أبو الغيط: الأزمة السورية تشهد تطورات متسارعة ومؤسفة

أبو الغيط: الأزمة السورية تشهد تطورات متسارعة ومؤسفة

أخبار عربية ودولية

الخميس، ١٢ أبريل ٢٠١٨

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في الجلسة التحضيرية لاجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، إن الأزمة الأزمة السورية تشهد تطورات متسارعة ومؤسفة.

وأضاف أبو الغيط في كلمته "إن أوضاعا وأزمات خطيرة مكنت قوى دولية وإقليمية من التدخل في شئون دول المنطقة بصورة غير مسبوقة، تحقيقا لمصالحها الذاتية وبشكلٍ يؤدي إلى تعقيد الأزمات القائمة وإطالة أمدها، وبرغم أن الأغلبية العظمى من الدول العربية لا تواجه تهديدات أو أزمات خطيرة ولله الحمد، إلا أن استمرار حالات التفكك والتفتت في بعض الدول يُلقي بظلاله على المشهد العربي في مجمله".

وأشار إلى أن "الأزمات لا تعرف الحدود، وإنما تمتد آثارها السلبية من دولة إلى أخرى في صورة مخاطر أمنية وتهديدات إرهابية، فضلا عن تفاقم مشكلة اللاجئين التي تُمثل واحدة من أخطر الأزمات التي ينوء بها كاهل الدول المستضيفة، وعلى رأسها لبنان والأردن".

وتابع أبو الغيط "حمل العام الماضي بعض الأنباء المبشرة وعلى رأسها ما تحقق من انتصارات على جماعة الإجرام والتخريب المسماة بـ"داعش".. وينبغي العمل على تحصين هذا الانتصار بالإسراع في إعادة الإعمار وتأهيل السكان الذين تعرضوا لشتى صنوف المعاناة، تمهيدا لعودة اللاجئين لأوطانهم والنازحين إلى ديارهم، إن بذل الجهد في هذه النواحي يكاد يوازي في أهميته الانتصار العسكري، ذلك أن هذا وحده هو ما يحول دون عودة جماعات التكفير إلى هذه المناطق".

وقال إن القضية الفلسطينية تتعرض في المرحلة الحالية لمحاولة خطيرة لتقويضٍ محدداتها الرئيسية، "فقد شكل قرار الرئيس الأمريكي الأُحادي وغير القانوني، بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل، تحديا غير مسبوق لمحددات التسوية النهائية المستقرة والمتفق عليها دولياً، منذ بدء العملية السياسية في مطلع التسعينات".

وأوضح أن التحدي أمام العرب اليوم يتمثل في الحفاظ على محددات العملية السلمية كما وضعها الجانب العربي في مبادرة السلام العربية، وعدم السماح بتمييعها أو التلاعب بها أو قلب أولوياتها بهدف جني ثمار السلام قبل الوفاء بمقتضياته.

واستكمل "في ظل ما تشهده الأزمة السورية من تطورات متسارعة ومؤسفة.. فإن انحسار التأثير العربي في مجريات أحداث هذه الأزمة يتيح تدويلها بصورة لا تصب في مصلحة الشعب السوري.. وقد شهدنا مؤخرا عدداً من الاجتماعات التي تضم قوى دولية وإقليمية لتقرير مصير الوطن السوري بصورة أخشى أن تدفع بهذا البلد العربي إلى واقع تقسيم فعلي، وتفتح المجال أمام تفتيته إلى كياناتٍ أصغر تهيمن عليها قوى خارجية.. وهو أمرٌ لا أتصور أن دولة عربية تقبل به.. إن الإجماع العربي لا زال منعقدا".