نيبينزيا من مجلس الأمن: تهديدات واشنطن بضربة عسكرية لسورية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولن نقبل بها

نيبينزيا من مجلس الأمن: تهديدات واشنطن بضربة عسكرية لسورية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولن نقبل بها

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٣ أبريل ٢٠١٨

حذر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا من العواقب الخطيرة التي سيؤدي إليها تحقيق السيناريو العسكري الأمريكي في سوريا.

وقال نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة: "ترسل قوات إضافية من البحرية الأمريكية وحلفاء الولايات المتحدة إلى سواحل سوريا. وهناك شعور بأن واشنطن اختارت نهجا واضحا لتحقيق سيناريو عسكري في سوريا".

وأضاف: "لا يجوز السماح بذلك. وإن مثل هذا التطور للأحداث يهدد بعواقب خطيرة على الأمن العالمي، وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار وجود قوة عسكرية روسية في سوريا".

وأعاد نيبينزيا إلى الأذهان أحداث العراق وليبيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تستغل مجلس الأمن الدولي لتبرير استخدام القوة. وأضاف أن "التصرفات غير المسؤولة للولايات المتحدة التي تنتهك القانون الدولي وسيادة الدول غير لائقة بالنسبة لدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي".

وحذر نيبينزيا من أن "الأحداث تتطور وفقا لسيناريو خطير له عواقب بعيدة المدى على الأمن العالمي. وفي حال وقوع ذلك سيكون كامل المسؤولية على عاتق الولايات المتحدة وحلفائها".

ودعا المندوب الروسي قيادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا "للعودة إلى رشدها وإلى مجال القانون الدولي، وألاّ تدفع العالم نحو حافة الخطر".

وأضاف أنه "يجب البحث عن حلول سلمية في سوريا في إطار جهود جماعية"، مؤكدا أن "روسيا مستعدة للتعاون المتكافئ مع جميع الشركاء لتسوية المشاكل من خلال الحوار. ونحن نتطلع بشكل ثابت إلى التسوية السلمية في سوريا على أساس المرجعيات الدولية المعروفة، وسنواصل جهودنا الحثيثة في هذا الاتجاه، وهذا ما ندعو إليه جميع شركائنا".

وأعرب نيبينزيا عن أمله بأن تجري بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقيقا مستقلا وغير متحيز في ما حدث في مدينة دوما السورية.

وأشار إلى أن الجماعات المسلحة هي من سيستفيد من الضربة الأمريكية المحتملة ضد القوات السورية التي تتحمل العبء الرئيسي في مكافحة الإرهاب. وأضاف: "لدينا معلومات دقيقة حول أن قادة الجماعات المسلحة تلقوا أوامر ببدء التقدم بعد العمل العسكري المحتمل".

ولفت نيبينزيا إلى أنه لا يوجد ما يؤكد بشكل موثوق وقوع هجوم باستخدام سلاح كيميائي في دوما، وكل المعلومات عن الهجوم المزعوم قدمتها أطراف مناهضة للحكومة السورية، مؤكدا أن لدى روسيا معلومات تفيد بوقوع "استفزاز بمشاركة استخبارات بعض الدول"، على غرار ما حدث في خان شيخون العام الماضي.

هايلي تتهم روسيا بتعطيل الجهود لـ "محاسبة" دمشق

من جانبها جددت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي اتهامات لروسيا بتعطل جهود مجلس الأمن الدولي "لحماية مبدأ عدم استخدام السلاح الكيميائي"، داعية مجلس الأمن لإدانة موسكو.

واتهمت روسيا بـ "توفير الغطاء على حالات عد تم فيها استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي"، و"إيقاف آلية التحقيق في استخدام السلاح الكيميائي"، و"منع إدانة استخدام السلاح الكيميائي من قبل نظام الأسد" ست مرات من خلال الفيتو في مجلس الأمن.

كما أشارت إلى أن روسيا استخدمت حق الفيتو 12 مرة "لحماية نظام الأسد"، الذي "استخدم السلاح الكيميائي ما لا يقل عن 50 مرة"، حسب قولها.

وأكدت هايلي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لم يتخذ بعد قرارا بشأن الخطوات المحتملة تجاه سوريا".

من جهته أكد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة أن الإجراءات العسكرية أحادية الجانب والالتفاف على مجلس الأمن وسلطته تتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية داعيا المجلس لأن يتولى مهامه في سياق الحفاظ على الوحدة والتوافق وبذل كل الجهود للحفاظ على السلام وألا يتم السماح بشن الحروب.

وأضاف: إن سيادة سورية ووحدتها وسلامة أراضيها يجب أن تحترم ونطالب بالامتناع عن أي إجراءات يمكن أن تؤدي إلى المزيد من تصعيد الوضع مشيرا إلى أنه لا حل عسكريا للأزمة في سورية بل الحل سياسي عبر الحوار.

من جانبه قال مندوب بوليفيا الدائم لدى الأمم المتحدة ساتشا سيرجيو لورنتى سوليز إن إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن تهدد باستخدام القوة ضد عضو في منظمة الأمم المتحدة وهذا ينتهك ميثاق الأمم المتحدة الذي يجب أن يحترم مشيرا إلى أن مجلس الأمن ليس مكونا من خمسة أعضاء دائمين فقط بل يمثل كل الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة وبالتالي لا ينبغي أن يستغل من أجل الترويج للحرب ولا لخطابات التدخل ولا أن يكون أدة لخدمة مصالح البعض.

غوتيريش يدعو مجلس الأمن للاتفاق على آلية للتحقيق في استخدام الكيميائي في سوريا

 

وفي مستهل الجلسة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعضاء مجلس الأمن الدولي للاتفاق على آلية للتحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا.

وجدد إدانته "لاستخدام السلاح الكيميائي من قبل أي طرف وفي أي ظروف"، داعيا للتحقيق في المعلومات بشأن استخدام الكيميائي في دوما السورية بمشاركة خبراء مستقلين.

وأكد غوتيريش دعمه لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وبعثتها للتحقيق التي توجهت إلى سوريا.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن الوضع في سوريا يمثل حاليا أكبر خطر على الأمن والسلام الدوليين، مشددا على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية، التي يجب تسويتها بطرق سياسية من خلال المفاوضات في جنيف.