وفدي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وسط حديث بعدم نية عقد لقاء بين الطرفين. أما سيول، فخرجت عن صمتها أخيراً، بعد التساؤلات عن علاقتها بالحليفة واشنطن لتنفي «وجود أي خلافات»
 
أعلنت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، أن كوريا الشمالية سترسل وفداً آخر رفيع المستوى إلى الجنوب لحضور مراسم اختتام دورة الألعاب الشتوية في مدينة بيونغ تشانغ. وأضافت الوزارة في بيانٍ أن الوفد سيسافر براً وسيرأسه نائب رئيس اللجنة المركزية في الحزب الحاكم، كيم يونج تشول، وسيبقى ثلاثة أيام اعتباراً من 25 شباط المقبل.
 
وصرّح مسؤول رئاسي بأن كيم وأعضاء الوفد المرافق له سيجتمعون مع الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، خلال فترة وجودهم في الجنوب. وكيم هو المسؤول عن العلاقات بين الكوريتين، وعمل أيضاً مديراً لمكتب الاستطلاع العام، وهو جهاز مخابرات عسكري رفيع تلقي سيول عليه بالمسؤولية في غرق الطراد تشيونان عام 2010. ويُذكر أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية كانتا قد أدرجتا كيم على قائمتيهما السوداء لـ«دعمه برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية».
لكن سيول بررت قبول حضور كيم بأنه «من أجل إنجاح الأولمبياد»، وفق ما صرح به مسؤول رئاسي في البيت الأزرق. وقال المسؤول إن بلاده أعلمت الولايات المتحدة بالزيارة المرتقبة، وتناقش الطرفان في دخول كيم إلى كوريا الجنوبية.
وتتزامن أحدث زيارة لمسؤولين من كوريا الشمالية مع حضور وفد أميركي برئاسة إيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب لمراسم الختام، التي من المقرر أن تحضر مأدبة عشاء في البيت الأزرق مع مون اليوم الجمعة بعد وصولها إلى البلاد. ووفق تصريح لمسؤول كوري جنوبي، فإن إيفانكا «ليس لديها أي خطط للقاء مسؤولين من كوريا الشمالية»، مضيفاً: «لا توجد فرصة رسمية للقاء يجمعهم».
في السياق، كشف مسؤول حكومي أن بلاده أنفقت نحو 240 مليون وون (نحو 220 ألف دولار) على الشقيقة الصغرى لرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون والوفد المرافق لها خلال زيارتهم التي استمرت ثلاثة أيام لحضور مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. وقال مسؤول في وزارة الوحدة الكورية الجنوبية، أمس، إن الأموال صرفت في الغالب على الإقامة والنقل والطعام للوفد المؤلف من أربعة أعضاء و18 مرافقاً.
من جهة ثانية، قالت الصين، إنها تحقق في تقرير ياباني أشار إلى أن «سفينة صينية ربما أجرت عملية نقل بضائع مع سفينة كورية شمالية في عرض البحر، ما يُعد مخالفة للعقوبات المفروضة من الأمم المتحدة».
 
وكانت اليابان قد أعلنت أول من أمس، أن جيشها رصد ناقلة نفط عليها علم كوريا الشمالية تقف بجانب سفينة صغيرة في بحر الصين الشرقي، ولم يجرِ التعرف إلى هوية تلك السفينة، لكن كُتب عليها بالحروف الصينية، ما يشير إلى احتمال أنها كانت أيضاً ناقلة نفط من إقليم فوجيان بجنوب شرق الصين.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ، أمس، إن بلاده تولي اهتماماً كبيراً بالتقرير الياباني، لافتاً إلى أن بكين تحقق في الموضوع، مستدركاً: «إن الصين تلتزم كلياً وبصرامة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وتضطلع بمسؤولياتها الدولية». وأكد أن بلاده «حظرت عمليات نقل البضائع المخالفة لقرارات الأمم المتحدة... وأكدت مراراً التزامها الكامل لكل القرارات ضد كوريا الشمالية، رغم شكوك واشنطن وسيول وطوكيو في وجود ثغرات حتى الآن».
في السياق الكوري الجنوبي ــ الأميركي، وبعد «اهتزاز» العلاقات بين البلدين وبروز الخلافات، قال رئيس كوريا الجنوبية إن العلاقات مع الولايات المتحدة «صلبة كالصخرة» و«قوية ومتينة كما كانت دوماً». ووجه نواب أسئلة إلى إدارة مون بشأن ما إذا كانت هناك خلافات في الرأي أو السياسة بين كوريا الجنوبية وحليفتها الولايات المتحدة في ما يتعلق بمساعي التعامل مع كوريا الشمالية لدفعها إلى التخلي عن برامجها الصاروخية والنووية. وقال مون في مقابلة مع مجلة «مونوكل» نشرت أمس: «قال الرئيس ترامب إن بإمكاني إبلاغه في أي وقت إذا كانت هناك حاجة للمساعدة في عملية تنفيذ الحوار بين الكوريتين وإنه يدعمني مئة في المئة»، مضيفاً أن «هدفي حلّ القضية النووية في كوريا الشمالية وترسيخ السلام».
من جانبها، نفت وزيرة الخارجية كانغ كيونغ هوا، وجود أي خلافات مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن سيول تجري محادثات وثيقة مع واشنطن في كل خطوة تتعلق بالسياسة الخاصة بكوريا الشمالية.