ادارة متخبطة تصارع الموج العاتي

ادارة متخبطة تصارع الموج العاتي

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٦ مارس ٢٠١٨

الدكتورة ناهد الحسيني – الأزمنة خاص- الولايات المتحدة

وصفت مصادر مطلعة في الكونغرس العربي الأمريكي الاسلامي ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها "متخبطة في قراراتها وتصارع أمواج البحر العاتية، وبالتالي فهي دخلت في نفق مظلم نتيجة التصدع الحاصل داخل المؤسسة السياسية الحاكمة، والاقالات المفاجئة التي أجراها ترامب لمسؤولين بارزين في حكومته تنم عن "قصر نظر في البعد الاستراتيجي" للتعامل مع القضايا العربية والدولية."

هناك مكاشفات كبيرة تجري حاليا في مجلسي النواب والشيوخ حول الوضع في سوريا، وهناك من يقول من الجمهوريين والديمقراطيين بأن العد العكسي بدأ وسيطال دولتهم العتيدة الغارقة في مستنقع مشاكلها الداخلية وستفقد أوراقها الخارجية الواحدة تلو الأخرى، والسياسة الأمريكية تحولت الى بازار مفتوح على مصراعيه لمن يدفع أكثر، حيث أن الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان الى البيت الأبيض أثبتت بالملوس أن ترامب رجل صفقات تجارية ومكاسب آنية وهمه الوحيد الاستيلاء على مدخرات الخليج المالية والنفطية حتى لو تطلب الأمر اجتياح دول بعينها وتغير أنظمتها السياسية.

ويبدو أن ترامب يعتزم الآن نقل قاعدة العديد الجوية في قطر الى السعودية بعد أن أقنعه بن سلمان بذلك، كما يخطط لنقل القوات الجوية الأمريكية في قاعدة أنجرليك الى قاعدة أندرافيدا في شرق اليونان لأنه يهيىء الأجواء السياسية بالتدريج للانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران وتوجيه ضربة عسكرية قاسمة لها بتعاون خليجي واسرائيلي كامل.

ماذا قالت الحكومة العميقة لترامب ؟

مصادر الأزمنة الخاصة من الولايات المتحدة تقول أن الحكومة العميقة وضعت أمام ترامب ثلاث خيارات أحلاهما مر: ضرب ايران، أو توجيه ضربة نووية لروسيا والصين، أو تغير الدولار واستبداله بعملة أخرى لكي يتداعى الاقتصاد العالمي كأحجار الدومنيو. وهذه معلومات تكشف للمرة الأولى لكي نستشرف المستقبل وما يحمله من قادم الأيام. واذا لم يلتزم ترامب بأحد هذه الخيارات فسوف يحاكم علنا بتهمة الخيانة العظمى من جراء تورطه مع دولة أجنبية في ملفات حساسة لم تكشفها بعد وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيق الفيدرالي للعلن.

هل انتهت  داعش ؟

مصادرنا تقول بأن قيادات داعش في سوريا والعراق تم نقلها الى الحدود الباكستانية-الأفغانية وهي الآن موجودة في مناطق طالبان تنتظر ساعة الصفر لتنفيذ المهام الجديدة المناطة بها. وهناك خلط أوراق سيحدث في العراق ومصر والجزائر من خلال اطلاق العنان لخلايا اخوانية ووهابية تستبيح البلاد وتقتل العباد. داعش ستعود ولكن بوجه أقبح، "والاسلامو فويا" الذي تتبناه وتراعه محافل الشر والشبكة العنكبوتية سيبقى سيفا مسلطا على العالم العربي يستثمر فيه كل قاص ودان.

الأوروبيون سلعة تتقاذفها الرياح الموسمية

تقول معلوماتنا بأن القرار الأوروبي" مصادر ويقبع في الجيب الأمريكي". هناك صراخ وعويل ونحيب في مراكز القرار الأوروبية، لكنه لايعدو كونه زوبعة في فنجان. الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا وايران والصين ولم تفعل أوروبا شي سوى الاذعان للقرار الأمريكي، وهناك دولة موجودة في قلب أوروبا تكيد المكائد وتطبخ الدسائس وتجاهر بحرصها على تطبيق ما يصدر عن الحكومة العميقة بحذافيره.

وحول ما يجري في سوريا، تقول مصادرنا بأن البنتاغون يراقب التطورات العسكرية بدقة متناهية، ويخطط لبقاء طويل الأمد في سوريا من خلال القواعد والمطارات العسكرية الموجودة في مناطق النفط والغاز في الشمال من سوريا والتي تعتبرها الولايات المتحدة نقاط هجومية وخطوط امداد لوجستية، ومراكز انطلاق الى منصات أخرى.

 

أوردوغان بهلوان يلعب على الحبال

الرئيس التركي رجب طيب أوردغان يلعب لعبة "القط والفار" مع الولايات المتحدة"، التي كانت تربطه بها علاقات استراتيجية، أما الآن، فقد امتهن "السمسرة السياسية" ومشى على خطا ترامب، فبعد عفرين يريد دخول سنجار بحجة القضاء  على حزب العمال الكردستاني وتأمين حدود الدولة العثمانية من الأخطار الارهابية. يعلم أوردوغان مسبقا بأن الزيارة المشؤونة لابن سلمان الى الولايات المتحدة قد حملت في طياتها مطالب باغلاق قاعدة انجرليك، وتحجيم نفوذ الحركة الاخوانية العالمية التي يقودها شخصيا، واعادة سيناريو الانقلاب العسكري الى الواجهة الذي كشفته موسكو عبر محطتها الاستخبارتية في قاعدة حميم وأبلغت أوردوغان به قبل ساعات قليلة من حدوثه.

ترامب يقطع شعرة معاوية مع الروس

 اتخذت ادارة ترامب قرارا بطرد 60 دبلوماسيلا روسيا من الولايات المتحدة وأغلقت القنصلية الروسية في سياتل وحذت حذوها دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا والتشيك ولاتفيا والحبل على الجرار. وهذه الخطوة تأتي بعد قرار الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على شخصيات روسية رفيعة المستوى سياسية ورجال أعمال وكيانات اتهمهم مكتب التحقيق الفيدرالي بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الرئاسية بناء على الملفات التي هي بحوذة وكالة الاستخبارات المركزية ال س أي ايه. واذا عدنا الى كلام هينري كيسنغر منظر الاستراتيجة الأمريكية وأحد أهم أعمدة الحكومة العميقة والتي قال فيها "سندق مسمار في نعش ايران وسنعيد روسيا الى حجمها الطبيعي لأنها صنيعتنا ونحن الذين سمحنا لها بالتوسع"، نجد أن هذا الكلام يطبق حرفيا قولا وفعلا على أرض الواقع، وبالتالي، فان الاصطفافات الدولية القادمة ستشهد ولادة جنينية من الخاصرة لتحالف قوى دولية تقف في وجه الشيطان وقرونه وأتباعه لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الآوان.