أمريكا تُخلي نقاطَها في منبج.. ماذا في التّفاصيل

أمريكا تُخلي نقاطَها في منبج.. ماذا في التّفاصيل

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٦ مارس ٢٠١٨

قالت مصادرُ محليّة لـ"وكالة أنباء آسيا": إنَّ عدداً من المصفّحاتِ والآليّاتِ العسكريّة الأمريكيّة انسحبت من مدينة "منبج" بريفِ حلب الشّرقيّ، إلى مناطق ريف الرقة الغربيّ الواقعة إلى الشّرق من نهر الفرات، فيما يشيرُ إلى أنَّ هذه العمليّة لن تتوقّف قبلَ أنْ يتمَّ إخلاء كامل القوّات الأمريكيّة من المدينة التي كانت مثاراً لتصريحاتِ المسؤولين الأتراك وعلى رأسِها وزير الخارجيّة "مولود جاوويش أوغلو".
المعلوماتُ التي لمْ تتمكّن "وكالة أنباء آسيا" من التأكد من صحّتها من مصدرٍ مستقلّ، تؤكّدُ أنَّ أكثر من 30 آليّةً عسكريّةً ترفعُ العلم الأمريكيّ غادرت مدينةَ منبج، وتعتبرُ المصادرُ المحلّيّة في المدينة أنَّ الحدثَ قد يتلوه انسحاب "قوّات سوريّة الديمقراطيّة" من المدينةِ التي قال "جاويش أوغلو" يوم، الثلاثاء الماضي: إنّها ستكونُ تحت سيطرةِ قوّات "أمريكيّة – تركيّة"، تبعاً لتفاهمٍ بين البلدين حولَ وجودِ "قسد" في مناطق غرب الفرات.
في الوقتِ نفسه، زعمَ مصدرٌ كرديٌّ فضّلَ عدم الكشفِ عن هويّته، أنّه لا توجد أيّة نيّةٍ لدى "قسد" للانسحابِ من "منبج"، مُؤكّداً في الوقتِ نفسِهِ أنّهُ تمَّ تحصينُ كامل خطوطِ الدِّفاع عن المدينةِ من خلالِ تعزيزِ الوجودِ العسكريّ في القرى الواقعةِ إلى الجنوبِ من نهر السّاجور الواقع شمال "منبج"، إضافةً إلى القرى الواقعةِ على الطّريقِ الواصلةِ إلى مدينةِ "الباب" التي تنتشرُ فيها قوّاتٌ من الجيشِ التركيّ والفصائل المُتحالِفة معه.
وأكّدَ المصدرُ نفسه خلالَ حديثهِ لـ"وكالة أنباء آسيا"، أنَّ الخياراتِ في مدينة "منبج" مفتوحةٌ على مستوى القتال، مُقلِلاً في الوقتِ نفسِه من احتمالِ توجّه "قسد"، إلى التفاوضِ مع الحكومة السّوريّة حولَ تسليم المدينة، مُدلِّلاً على كلامِهِ بتصريحاتٍ وبياناتٍ صادرةٍ في وقتٍ سابق عن مسؤولي "قسد"، بأنَّ التفاوضَ مع الدولةِ السّوريّةِ على أيّ ملفٍّ لن يتمَّ من دونِ موافقةِ واشنطن.
شخصيّاتٌ عشائريّةٌ، أكّدت لـ"وكالة أنباء آسيا"، أنَّ الميلَ الشّعبيّ في المدينةِ يتّجهُ لتسليمِها إلى الجيشِ السّوريّ، بما يجنّبها العمليّات القتاليّة المُحتمَلة الحدوثِ بين "قسد" و"الجيشِ التركيّ"، مُعتبرةً في الوقتِ نفسه، أنَّ تكرارَ سيناريو مدينة "عفرين"، سيكونُ بمثابة انتحارٍ ميدانيٍّ من قبلِ "قسد" من دونِ مقابل، فالمواقفُ الأمريكيّةُ من عمليّةِ "غصن الزيتون" لا تُشيرُ إلى أنَّ "واشنطن" ستأخذُ أيّ موقفٍ سلبيّ تجاهَ أيّةِ عمليّةٍ تركيّةٍ يكون هدفَها السّيطرة على منبج.
تضاربُ الأنباءِ حولَ انسحابِ القوّاتِ الأمريكيّة من مدينة "منبج"، ونيّة "قسد" القتال ضدّ الجيشِ التركيّ في حالِ بدءِ عمليّةٍ عسكريّةٍ باتّجاهِ المدينة، يضعُ المدنيّينَ في مناطقَ ريفِ حلبَ الشّرقيّ أمامَ احتمالاتِ نزوحٍ جديدةٍ قياساً على المشهدِ الميدانيّ في عفرين، الأمرُ الذي تقولُ مصادرُ محلّيّة بأنّه سيكونُ أكثر صعوبةً من "عفرين" نتيجةً لسوءِ الأحوالِ المعيشيِة في محيطِ المدينةِ، ووجود عددٍ ضخمٍ من النازحينَ المقيمينَ في المخيميّنِ الواقعينِ إلى الشّرقِ من "منبج".