وساطةٌ مصريّةٌ لوقفِ "عمليّة الغوطة".. مَنْ في الكواليس..؟

وساطةٌ مصريّةٌ لوقفِ "عمليّة الغوطة".. مَنْ في الكواليس..؟

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٣ فبراير ٢٠١٨

محمود عبداللطيف
 
تحدّثت تقاريرُ إعلاميّةٌ عن وجودِ مساعٍ لوساطةٍ مصريّةٍ لوقفِ عمليّةِ الجيشِ السوريّ في الغوطة، وذلك من خلالِ اتّفاقٍ يتمُّ من خلالِهِ إخراجُ تنظيم "جبهة النصرة" وفصيلِ "فيلق الرحمن" إلى إدلب، مقابل الإبقاءِ على فصيلِ "جيش الإسلام" في داخلِ الغوطة على أنْ تتمَّ مفاوضاتٌ لاحقة بين هذا الفصيلِ والحكومةِ السوريّة حولَ الوضعِ في الغوطة.
مصادرُ دمشقيّةٌ، اعتبرت أنَّ وجودَ وساطةٍ مصريّةٍ أمرٌ غير مرفوضٍ من قِبَلِ دمشقَ، لكن ليس من الممكنِ التمييز بين فصيلٍ إرهابيٍّ وآخرَ، خاصّةً أنَّ فصائلَ الغوطةِ الأساسيّة "جيشُ الإسلام - فيلقُ الرحمن - جبهةُ النصرة"، أعلنت عبرَ صفحاتِها على مواقعِ التواصل الاجتماعيّ عن تشكيلِ "غرفة عمليّاتٍ مشترَكة" لمواجهةِ تقدّمِ الجيشِ السوريّ في مناطق الغوطة حالَ بدءِ العمليّةِ البرّيّة، إذْ تقتصرُ العمليّات السوريّةُ حاليّاً على استهدافِ البنكِ الأوّل من الأهدافِ التي حملت للوسائِطِ الناريّةِ المختلِفةِ بعدَ أنْ تمّت عمليّة رصدٍ واستطلاعٍ دقيقةٍ خلالَ الأيّامِ الماضية.
 
وتربطُ المصادرُ بينَ قوّةِ العلاقةِ "المصريّة - السعوديّة"، وتبعيّات الفصائلِ المنتشِرةِ في الغوطةِ وتيّار الغد، إذْ إنَّ "جيشَ الإسلامِ" من الفصائلِ المحسوبةِ على الحكومةِ السعوديّة في الغوطة، فيما يُحسَبُ كلٌّ من "فيلق الرحمن" و"جبهة النصرة" على الحكومةِ القطريّة، وكنتيجةٍ طبيعيّةٍ لحالةِ الصِّراعِ السياسيّ بينَ الطّرفين، تحاولُ الرياضُ الإبقاءَ على فصيلِها في الغوطةِ الشرقيّة لتضمنَ بقاء ورقة "أمن العاصمة" كورقةٍ قويّةٍ بيدِ المعارَضةِ المعروفةِ باسمِ "منصّةِ الرياض" في أيّةِ عمليّةٍ سياسيّة، وعلى هذا الأساس كلّفت "تيارُ الغد" الذي يرأسهُ الرئيسُ السَّابق للائتلافِ "أحمد الجربا" بطلبِ الوساطةِ المصريّة، وذلكَ نظراً للتقاربِ "السوريّ - المصريّ" الكبيرِ من بوّابةِ الاقتصاد.
 
وتقولُ مصادرُ مُواكِبة للحدثِ إنَّ عمليّةَ إخلاءِ الوجودِ المسلّحِ في الغوطةِ إمّا أنْ تكونَ كاملةً أو أنَّ دمشقَ لنْ تقبلَ بها، فقرارُ الحكومةِ السوريّةِ بالذهابِ نحو معركةٍ مفتوحةٍ مع الفصائلِ في الغوطةِ الشرقيّة، جاءَ بعدَ الارتياحِ الكبيرِ الذي أفرزتهُ المعاركُ الكبرى في "دير الزور - حماة - حمص - الرقة - السويداء"، ومُؤخّراً في إدلبَ، وكنتيجةٍ حتميّةٍ لهذه المعارِك كانَ من الطبيعيّ أنْ تعملَ الحكومةُ السوريّةُ على تأمينِ العاصمة، وكان من المُتوقّع أنْ تعملَ الفصائلُ المنتشرَةُ في الغوطةِ على زيادةِ وتيرةِ استهدافِها لأحياءِ العاصمةِ بقذائفِ الهاون والقذائفِ الصاروخيّة، ويُعتبَرُ تخليصُ دمشقَ من "شبح القذائفِ" واحداً من أهمِّ أسبابِ العمليّة.
 
وتُضيفُ المصادرُ نفسُها، أنّهُ في حالِ طرحِ مفاوضاتٍ لإخراجِ المسلّحينَ من الغوطةِ الشرقيّة إلى ريفِ إدلبَ، سيكونُ مرحّباً بمثلِ هذه المفاوضات من دمشقَ على ألّا ُيستثنى من عمليّةِ الإخراجِ أيّ فصيل، لكن لنْ تقبلَ دمشقُ بأيّ طرحٍ يُحوّلُ "الغوطةَ" إلى ساحةٍ لتصفيةِ حساباتِ الدولِ الخليجيّة المتصارِعةِ على حسابِ المصلحةِ السوريّة، وعلى ذلكَ تُبْنَى نتيجةُ الوساطةِ المصريّة، ومع تأكيدِ الحكومةِ الروسيّة أنَّ مفاوضاتِ "هدنةٍ" في الغوطةِ انهارت بسببِ الفصائلِ المسلّحةِ، فيكونُ من المنطقيّ توقّع بدء عمليّة اقتحامِ الأهدافِ البرّيّةِ خلالَ 48 ساعةً على الأبعد.
 
يُشارُ إلى أنَّ الحكومةَ الروسيّة دعت إلى جلسةٍ مفتوحةٍ لمجلسِ الأمنِ لمناقشةِ ملفِّ "الغوطةِ الشرقيّة"، في وقتٍ تُؤكّدُ فيه تقاريرُ إعلاميّةٌ سوريّة أنَّ منظّمةَ "الخوذ البيضاء"، وزّعت أقنعةً واقيةً على أفرادِ الفصائلِ في الغوطة، ما يُشيرُ إلى نيّة هذه الفصائل تنفيذ جريمةٍ باستخدامِ الأسلحةِ الكيميائيّة لنسبِها للجيشِ السوريّ كما حدثَ في "خان شيخون" خلالَ الصيفِ الماضي، وذلكَ لتبريرِ تدخّلٍ عسكريٍّ أجنبيّ قد يكونُ فرنسيّاً هذه المرّة تبعاً للتهديداتِ التي أطلقتها باريس على لسانِ رئيسِها "ماكرون".
آسيا