هل يفعلها ترامب ويترك إسرائيل والسعودية وحيدتين؟

هل يفعلها ترامب ويترك إسرائيل والسعودية وحيدتين؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ٣١ مارس ٢٠١٨

يلوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخروج "أنف" قواته من واجهة الملف السوري، ويطلب من وزارة خارجيته تجميد نحو 200 مليون دولار كانت مخصصة لجهود إعادة الإعمار في سوريا. المصادر التي أتت من البيت الأبيض قالت إن ترامب أبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب القوات الأميركية مبكراً من سوريا. صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت كذلك أن القرار الرئاسي يعدّ مؤشراً على جديّة تصريحات ترامب الأخيرة حول الانسحاب الأميركي من سوريا، معتبرة أن الرئيس الأميركي ضاق ذرعاً ببطء التوصّل لحلول سياسية في سوريا، ما يعني أن التلويح بانسحاب القوات الأميركية من سوريا حقيقي؟ 
 
التقديرات السياسية تستبعد ذلك في الوقت الحالي على الأقل، وهذا ما أكّده الباحث والكاتب السياسي سعيد محفوض بقوله إن التلويح الأميركي بالخروج من سوريا، غير صحيح، لأن مقتضى المتابعة لما يحدث في الأيام الماضية يقول إن ترامب لن ينسحب من سوريا. محفوض أشار في حديث إلى الميادين نت أن تغلعل أميركا وتدخلها في سوريا مستمر، مؤكّداً أن قراءة الأميركي للوضع السوري لن تتغير حتى مع تغير ترامب.
 
على المقلب السعودي، قال ولي العهد محمد بن سلمان في مقابلة مع مجلة "تايم" الأميركية إن على واشنطن أن تُبقي قواتها في سوريا للتصدّي "للنفوذ الإيراني"، معتبراً أنه على القوات الأميركية البقاء في سوريا على الأقل في المدى المتوسط. ورأى بن سلمان أن وجود القوات الأميركية في سوريا هو "المجهود الأخير لمنع إيران من توسيع نفوذها مع حلفاء إقليميين"، مضيفاً أن هذا الوجود العسكري سيتيح لواشنطن الاحتفاظ بدور في تحديد مستقبل سوريا. كلام بن سلمان يؤكّد رغبة الرياض في بقاء القوات الأميركية في سوريا، ما يدفع المتابع إلى سؤال مشروع، ما مصلحة السعودية في بقاء الجيش الأميركي أو انسحابه؟
 
في هذا الصدد، يقول محفوض إن أميركا رافعة أساسية للسعوديين للحكم الجديد القادم، ويؤكّد أن السعودية لا يمكن أن تقبل بوجود نظم أو سياسات إقليمية مستقلة، وهي تتبنى الخطاب الطائفي في تجديد "العقل المؤثر" الذي تقوم عليه المملكة، خاصة مع وجود حكم جديد قريب، مؤكّداً أن بن سلمان يعوّل كثيراً على الوجود الأميركي في سوريا.
 
وعن دورها الميداني المباشر أشار محفوض إلى أن الرياض تلعب دوراً في سوريا باستخدام الكرد ضدّ تركيا وإيران وضدّ دمشق بطبيعة الحال.
 
نيران صديقة؟
ماذا لو انسحب "رجل المفاجآت" من سوريا فعلاً؟ السؤال هنا ستطرحه إسرائيل التي تعتبر الولايات المتحدة "صديقة إسرائيل الحقيقة". بحسب الباحث والكاتب عقيل محفوض، هناك استحالة حالية في أن تنسحب أميركا من سوريا، كل المؤشرات، والسياسات العملية، والمؤشرات والتعقيدات، في سوريا وإيران، ولبنان، واليمن، لا تدل على أن أميركا قد تغير من سياساتها في سوريا أو تخفف من وجودها أو تتخلى عن حلفائها وفي مقدمتهم إسرائيل.
 
محفوظ اعتبر أن بعض جوانب الأزمة في سوريا قد تمّ حلّها بعض الشيء، لكنّ هذا لا يلغي احتمالية تزايد التوترات وأن تنتقل الأمور لمكان أكثر تهديداً وخطورة، مؤكّداً أن الأميركي لن ينسحب ويترك "البلاد" للروسي و"الإيراني" من دون ثمن، خصوصاً أن الحدّ من التواجد الإيراني في سوريا هو من أساسيات ترامب وإسرائيل.
 
وعن مصلحة أميركا في الانسحاب، أكّد محفوظ أن الولايات المتحدة قد تخفف من تواجدها في حال تمكّنها من إيجاد وكلاء محليين أو قوة محلية للنيابة عنها.
 
وعن سؤال حول ما إذا كانت هناك دول أخرى أخرى ستطلب من ترامب البقاء في سوريا، أكّد محفوض أن السعودية ستطلب بقاء أميركا في سوريا أولاً، ومن ثم حلفاء واشنطن، لأن انسحاب أميركا من المشهد السوري سيعني أن روسيا وإيران ستتواجدان أكثر على الأراضي السورية، وهذا التواجد بالمناسبة بطلب رسمي من حكومة دمشق، وهذا ما لا يناسب الرياض وتل أبيب.